بسم الله الرحمن الرحيم . إذا أردت أن تحفظ القرآن وتحصل على سند ، ما عليك سوى الاتصال بنا . كما يمكنك الحفظ معنا عبر الإنترنت
إذا أردت دراسة أحد علوم اللغة أو أحد المواد الشرعية فقط راسلني .::. إذا أردت إعداد بحث لغوي أو شرعي فنحن نساعدك بإذن الله

language اللغة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

اذكر الله

28‏/06‏/2011

الحب .. ما أجملها من كلمة !

الحب في الله أوثق عرى الإيمان



     ما أجمل كلمة "الحب"!!  مع أنها قليلة الحروف، إلا أنها - لا أقول كثيرة المعاني – كالبحر في معانيها وجمالها.
فلولا الحب ما التف الغصن حول الغصن ، ولا تعانقت الأوراق بالأوراق، وما تآلفت الأرواح فيما بينها على غير لقاء ، وما أروع كلمة النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: (الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ). (صحيح البخاري) الحب أجمل ما في هذه الدنيا، فبدونه لا يستطيع الإنسان الحياة، وكيف يحيا بدون حب، كيف يتعامل بدون حب. الحب الذي أقصده هو الحب الحقيقي الذي لا يرجى من ورائه منفعة مادية أو شهوة، المجرد من كل نوازع النفس المادية ومن كل رغبات الشهوات، بل يرجى من ورائه، رضا الرحمن، فهو لله وفي الله وإذ كان الحب كذلك فهو من أجل نعم الله على عباده، ولا يمنحه الله إلا للصفوة من خلقه، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قصة رجل انتقل من بلد إلى بلد ليس لشيء إلا لأنه يحب أخاه (أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِى قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِى فِى هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا قَالَ لاَ غَيْرَ أَنِّى أَحْبَبْتُهُ فِى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ فَإِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ) (صحيح مسلم) ولو كان الحب لله وفي الله لوجد العبد حلاوة الإيمان فعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" (البخاري)، وليس هذا فحسب بل المحب في الله هو ممن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم باستكمال الإيمان "من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان" (سنن أبي داود). بالحب الصادق يعيش المجتمع في أمن وسلام وتكافل وتفاهم، لذا نستطيع أن نفهم حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على المؤاخاة بين صحابته الكرام، والعمل على إذابة كل الفوارق فأنشأ بذلك مجتمعًا متراصًا كالبنيان يشد بعضه بعضًا، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وكذلك ندرك لماذا غضب النبي صلى الله عليه وسلم عندما دبَّت دعوى الجاهلية بين الأنصار وخاطبهم بقوله "ما بال دعوى الجاهلية؟ قالوا يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال دعوها فإنها منتنة"(صحيح مسلم)، لذا كان أمر الله واضحًا (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) "آل عمران:103". بالحب الصادق ننتصر على أعدائنا، عندما يكون الصف مترابطًا، كالبنيان لا يستطيع أحد أن يهدمه أو ينال منه، بخلاف إذا تفرق وتباغض، لذا شدَّد النبي صلى الله عليه وسلم على الوحدة والجماعة وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، وكيف تكون جماعة بدون حب، وعندما أطلقها حسن البنا "سنقاتل أعداءنا بالحب" صارت حكمة، وما أخذها إلا من سورة الأنفال فقبل تحريض النبي صلى عليه وسلم للمؤمنين على القتال ذكر الله ذلك السلاح الذي تنتصر به هذه الأمة " وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، وما انتصر المسلمون إلا بالحب والوحدة واجتماع الكلمة، وعندما دبت الفرقة في قلوبهم وأصبحت المصالح والشهوات هي التي تربط المسلمين بعضهم البعض سرت الهزيمة إلى صفوفهم، وانتصر عليهم عدوهم لا بقوته بل بتفرق المسلمين واختلاف كلمتهم .


     هل حلمت يومًا بحب الله لك؟ بالحب في الله تجب محبة الله لك، يا لها من نعمة ما بعدها نعمة، أن تمنح محبة الله، العجب أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل وصل أمر الحب إلى أن تنتخب لتكون في ظل العرش يوم القيامة، ما أجمل هذا الحب الذي يمنحك حب الرحمن، والظل بعرشه. ولهذا نقولها لكم إننا نحبكم فى الله .