بسم الله الرحمن الرحيم . إذا أردت أن تحفظ القرآن وتحصل على سند ، ما عليك سوى الاتصال بنا . كما يمكنك الحفظ معنا عبر الإنترنت
إذا أردت دراسة أحد علوم اللغة أو أحد المواد الشرعية فقط راسلني .::. إذا أردت إعداد بحث لغوي أو شرعي فنحن نساعدك بإذن الله

language اللغة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

اذكر الله

24‏/02‏/2012

قصيدة نكبة دمشق لأمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله

قصيدة نكبة دمشق لأمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله

والقصيدة من بحر الوافر وعدد أبياتها خمس وخمسون بياتاً

يقول شوقي :

سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ *** وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ

وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي *** جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ

وَذِكرى عَن خَواطِرِها لِقَلبي *** إِلَيكِ تَلَفُّتٌ أَبَدًا وَخَفقُ

وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي *** جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ

دَخَلتُكِ وَالأَصيلُ لَهُ اِئتِلاقٌ *** وَوَجهُكِ ضاحِكُ القَسَماتِ طَلقُ

وَتَحتَ جِنانِكِ الأَنهارُ تَجري *** وَمِلءُ رُباكِ أَوراقٌ وَوُرْقُ

وَحَولي فِتيَةٌ غُرٌّ صِباحٌ *** لَهُم في الفَضلِ غاياتٌ وَسَبقُ

عَلى لَهَواتِهِم شُعَراءُ لُسنٌ *** وَفي أَعطافِهِم خُطَباءُ شُدقُ

رُواةُ قَصائِدي فَاعجَب لِشِعرٍ *** بِكُلِّ مَحَلَّةٍ يَرويهِ خَلقُ

غَمَزتُ إِباءَهُمْ حَتّى تَلَظَّتْ *** أُنوفُ الأُسدِ وَاضطَرَمَ المَدَقُّ

وَضَجَّ مِنَ الشَكيمَةِ كُلُّ حُرٍّ *** أَبِيٍّ مِن أُمَيَّةَ فيهِ عِتقُ

لَحاها اللهُ أَنباءً تَوالَتْ *** عَلى سَمعِ الوَلِيِّ بِما يَشُقُّ

يُفَصِّلُها إِلى الدُنيا بَريدٌ *** وَيُجمِلُها إِلى الآفاقِ بَرقُ

تَكادُ لِرَوعَةِ الأَحداثِ فيها *** تُخالُ مِنَ الخُرافَةِ وَهيَ صِدقُ

وَقيلَ مَعالِمُ التاريخِ دُكَّتْ *** وَقيلَ أَصابَها تَلَفٌ وَحَرقُ

أَلَستِ دِمَشقُ لِلإِسلامِ ظِئرًا *** وَمُرضِعَةُ الأُبُوَّةِ لا تُعَقُّ

صَلاحُ الدينِ تاجُكَ لَم يُجَمَّلْ *** وَلَمْ يوسَمْ بِأَزيَنَ مِنهُ فَرقُ

وَكُلُّ حَضارَةٍ في الأَرضِ طالَتْ *** لَها مِن سَرحِكِ العُلوِيِّ عِرقُ

سَماؤُكِ مِن حُلى الماضي كِتابٌ *** وَأَرضُكِ مِن حُلى التاريخِ رَقُّ

بَنَيتِ الدَولَةَ الكُبرى وَمُلكًا *** غُبارُ حَضارَتَيهِ لا يُشَقُّ

لَهُ بِالشامِ أَعلامٌ وَعُرسٌ *** بَشائِرُهُ بِأَندَلُسٍ تَدُقُّ

رُباعُ الخلدِ وَيحَكِ ما دَهاها *** أَحَقٌّ أَنَّها دَرَسَت أَحَقُّ

وَهَل غُرَفُ الجِنانِ مُنَضَّداتٌ *** وَهَل لِنَعيمِهِنَّ كَأَمسِ نَسقُ

وَأَينَ دُمى المَقاصِرِ مِن حِجالٍ *** مُهَتَّكَةٍ وَأَستارٍ تُشَقُّ

بَرَزنَ وَفي نَواحي الأَيكِ نارٌ *** وَخَلفَ الأَيكِ أَفراخٌ تُزَقُّ

إِذا رُمنَ السَلامَةَ مِن طَريقٍ *** أَتَت مِن دونِهِ لِلمَوتِ طُرقُ

بِلَيلٍ لِلقَذائِفِ وَالمَنايا *** وَراءَ سَمائِهِ خَطفٌ وَصَعقُ

إِذا عَصَفَ الحَديدُ احمَرَّ أُفقٌ *** عَلى جَنَباتِهِ وَاسوَدَّ أُفقُ

سَلي مَن راعَ غيدَكِ بَعدَ وَهنٍ *** أَبَينَ فُؤادِهِ وَالصَخرِ فَرقُ

وَلِلمُستَعمِرينَ وَإِن أَلانوا *** قُلوبٌ كَالحِجارَةِ لا تَرِقُّ

رَماكِ بِطَيشِهِ وَرَمى فَرَنسا *** أَخو حَربٍ بِهِ صَلَفٌ وَحُمقُ

إِذاما جاءَهُ طُلّابُ حَقٍّ *** يَقولُ عِصابَةٌ خَرَجوا وَشَقّوا

دَمُ الثُوّارِ تَعرِفُهُ فَرَنسا *** وَتَعلَمُ أَنَّهُ نورٌ وَحَقُّ

جَرى في أَرضِها فيهِ حَياةٌ *** كَمُنهَلِّ السَماءِ وَفيهِ رِزقُ

بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا *** وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقوا

وَحُرِّرَتِ الشُعوبُ عَلى قَناها *** فَكَيفَ عَلى قَناها تُستَرَقُّ

بَني سورِيَّةَ اطَّرِحوا الأَماني *** وَأَلقوا عَنكُمُ الأَحلامَ أَلقوا

فَمِن خِدَعِ السِياسَةِ أَن تُغَرّوا *** بِأَلقابِ الإِمارَةِ وَهيَ رِقُّ

وَكَمْ صَيَدٍ بَدا لَكَ مِن ذَليلٍ *** كَما مالَتْ مِنَ المَصلوبِ عُنقُ

فُتوقُ المُلكِ تَحدُثُ ثُمَّ تَمضي *** وَلا يَمضي لِمُختَلِفينَ فَتقُ

نَصَحتُ وَنَحنُ مُختَلِفونَ دارًا *** وَلَكِن كُلُّنا في الهَمِّ شَرقُ

وَيَجمَعُنا إِذا اختَلَفَت بِلادٌ *** بَيانٌ غَيرُ مُختَلِفٍ وَنُطقُ

وَقَفتُمْ بَينَ مَوتٍ أَو حَياةٍ *** فَإِن رُمتُمْ نَعيمَ الدَهرِ فَاشْقَوا

وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ *** يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ

وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا *** إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا

وَلا يَبني المَمالِكَ كَالضَحايا *** وَلا يُدني الحُقوقَ وَلا يُحِقُّ

فَفي القَتلى لِأَجيالٍ حَياةٌ *** وَفي الأَسرى فِدًى لَهُمُ وَعِتقُ

وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ *** بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ

جَزاكُمْ ذو الجَلالِ بَني دِمَشقٍ *** وَعِزُّ الشَرقِ أَوَّلُهُ دِمَشقُ

نَصَرتُمْ يَومَ مِحنَتِهِ أَخاكُمْ *** وَكُلُّ أَخٍ بِنَصرِ أَخيهِ حَقُّ

وَما كانَ الدُروزُ قَبيلَ شَرٍّ *** وَإِن أُخِذوا بِما لَم يَستَحِقّوا

وَلَكِن ذادَةٌ وَقُراةُ ضَيفٍ *** كَيَنبوعِ الصَفا خَشُنوا وَرَقُّوا

لَهُم جَبَلٌ أَشَمُّ لَهُ شَعافٌ *** مَوارِدُ في السَحابِ الجُونِ بُلقُ

لِكُلِّ لَبوءَةٍ وَلِكُلِّ شِبلٍ *** نِضالٌ دونَ غايَتِهِ وَرَشقُ

كَأَنَّ مِنَ السَمَوأَلِ فيهِ شَيئًا *** فَكُلُّ جِهاتِهِ شَرَفٌ وَخَلقُ

بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشأن أحدث سوريا

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
المكتب الإعلامي
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشأن أحدث سوريا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعد:
فإن ما يجري في سوريا الحبيبة من قتل للأنفس المعصومة بغير حق، وهدم للبيوت فوق رؤوس ساكنيها، وقصف للأحياء السكنية، وقتل للشيوخ والأطفال والنساء، وترويع للآمنين المسالمين، وانتهاك لحرمات الأنفس والأعراض، واعتقال وتعذيب وإعدام بدون سند من شرع أو قانون: أمر لا يستطيع السكوت عليه أي مسلم صحيح الإسلام، أو عربي حر الأخلاق، أو إنسان حي الضمير، أيا كانت ديانته أو عرقه.
هل يعقل أن يستخدم الجيش الذي أعد لحماية الشعب في قتله، أو أن تقوم الحكومة التي من واجبها إطعام الناس من جوع، وتأمينهم من خوف، بتجويع وتخويف الناس، بل بقتلهم، بما فيهم من أطفال ونساء وشيوخ، ومدنيين مسالمين.
أليس في سوريا عائلة وطنية غير عائلة الأسد؟ أليس فيها قائد غير بشار الأسد يستطيع تولي أمور البلاد في مرحلة انتقالية، تتحقق فيها مطالب الشعب، ويحافظ فيها على وحدة سوريا؟ هل يعقل أن يرهن مستقبل بلد بأكمله بمستقبل فرد أيا كانت مكانته؟ هل كل المواطنين السوريين مشكوك في وطنيتهم حتى نائب الرئيس الذي اقترحت المبادرة الخليجيَّة أن يتولى شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية، ورضيت بذلك المعارضة؟ فماذا سيفعلون إذن إذا مات بشار، كما مات أبوه من قبل؟ وما ذلك على الله بعزيز.
ألم يشبع القاتل من دماء السوريين بعد؟ كم يريد أن يقتل من السوريين حتى يقتنع أن الشعب السوري شبَّ عن الطوق، وأنه شعب راشد عاقل من حقه أن يختار من يحكمه، وأن ما ارتكبه أبوه من جرائم من قبل، لا يمكن أن يمر عليه العالم مرور الكرام اليوم، وأن صبر الشعب قد نفد، بعد أن صبر صبرا جميلا عليه، وعلى أبيه من قبل، صبر على مذبحة حماة، وما قتل فيها من عشرات الألوف، وعلى المتاجرة بالممانعة من غير تحرير للأرض، وعلى الأجهزة الأمنية التي تقتحم على الناس خصوصياتهم، وعلى عشر سنوات كاملات من حكم بشار نفسه، يسوق فيها الوعود الكاذبة بالإصلاح.
وبناء على كل هذا، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو إلى التالي:
1. يجب على المعارضة السورية توحيد صفوفها في الداخل والخارج، فإن النظام ومن يسانده يراهن على تفرق المعارضة وتشرذمها، وإن لم تفعل المعارضة فإنها لا شك تتحمل جزءا ليس بالهيِّن من تبعة ما يحدث للشعب السوري، فالمصائب يجمعن المصابين، وليس هذا أوان التنافس أو التنازع.
2. ندعو الشعب السوري بكل أطيافه أن يقوم قومة واحدة، وينتفض على النظام، الذي فقد مشروعيته منذ أول يوم اندلعت فيه الثورة السلمية وجابهها بالرصاص والقتل الجماعي.
3. يؤكد الاتحاد على حرمة قتل الانسان البريء بغير حق، وأن مسؤولية ذلك تقع على القاتل، لا يرفع الإثم عنه أوامر عليا، ولا قرارات عسكرية، وأن القاتل يبوء بإثم ذلك أمام الله، الذي يحاسب أول ما يحاسب على الدماء، فإن صدرت له الأوامر فليكن عبدَ الله المقتول، ولا يكن عبد الله القاتل.
4. يحذر الاتحاد من استخدام بعض الطوائف مطيّة لتحقيق مصالح عائلية، أو جعل بعض الأحياء الموالية للنظام منصّة لإطلاق القواذف والصواريخ، وانطلاق الشبيحة منها، مما سيترك أثراً عميقاً على النسيج الاجتماعي في سوريا.
5. نؤكد على أهمية الوحدة الوطنية، ونحذر من إثارة النزعات الطائفية والمذهبية والعنصرية، كما نؤكد أن سورية – شأنها شأن ثورات الربيع العربي الأخرى-هي ثورة ضد الظلم والقهر والفساد والاستبداد، الذي وقع على جميع الطوائف والأجناس دون استثناء.
6. ندعو الشعب السوري إلى مقاطعة الاقتراع على الدستور المعدل الذي يسعى النظام من خلاله لتزيين صورته المشوَّهة ويؤخر سقوطه الوشيك، فالدستور المنقوع في الدم السوري لا قيمة له في تحقيق غايات الشعب وتطلعاته.
7. يؤيد الاتحاد الجهود المبذولة عن عدد من الدول العربية ودول العالم في المؤتمر المنعقد في تونس الثورة، ويدعوهم إلى ممارسة كل الضغوط الممكنة على الحكومة السورية ومن يؤيِّدها، كما ندعم اتجاه تونس نحو الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، وندعو بقية دول العالم إلى أن تحذو حذوها.
8. يدعو الاتحاد المجتمع الدوليَّ بأسره أن يتحمَّل مسؤولياته التاريخية والإنسانية والأخلاقية أمام المجازر الرهيبة التي ترتكب على مسمع ومرأى العالم، وأن يجبر النظام القاتل في سوريا على إيقاف حمام الدم والقصف والتدمير، وأن يفك الحصار عن حمص وغيرها، ويسمح لحَمَلة التبرعات والجمعيات الخيرية والإغاثية بإدخال الأغذية والأدوية وعلاج المصابين والمرضى، تمهيداً لظروف الانتقال السلمي للسلطة كما يريد الشعب السوري.
9. يدعو الاتحاد إلى جعل يوم الجمعة القادمة جمعة عالمية للغضب من أجل سوريا، من جاكرتا إلى الدار البيضاء، في الجوامع والمساجد، والشوارع والميادين، وأمام المقار الحكومية والسفارات، إعذاراً إلى الله، وإبراء للذمة، ونصرة للمظلوم.
10. يوجه الاتحاد رسالته للدول المؤيدة للنظام السوري مثل إيران وروسيا والصين أن لعنة الدم السوري ستصيبهم في بلادهم، وربما كانت سببا في ثورة شعوبهم عليهم، فلم يكفهم أن يسكتوا، ولا أن يتخلوا عن المظلوم، ولكنهم ناصروا الظالم وأيدوه ودعموه بالمال والرجال والعتاد والسلاح، فهم شركاء للنظام السوري في الإثم العدوان.
11. يدعو الاتحاد كل الأحرار والمخلصين من الجيش السوري إلى الانضمام إلى الجيش الحر دفاعا عن وطنهم وإخوانهم وأخواتهم، ولا يتحملوا إثم قتل أبناء شعبهم ظلما وعسفا، كما يدعو أهل سوريا الأحرار إلى الصبر والاحتساب، فالنصر آت لا محالة، وليس بعد هذه الشدة إلا الفرج، ولن يغلب عسر يسريين، فقد قال تعالى: }فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح:5، 6]، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُون { [الشعراء:227].
12. يدعو الاتحاد الأمة العربية علماءها ومفكريها ومثقفيها إلى الوقوف جنباً إلى جنب مع الثائرين الأحرار من الشعب السوري، فهذا ما يوجبه عليهم الميثاق الذي أخذه الله على العلماء أن يبينوا للناس الحق ولا يكتمونه، والذي أخذه الله على المؤمنين أن يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.
13. كما يدعو الاتحاد علماء المساجد وأئمتها وخطباءها إلى دعاء قنوت النوازل، الذي استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء على المشركين الظالمين وخصوصاً في الوتر والفجر، كما عليهم أن يصلوا على أرواح الشهداء الذين يسقطون يومياً بالعشرات والمئات.
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
30 ربيع الأول 1433هـ
الموافق 22/02/2012 م

أ.د علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العام رئيس الاتحاد