بسم الله الرحمن الرحيم . إذا أردت أن تحفظ القرآن وتحصل على سند ، ما عليك سوى الاتصال بنا . كما يمكنك الحفظ معنا عبر الإنترنت
إذا أردت دراسة أحد علوم اللغة أو أحد المواد الشرعية فقط راسلني .::. إذا أردت إعداد بحث لغوي أو شرعي فنحن نساعدك بإذن الله

language اللغة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

اذكر الله

10‏/07‏/2011

كيف نستقبل رمضان ؟

رمضان على الأبواب ؛ فكيف نستقبل رمضان ؟

الإجابة


دروس من الإسراء والمعراج

" سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله "

تفضل معنا لنتعلم معاً دروس من رحلة الإسراء والمعراج على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم .

صفات القلوب القاسية (2)

في هذه الخطبة يستكمل الشيخ وائل صفات القلوب القاسية فهيا معاً لنتعرف عليها


القلوب السليمة

صفات القلوب السليمة
هيا نتعرف معاً على صفات القلوب السليمة مع هذه الخطبة 


نسأل الله لنا ولكم سلامة القلوب

أنواع القلوب

استكمالاً لخطب الجمعة عن أنواع القلوب
 " القلب القاسي "
للاستماع أو التحميل 

القلب القاسي

خطبة بليغة عن أسباب قسوة القلب
للاستماع أو التحميل

التوبة قبل رمضان

رمضان على الأبواب فهل من توبة ؟
لتحميل الخطبة والاستماع لها

تربية النشء


خطبة جمعة لفضيلة الشيخ وائل بكري ، يتحدث فيها عن نعمة الأولاد وأهمية الاهتمام بتنشئتهم ، لتحميل الخطبة أو الاستماع إليها :


كل نصيحة ببعير

((كل نصيحة ببعير (( قصة رائعة )) الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل
والصلاة والسلام علي  أشرف المرسلين
أما بعد.
فهذه قصه لطيفه اقرأها حتي تعرف فائدة النصيحة
والله من وراء القصد
يحكى أن أحدهم ضاقت به سبل العيش ، فسئم الحياة وقرر أن يهيم على وجهه في بلاد الله الواسعة ، فترك بيته وأهله وغادر المنطقة متجهاً نحو الشرق ، وسار طويلاً حتى وصل بعد جهدٍ كبير ومشقةٍ عظيمة إلى منطقة شرقيّ السعودية، وقادته الخطى إلى بيت أحد الأجواد الذي رحّب به وأكرم وفادته ، وبعد انقضاء أيام الضيافة سأله عن غايته ، فأخبره بها ، فقال له المضيف : ما رأيك أن تعمل عندي على أن أعطيك ما يرضيك ، ولما كان صاحبنا بحاجة إلى مكان يأوي إليـه ، وإلى عملٍ يعمل فيه اتفق معه على ذلك .وعمل الرجل عند مضيفه أحياناً يرعى الإبل وأحياناً أخرى يعمل في مضافته يعدّ القهوة ويقدمها للضيوف ، ودام على ذلك الحال عدة سنوات كان الشيخ يكافئه خلالها ببعض الإبل والماشية . ومضت عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته وعائلته وتاقت نفسُه إلى بلاده وإلى رؤية أهله وأبنائه ، فأخبر صاحب البيت عن نيته في العودة إلى بلده ، فعزّ عليه فراقه لصدقه وأمانته ، وأعطاه الكثير من المواشي وبعض الإبل وودّعه وتمنى له أن يصل إلى أهله وهو بخير وسلامة .. وسار الرجل ، وبعد أن قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة رأى شيخاً جالساً على قارعة الطريق ، ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة بجانب الطريق ، وعندما وصل إليه حيّاه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حرّ الشمس وهجير الصحراء ، فقال له : أنا أعمل في التجارة . فعجب الرجل وقال له : وما هي تجارتك يا هذا ، وأين بضاعتك ؟ فقال له الشيخ : أنا أبيع نصائح . فقال الرجل : تبيع نصائح ، وبكم النصيحة ؟! فقال الشيخ : كلّ نصيحة ببعير . فأطرق الرجل مفكراً في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلاً من أجل الحصول عليه ، ولكنه في النهاية قرر أن يشتري نصيحة مهما كلفه الأمر فقال له : هات لي نصيحة ، وسأعطيك بعيراً ؟ .. فقال له الشيخ :النصيحة الأولى " إذا طلع سهيل لا تأمَن السيل " ففكر الرجل في هذه النصيحة وقال : ما لي ولسهيل في هذه الصحراء الموحشة ، وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الوقت بالذات وعندما وجد أنها لا تنفعه قال للشيخ : هات لي نصيحة أخرى وسأعطيك بعيراً آخر . فقال له الشيخ :النصيحة الثانية  " أبو عيون بُرْق وأسنان فُرْق لا تأمن له " وتأمل صاحبنا هذه النصيحة أيضاً وأدارها في فكره ولم يجد بها أي فائدة ، فقال والله لأغامرن حتى النهاية حتى لو ضاع تعبي كلّه في دقائق معدودة ، فقال للشيخ هات النصيحة الثالثة وسأعطيك بعيراً آخر .. فقال له : " نام على النَّدَم ولا تنام على الدم " . ولم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها ، فترك الرجل ذلك الشيخ وساق ما معه من مواشٍ وسار في طريقه وظل يسير لعدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدّة الحر ، وفي أحد الأيام أدركه المساء فوصل إلى قوم قد نصبوا خيامهم ومضاربهم في قاع وادٍ كبير ، فتعشّى عند أحدهم وباتَ عنده ، وفي الليل وبينما كان ساهراً يتأمل النجوم شاهد نجم سُهيل ، وعندما رآه الرجل تذكّر النصيحة التي قالها له الشيخ ففرّ مذعوراً ، وأيقظَ صاحب البيت وأخبره بقصة النصيحة ، وطلب منه أن يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع ذلك الوادي ، ولكن المضيف سخر منه ومن قلّة عقله ولم يكترث له ولم يأبه لكلامه ، فقال والله لقد اشتريت النصيحة ببعير ولن أنام في قاع هذا الوادي ، فقرر أن يبيت على مكان مرتفع ، فأخذ جاعِدَهُ ونام على مكان مرتفع بجانب الوادي . وفي أواخر الليل جاء السيل يهدر كالرعد فأخذ البيوت والقوم ، ولم يُبقِ سوى بعض المواشي . وساق الرجل ما تبقى من المواشي وأضافها إلى مواشيه ، وصاح لها مناديا فتبعته وسار في طريقه عدة أيام أخر حتى وصل في أحد الأيام إلى بيت في الصحراء ، فرحب به صاحب البيت وكان رجلاً نحيفاً خفيف الحركة ، وأخذ يزيد في الترحيب به والتذبذب إليه حتى أوجس منه خيفة ، فنظر إليه وإذا به " ذو عيون بُرْق وأسنان فُرْق " فقال : آه هذا الذي أوصاني عنه الشيخ ، إن به نفس المواصفات لا ينقص منها شيء . وفي الليل تظاهر الرجل بأنه يريد أن يبيت خارج البيت قريباً من مواشيه وأغنامـه ، وأخذ فراشه وجَرَّه في ناحية ، ولكنه وضع حجارة تحت اللحاف ، وانتحى مكاناً غير بعيد يراقب منه حركات مضيفه ، وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه قد نام ،خاصة بعد أن لم يرَ حراكاً له ، أخذ يقترب منه على رؤوس أصابعه حتى وصله ولما لم يسمع منه أية حركة تأكد له أنه نائم بالفعل ، فعاد وأخذ سيفه وتقدم منه ببطء ثم هوى عليه بسيفه بضربه شديدة ، ولكن الضيف كان يقف وراءه فقال له : لقد اشتريت والله النصيحة ببعير ثم ضربه بسيفه فقتلـه ، وساق ماشيته وغاب في أعماق الصحراء . وبعد مسيرة عدة أيام وصل في ساعات الليل إلى منطقة أهله ، فوجد مضارب قومه على حالها ، فترك ماشيته خارج الحيّ ، وسار ناحية بيته ورفع الرواق ودخل البيت فوجد زوجته نائمة وبجانبها شاب طويل الشعر ، فاغتاظ لذلك ووضع يده على حسامه وأراد أن يهوى به على رؤوس الأثنين ، وفجأة تذكر النصيحة الثالثة التي تقول " نام على الندم ولا تنام على الدم " ، فبردت أعصابه وهدأ قليلاً فتركهم على حالهم ، وخرج من البيت وعاد إلى أغنامه ونام عندها حتى الصباح ، وبعد شروق الشمس ساق أغنامه واقترب من البيت فعرفه الناس ورحبوا به ، واستقبله أهل بيته وقالوا :له لقد تركتنا منذ فترة طويلة ، انظر كيف كبر خلالها ابنك حتى أصبح رجلاً ، ونظر الرجل إلى ابنه وإذا به ذلك الشاب الذي كان ينام بالأمس بجانب زوجته فحمد الله على سلامتهم ، وشكر ربه أن هداه إلى عدم قتلهم وقال بينه وبين نفسه والله إن كل نصيحة أحسن من بعير ، وهكذا فإن النصيحة لا تقدّر بثمن إذا فهمناها وعملنا بها في الوقت المناسب .

ونسال الله أن نكون جميعاً من الناصحين للناس
والعاملين بالنصيحة .

 


 

حديث أم زرع

 إليكم هذا الحديث النبوي الرائع استمتع مع عبق النبوة
حديث أم زرع وشرح مفرداته الغريبة
عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت: " جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً. قالت الأولى: زوجي لحم جمل غث، على رأس جبل، لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل .  قال الشراح : المراد بالغث المهزول.وقولها : ( على رأس جبل وعر ) أي صعب الوصول إليه . فالمعنى أنه قليل الخير من أوجه: منها كونه كلحم الجمل لا كلحم الضأن ، ومنها أنه مع ذلك غث مهزول رديء ، ومنها أنه صعب التناول لا يوصل إليه إلا بمشقة شديدة . هكذا فسره الجمهور . وقال الخطابي: قولها: ( على رأس جبل ) أي يترفع ، ويتكبر ، ويسمو بنفسه فوق موضعها كثيرا أي أنه يجمع إلى قلة خيره تكبره وسوء الخلق . قالوا : وقولها : ( ولا سمين فينتقل ) أي تنقله الناس إلى بيوتهم ليأكلوه ، بل يتركوه رغبة عنه لرداءته . قال الخطابي : ليس فيه مصلحة يحتمل سوء عشرته بسببها.  
 قالت الثانية: زوجي لا أبث خبره إني أخاف أن لا أذره ، إن أذكره أذكر عجره وبجره.   قولها ( لا أبث خبره ) أي لا أنشره وأشيعه ( إني أخاف أن لا أذره ) معناه إني أخاف أن يطلقني فأذره . وأما ( عجره وبجره ) فالمراد بهما عيوبه ، وقال الخطابي وغيره : أرادت بهما عيوبه الباطنة ، والظاهرة .
قالت الثالثة: زوجي العشنق إن أنطق أطلق، وإن أسكت أعلق .  قولها ( العشنق)  هو الطويل ، ومعناه ليس فيه أكثر من طول بلا نفع ، فإن ذكرت عيوبه طلقني ، وإن سكت عنها علقني ، فتركني لا عزباء ولا مزوجة .
قالت الرابعة : زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة .
هذا مدح بليغ ، ومعناه ليس فيه أذى ، بل هو راحة ولذاذة عيش ، كليل تهامة لذيذ معتدل ، ليس فيه حر ، ولا برد مفرط ، ولا أخاف له غائلة لكرم أخلاقه ، ولا يسأمني ويمل صحبتي .قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد .
 هذا أيضا مدح بليغ ، فقولها : ( فهد ) تصفه إذا دخل البيت بكثرة النوم والغفلة في منزله عن تعهد ما ذهب من متاعه وما بقي ، وشبهته بالفهد لكثرة نومه ، يقال : أنوم من فهد ، وهو معنى قولها ( : ولا يسأل عما عهد ) أي لا يسأل عما كان عهده في البيت من ماله ومتاعه ، ( وإذا خرج أسد ) ، وهو وصف له بالشجاعة ، ومعناه إذا صار بين الناس أو خالط الحرب كان كالأسد .قالت السادسة: زوجي إن أكل لف وإن شرب اشتف وإن اضطجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث .  ( اللف في الطعام الإكثار منه مع التخليط من صنوفه حتى لا يبقى منها شيء . والاشتفاف في الشرب أن يستوعب جميع ما في الإناء ). وقولها : ( ولا يولج الكف ليعلم البث )  قال ابن الأعرابي : هذا ذم له ، أرادت : وإن اضطجع ورقد التف في ثيابه في ناحية ، ولم يضاجعني ليعلم ما عندي من محبته . قال: ولا بث هناك إلا محبتها الدنو من زوجها.  وقال آخرون : أرادت أنه لا يفتقد أموري ومصالحي  .قالت السابعة: زوجي غياياء أو عياياء طباقاء كل داء له داء شجك أو فلك أو جمع كلا لك . قولها : ( غياياء ) بالغين ، أو ( عياياء ) بالعين، وفي أكثر الروايات بالغين  . قيل : هو العنين الذي تعيبه معاشرة  النساء ، ويعجز عنها . وقال القاضي وغيره : غياياء بالغين صحيح ، وهو مأخوذ من الغياية ، وهي الظلمة ،  ومعناه لا يهتدي إلى طريق  ، أو أنها وصفته بثقل الروح ، وأنه كالظل المتكاثف المظلم الذي لا إشراق فيه ، أو أنها أرادت أنه غطيت عليه أموره ، أو يكون غياياء من الغي ، وهو الانهماك في الشر ، أو من الغي الذي هو الخيبة . قال الله تعالى : {فسوف يلقون غيا} وأما ( طباقاء ) فمعناه المطبقة عليه أموره حمقا ، وقيل : الذي يعجز عن الكلام ، فتنطبق شفتاه ، وقيل : هو العيي الأحمق . وقولها : ( شجك ) أي جرحك في الرأس ، فالشجاج جراحات الرأس ، والجراح فيه وفي الجسد . وقولها (فلك) الفل الكسر والضرب . ومعناه أنها معه بين شج رأس ، وضرب ، وكسر عضو ، أو جمع بينهما . وقيل : المراد بالفل هنا الخصومة وقولها : (كل داء له داء) أي جميع أدواء الناس مجتمعة فيه  .قالت الثامنة: زوجي: المس مس أرنب والريح ريح زرنب .
الزرنب نوع من الطيب معروف. قيل : أرادت طيب ريح جسده ، وقيل : طيب ثيابه في الناس وقيل : لين خلقه وحسن عشرته . والمس مس أرنب صريح في لين الجانب، وكرم الخلق .قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من الناد .
قال العلماء : معنى رفيع العماد وصفه بالشرف ، وسناء الذكر  ، أي بيته في الحسب رفيع في قومه . وقيل : إن بيته الذي يسكنه رفيع العماد ليراه الضيفان وأصحاب الحوائج فيقصدوه ، وهكذا بيوت الأجواد. وقولها : طويل النجاد بكسر النون تصفه بطول القامة ، والنجاد حمائل السيف ، فالطويل يحتاج إلى طول حمائل سيفه ، والعرب تمدح بذلك . قولها : ( عظيم الرماد ) تصفه بالجود وكثرة الضيافة من اللحوم والخبز ، فيكثر وقوده ، فيكثر رماده . وقيل : لأن ناره لا تطفأ بالليل لتهتدي بها الضيفان ، والأجواد يعظمون النيران في ظلام الليل ، ويوقدونها على التلال ومشارف الأرض لتهتدي بها الضيفان . وقولها  : (قريب البيت من الناد ) : الناد والنادي  مجلس القوم ، وصفته بالكرم والسؤدد ، لأنه لا يقرب البيت من النادي إلا من هذه صفته ؛ لأن الضيفان يقصدون النادي ، ولأن أصحاب النادي يأخذون ما يحتاجون إليه في مجلسهم من بيت قريب النادي ، واللئام يتباعدون من النادي .
قالت العاشرة: زوجي مالك. وما مالك مالك؟! خير من ذلك. له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح وإذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك .
معناه أن له إبلا كثيرا فهي باركة بفنائه ، لا يوجهها تسرح إلا قليلا قدر الضرورة ، ومعظم أوقاتها تكون باركة بفنائه ، فإذا نزل به الضيفان كانت الإبل حاضرة ؛ فيقريهم من ألبانها ولحومها . والمزهر بكسر الميم العود الذي يضرب ، أرادت أن زوجها عود إبله إذا نزل به الضيفان نحر لهم منها ، وأتاهم بالعيدان والمعازف والشراب ، فإذا سمعت الإبل صوت المزهر علمن أنه قد جاءه الضيفان ، وأنهن منحورات هوالك .
قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع. فما أبو زرع ؟!  أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي. وبجحني فبجحت إلى نفسي .
قولها (أناس ...) معناه حلاني قرطة فهي تنوس أي تتحرك لكثرتها  ، وأسمنني ، وملأ بدني شحما . وقولها : ( وبجحني فبجحت إلي نفسي) : أي عظمني فعظمت عند نفسي . يقال : فلان يتبجح بكذا أي يتعظم ويفتخر .
ثم قالت : وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق. فعنده أقول فلا أقبح وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقنح )
قولها : ( في غنيمة ) بضم الغين تصغير الغنم ، أرادت أن أهلها كانوا أصحاب غنم لا أصحاب خيل وإبل ؛ لأن الصهيل أصوات الخيل ، والأطيط أصوات الإبل وحنينها ، والعرب لا تعتد بأصحاب الغنم ، وإنما يعتدون بأهل الخيل والإبل .  وقولها : ( ودائس ) هو الذي يدوس الزرع  يقال : داس الطعام درسه .
قولها : ( ومنق ) وهو من النقيق ، وهو أصوات المواشي . تصفه بكثرة أمواله ، والمقصود أنه صاحب زرع ، ويدوسه وينقيه.قولها ( فعنده أقول فلا أقبح )   معناه لا يقبح قولي فيرد ، بل يقبل مني .ومعنى ( أتصبح ) أنام الصبحة ، وهي بعد الصباح ، أي أنها مكفية بمن يخدمها فتنام  ، وقولها : ( فأتقنح ) أي : أروى حتى أدع الشراب من شدة الري .
ثم قالت : أم أبي زرع فما أم أبي زرع؟! عكومها رداح وبيتها فساح.  
العكوم الأعدال والأوعية التي فيها الطعام والأمتعة ، ورداح أي عظام كبيرة  .
قولها : ( وبيتها فساح )  أي واسع ، ويحتمل أنها أرادت كثرة الخير والنعمة .
ثم قالت : ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع ؟! مضجعه كمسل شطبة ويشبعه ذراع الجفرة .
( كمسل شطبة ) وهي ما شطب من جريد النخل أي شق ، وهي السعفة لأن الجريدة تشقق منها قضبان رقاق مرادها أنه مهفهف خفيف اللحم كالشطبة ، وهو مما يمدح به الرجل ، وقال ابن الأعرابي وغيره : أرادت بقولها : ( كمسل شطبة ) أنه كالسيف سل من غمده  . قولها : ( وتشبعه ذراع الجفرة ) الذراع مؤنثة ، وقد تذكر والجفرة هي الأنثى من أولاد المعز ، وقيل : من الضأن ، وهي ما بلغت أربعة أشهر وفصلت عن أمها ... والمراد أنه قليل الأكل ، والعرب تمدح به .ثم قالت : بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ؟طوع أبيها وطوع أمها وملء كسائها وغيظ جارتها .
قولها : ( طوع أبيها وطوع أمها ) أي مطيعة لهما منقادة لأمرهما .قولها : ( وملء كسائها ) أي ممتلئة الجسم سمينة . وقالت في الرواية الأخرى : ( صفر ردائها ) بكسر الصاد ، والصفر الخالي ، قال الهروي : أي ضامرة البطن ، والرداء ينتهي إلى البطن . قال القاضي : والأولى أن المراد امتلاء منكبيها ، وقيام نهديها بحيث يرفعان الرداء عن أعلى جسدها ، فلا يمسه فيصير خاليا بخلاف أسفلها .قولها : ( وغيظ جارتها ) قالوا : المراد بجارتها ضرتها ، يغيظها ما ترى من حسنها وجمالها وعفتها وأدبها .
ثم قالت : جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع؟ لا تبث حديثنا تبثيثا، ولا تنفث ميرتنا تنقيثا، ولا تملأ بيتنا تعشيشاً .
قولها : ( لا تبث حديثنا تبثيثا ) أي لا تشيعه وتظهره ، بل تكتم سرنا وحديثنا كله ،
قولها : ( ولا تنقث ميرتنا تنقيثا ) الميرة الطعام المجلوب ، ومعناه لا تفسده ، ولا تفرقه ، ولا تذهب به ومعناه وصفها بالأمانة .قولها : ( ولا تملأ بيتنا تعشيشا ) أي لا تترك الكناسة والقمامة فيه مفرقة كعش الطائر ، بل هي مصلحة للبيت ، معتنية بتنظيفه .
ثم قالت : قالت: خرج أبو زرع والأوطاب تمخض فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين ، فطلقني ونكحها فنكحتُ بعده رجلاً سرياً ركب شرياً وأخذ خطياً وأراح علي نعماً ثرياً وأعطاني من كل رائحة زوجاً وقال: كلي أم زرع وميري أهلك . قالت: فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنيةِ أبي زرع.
قولها : ( والأوطاب تمخض ) وهي سقية اللبن التي يمخض فيها .
قولها : ( يلعبان من تحت خصرها برمانتين  قال القاضي : قال بعضهم : المراد بالرمانتين هنا ثدياها ، ومعناه أن لها نهدين حسنين صغيرين كالرمانتين .
قولها  (فنكحت بعده رجلا سريا ركب شريا ) سرياً معناه سيدا شريفا ، وشرياً  هو الفرس الذي يستشري في سيره أي يلح ويمضي بلا فتور ، ولا انكسار .
قولها : ( وأخذ خطيا ): والخطي الرمح منسوب إلى الخط قرية من سيف البحر أي ساحله عند عمان والبحرين . .قولها  : ( وأراح علي نعما ثريا ) أي أتى بها إلى مراحها بضم الميم هو موضع مبيتها . والنعم الإبل والبقر والغنم ، والثري الكثير من المال وغيره .
قولها : ( وأعطاني من كل رائحة زوجا ) فقولها ( من كل رائحة ) أي مما يروح من الإبل والبقر والغنم والعبيد . وقولها ( زوجا ) أي اثنين .
قوله : ( ميري أهلك ) أي أعطيهم وأفضلي عليهم وصليهم   .قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كنت لك كأبي زرع لأم زرع.
متفق عليه واللفظ للبخاري
صحيح البخاري (5/1988ح4893) كتاب النكاح. باب حسن المعاشرة مع الأهل، صحيح مسلم (4/1896ح2448) كتاب فضائل الصحابة. باب ذكر حديث أم زرع (والتعليقات مختارة من شرح النووي على مسلم) .