بسم الله الرحمن الرحيم . إذا أردت أن تحفظ القرآن وتحصل على سند ، ما عليك سوى الاتصال بنا . كما يمكنك الحفظ معنا عبر الإنترنت
إذا أردت دراسة أحد علوم اللغة أو أحد المواد الشرعية فقط راسلني .::. إذا أردت إعداد بحث لغوي أو شرعي فنحن نساعدك بإذن الله

language اللغة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

اذكر الله

22‏/08‏/2011

تهنئة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لثوار ليبيا

بسم الله الرحمن الرحيم
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
      المكتب الإعلامي
الدوحة:21 رمضان 1432هـ                                      
الموافق:21/08/2011م

تهنئة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لثوار ليبيا
بإحراز التقدم في ساحة الحرب في الشهر الفضيل وتوصياته لهم في التعامل مع المتحاربين وعند النصر المبين

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ونصلي ونسلم على الرحمة المهداة سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينتهز هذه الفرصة التاريخية التي يحرز فيها الثوار الليبيين تقدما في ساحات الحرب ووصولهم إلى العاصمة (طرابلس)  داعيا الله تعالى أن يحقق لهم النصر المبين بأقرب فرصة، وأن يمكّنهم في ليبيا، ويمكّن بهم شريعة الإسلام العظيمة السمحة الرحمة التي بعثها الله للعالمين.
والاتحاد إذ يهنئ الثوار بإحراز هذا النصر المبارك ليتوجه إليهم بالتوصيات الآتية:

أولاً: يدعو الاتحاد الثوار في ليبيا إلى الالتزام الكامل بأخلاقيات الحرب في الإسلام وقيمه السامية في التعامل مع المخالفين، وخُلُق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مع الأسرى، والمستضعفين، وكذلك الالتزام بتلك الأخلاق العالية لدى الخلفاء الراشدين في حالات الحرب، ووصاياهم، وبخاصة أخلاق سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أثناء حربه مع مخالفيه من الخوارج وغيرهم.
ومن أهم هذه الوصايا ما يأتي:

1 – عدم جواز قتل من لم يحارب مثل النساء والأطفال وكبار السن والصبيان، ونحوهم ممن لم يشاركوا في القتال فقال تعالى: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة:190]. وروى أبو داود بسنده أن رسول الله قال: "لا تقتلوا فانياً ولا طفلاً صغيراً"، وروى أحمد بسنده عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيوشه قال: "اخرجوا بسم الله... ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع"، وجاء في وصية أبي بكر ليزيد بن آبي سفيان: (إنك ستجد قوماً حبسوا أنفسهم لله تعالى فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له). وروى ابن ماجه بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقتلوا ذرية ولا عسيفاً" أي أجيراً.

2 – عدم الإقدام على قتل الوالدين وذوي الأرحام المحاربين إلاّ في حالة الضرورة وذلك للأدلة المعتبرة، أما الوالدان فلقوله تعالى: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان:15].

3- عدم التحريق والاغراق وقطع الأشجار ونحوها إلاّ إذا اقتضتها ضرورة الحرب، أو يترتب على ذلك الإقلال من إراقة الدماء.

4- عدم استعمال أسلحة الدمار الشامل التي يترتب عليها أضرار بغير المقاتلين من النساء والأطفال والحيوانات والأجيال اللاحقة، حيث الأدلة الشـرعية على عدم جواز ذلك متضافرة من الكتاب والسنة.
وقد نص بعض الفقهاء منهم المالكية على عدم جواز استعمال السمّ على الأعداء.
5- عدم قتل الحيوانات، وقد كانت وصية أبي بكر لمن يرسلهم إلى القتال: (لا تعقرن شاةً ولا بعيراً إلاّ لمأكله).

6- عدم الاضرار بالبيئة بقدر الإمكان من عدم قطع الشجر ونحوه إلاّ إذا اقتضته ظروف الحرب، حيث جاء في وصية أبي بكر رضي الله عنه: (لا تحرقن شجراً، ولا تقطعن شجراً مثمراً).

7- عدم جواز قتل الأسرى، حيث لا يجوز للثائر أن يقوم بقتل أي أسير من المتحاربين حتى ولو كان مجرم حرب، وإنما يسلمه لقيادته حتى يحاكم محاكمة عادلة، إياكم ثم إياكم الاستهانة بالقتل والتساهل فيه، فلا يزال المسلم في فسحة في دينه إلا أن يرتكب قتل نفس بدون حق.

8- عدم جواز أخذ مال سواء كان عاما، أو خاصا، فهذا  من الغش والغلول وأكل أموال الناس بالباطل، وإن أموال المحارب المقتلوب المسلم لا تعتبر غنيمة وإنما ترد على ورثته، أما الأموال العامة للدولة أو مؤسساتها فيجب الحفاظ عليها أيضا، وأما الأسلحة والذخائر الحربية التي غنمها الثائر فيجب عليه تسليمها فورا إلى مؤسسات الثورة(المجلس الانتقالي ومؤسساته).

فلا يجوز للثائر المسلم أن يأخذ في هذه الحرب شيئا من الأموال العامة أو الخاصة، ولا تُطبق على الحالة الليبية قواعد الحرب بين المسلمين والكفار، وإنما تطبق المبادئ العامة والقواعد والأحكام الخاصة بقتال البغاة التي أصلها الخليفة علي بن أبي طالب والمجتهدون من بعده.

ثانياً: وعند تحقق النصر المبين يوصي الاتحاد الثوار والمسؤولين عنهم بما يأتي:
1- استحضار التقوى والخشية من الله تعالى، واستذكار خلق الرسول صلى الله عليه وسلم عند فتح مكة من العفو والتسامح والتراحم والتواضع، وقوله المشهور: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" إلا مع مجرمي الحرب الذين يسلّمون إلى المحاكم ليحاكموا محاكمة عادلة.

2- التهيئة من الآن لكيفية الحكم وإدارة البلاد وتشكيل فرق الأمن لتحقيق الأمن والاستقرار فورا وعدم ترك الأمور للفوضى.

3- الحفاظ على الجيش والشرطة، وإصدار عفو عام عنهم من الآن يشمل الجميع ما عدا مجرمي الحرب، حتى لا يحدث ما حدث في العراق من الفوضى والاضطراب.

4- التركيز على الحفاظ على الأموال العامة والخاصة وذلك بإصدار أوامر صارمة تقضي بعدم جواز القيام بالإتلاف والإضرار حتى عند المواجهة إلا بمقدار الضرورة التي تقدر بقدرها، فلا يجوز تدمير مبنى، أو معسكر لمجرد أن فيه مقاومة، وإنما يجب عليهم الحفاظ على إبقائه سليما بقدر الإمكان.

ثالثاً: يوصي الاتحاد بإلحاح أن يقوم المجلس الانتقالي باستكمال مشروعات القوانين والأنظمة والقرارات والخطط والبرامج الخاصة بإدارة الحكم وتحقيق الأمن والاستقرار لتكون جاهزة للتطبيق الشامل على المناطق المحررة، بل تطبق من الآن على المناطق المحررة، حتى لا تنتشر الفوضى، وتستغل من قبل الأعداء.

رابعاً: يوصي الاتحاد المجلس الانتقالي والمسؤولين والثوار والشعب الليبي أن يحافظوا على مقاصد ثورتهم في إقامة الحكم الرشيد القائم على هوية هذه الأمة (الإسلام) الذي يتيح الحرية للجميع، ويحقق الديمقراطية الحقيقية في جانبها العملي من الفصل بين السلطات، وحرية الشعب في اختيار ممثليه بكل شفافية على أساس العدل والشورى والمساواة.

والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بعلمائه وخبرائه جاهز لما يكلف به لخدمة الشعب الليبي، {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة:105]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

أ.د. علي القره داغي                                              أ.د. يوسف القرضاوي
    الأمين العام                                                        رئيس الاتحاد


بيان للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
      المكتب الإعلامي

بيان للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان

يدعو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية إلى مزيد من قيام الليل وتلاوة القرآن والذكر والدعاء وإحياء ليلة القدر، وتغيير الأنفس نحو الأحسن للوصول إلى وحدة الأمة وعزتها وكرامتها، وإلى الوقوف مع المظلومين في كل مكان، وإلى إغاثة المنكوبين في القرن الأفريقي، والصومال.ينتهز الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرصة حلول العشر الأواخر من شهر رمضان ليوجه نداءه إلى الأمة الإسلامية من مشرقها إلى مغربها بالاستفادة من هذه العشر الأواخر من خلال ما يأتي:أولاً: الاعتكاف في المساجد، وإحياء ليالي العشر الأواخر رجالا ونساء بمزيد من الذكر والتلاوة والتدبر اقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد كان فيها معتكفا قائما متضرعا داعيا وآمرا أهله بذلك أيضا.ثانياً: المزيد من محاولة مجاهدة النفس وتزويدها وتغييرها نحو الأحسن من خلال كبح جماح النفس الأمارة بالسوء، ومنع حظوظها الشهوانية، ومن خلال مزيد من الجو الروحاني والسمو الروحي، والتدبر العقلاني، وإصلاح القلب والعقل، وتوجيههما نحو الأحسن، حتى تتحقق لهذه الأمة سنة الله تعالى في التغيير (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ -(الرعد:13
 فهذه الأمة لن يصلح حالها إلا بالتغيير نحو الأحسن، وهذا الشهر هو شهر التغيير.ثالثاً: يدعو الاتحاد إلى مزيد من القنوت والدعاء والتضرع إلى الله تعالى بالنصر المبين لإخواننا المظلومين المضطهدين في ليبيا واليمن وسورية.رابعاً: يناشد الاتحاد جميع الخيرين لمزيد المساعدة والإغاثة إلى إخواننا الذين تهددهم المجاعة والأمراض بالموت بسبب قلة الغذاء والدواء، والكساء والإيواء علما بأن الاتحاد أصدر بيانا وفتوى بجواز صرف الزكوات وحتى صدقات الفطر، بالإضافة إلى جميع أنواع الصدقات والأوقاف، والأموال المجنبة.خامساً: وأخيرا يذكر الاتحاد جميع المسلمين بالوقوف مع قضيتهم الأولى (فلسطين والقدس الشريف) بكل ما لديهم من إمكانيات، كل في مجاله.
والله نسأل أن يحول حال هذه الأمة إلى أحسن حال، ويجعل هذا الشهر شهر انتصارات على النفس وحظوظها وعلى الأعداد في الداخل والخارج، وأن نرى أمتنا وقد عادت إليها قوتها وعزتها وكرامتها وأصبحت أمة واحدة كما أراد الله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:92]، صدق الله العظيم.

 الدوحة:20 رمضان 1432هـ     
الموافق:20/08/2011م.


أ.د علي القره داغي                                          أ. د يوسف القرضاوي
  الأمين العام                                                       رئيس الاتحاد

مقال ( الأمة أولا ) عبدالرحمن يوسف 20-8-2011 م

مقال ( الأمة أولاً ) عبدالرحمن يوسف

المقال منشور بجريدة الأهرام 20-8-2011 م 

يحب الكثيرون أن يمدحوا دولة المؤسسات‏,‏ وهم حين يفعلون ذلك يسترسلون في المديح حتي يقعوا في بعض الأخطاء التي من الممكن أن تصل بهم إلي هدم الدولة ذاتها‏.‏ الدولة نائب عن الأمة في إدارة شؤونها‏,‏ أي أن وجود الأمة أساس وجود الدولة‏,‏

ولا معني لوجود الدولة إلا بالأمة, فالأمة هي التي كلفت الدولة بمهامها, وأعطتها شرعية الوجود والتصرف.

هكذا كان الحال في مجتمعاتنا العربية, فالناس موجودون, تتغير الدول وتنهار, والناس في أماكنهم لا يبرحونها, يدافعون عنها ضد كل أجنبي, أيا كان الحاكم, ويعمرون أرضهم في أوقات السلم بكل ما يستطيعون, وهم علي هذا الحال منذ عشرات القرون, تقوم دول وممالك وإمارات, وتسقط دول وممالك وإمارات, والناس صابرون فوق أرضهم, كأنهم علي ثغر لا يبرحونه.

صحيح أن هناك بعض الدول هي الأساس في وجود الشعب, ولكن هذه الاستثناءات قليلة, وهي أيضا من دلائل الانحطاط والانهيار في تاريخنا, وفي واقعنا, وخير مثال علي ذلك هو دول الطوائف في الأندلس, فقد أصبحت دولا لا مبرر لوجودها, وأصبح قيام الإمارة سببا لسوق الناس سوقا إلي تأييد هذه الدولة, بينما الناس ينتمون لكيان أكبر من هذا الكيان, ولكنها السياسة.

يماثل ذلك في عصرنا بعض الدول الصغيرة التي لم تكن موجودة علي الخريطة, ووجدت لكي تقوم بدور معين( تحت عناية الاستعمار الذي رسم الخريطة), وقيام هذه الدول هو ما خلق شعوبها, فلم يكن هناك شعب ينتمي لهذا المكان قبل قيام هذه الدولة, بل كان هذا الشعب ينتمي لكيان أكبر.

أنموذج الدولة القومية حين جاء لبلادنا لم يراع أدوارا كانت تقوم بها الشعوب من تلقاء نفسها, وكانت هذه الأدوار غير محتاجة للدولة لكي تنجز, بل كانت تكفل للأمة قدرا كبيرا من الاستقلال والفعالية والبقاء حتي إذا ضعفت الدولة أو احتلت أو انهارت.

فعلي سبيل المثال لا الحصر كانت منظومة الأوقاف الإسلامية في غالبية الدول تكفل لكل العباقرة تعليما راقيا بدون لجوء للدولة, والأنموذج الناصع علي ذلك أوقاف الأزهر, تلك الأوقاف التي علمت آلاف العلماء علي مدار سبعة أو ثمانية قرون بدون أن تكلف الدولة مليما واحدا, فكان الطالب الذكي يتعلم مجانا تقريبا, بغض النظر عن مدي قوة الدولة أو ضعفها, غناها أوفقرها.

هذه المنظومة دمرت حين قامت الدولة القومية, فتولت الدولة مهمة التربية والتعليم, بما في ذلك رعاية النابهين والعباقرة, وتولت كذلك مهمة تنظيم الأوقاف, ولم تعد الأمور تجري بسهولة كما كانت من قبل, وصار علي كل طالب نابه, أن يدخل داخل دهاليز الدولة, فأصبح عليه أن يرضي أجهزة الأمن, وأن يصبر علي كل روتين الحكومات.

أي أصبح الأمر يعتمد علي مدي قدرة الدولة علي القيام بهذا الدور, وأصبح الطالب تحت رحمة الدولة بكل ما فيها من أجهزة أمنية, وبكل ما فيها من بيروقراطية, وبطء في اتخاذ القرار, وصارت المحصلة أن الطالب لا يتعلم إلا إذا استطاعت الدولة ذلك, مهما بلغ ذكاؤه, وهذا أمر يتضرر منه المجمتع, وتتضرر منه الدولة ذاتها.

بعد قيام ثورتنا المجيدة في يناير, لا بد أن يعود للمجتمع دوره في الحياة المدنية, بدون أن نقضي علي الدولة, ولا شك أن تقوية المجتمع تقوية للدولة, ولا شك أن الدولة العادلة يسرها أن يكون المجتمع قويا, والدولة الظالمة فقط هي التي تخاف قوة المجتمع, لأنها تخاف من الناس, وتحب أن تتحكم فيهم بشتي الأشكال, لذلك تلجأ الدولة الظالمة إلي سد كل أشكال الاستقلال التي يتمتع بها المجتمع, وهي بذلك تقضي علي نفسها.

لا يجوز أن تكون الدولة هي( الكل في الكل), ولا يجوز أن نصل بدرجة احتقار المجتمع إلي درجة وضع الشعوب بكاملها تحت رحمة الدولة, لأن ذلك خطر علي الأمة, وعلي الدولة. لذلك لا بد من إعادة حقوق الأمة للأمة, فلابد أن يتم تحجيم المؤسسات التي تعمل لصالح الدولة ضد الأمة, وستجد أهم هذه المؤسسات هي الداخلية, فهي تعمل لحساب السلطان الظالم دوما, لذلك لا بد من تقويمها, وجعلها خادما للناس لا للسلطان.

ومن هذه المؤسسات أيضا الأوقاف, لأن مهمة الأوقاف في السنوات الأخيرة هي أن تستولي علي ثروات الواقفين, وأن تسيء إدارتها, وأن تفرط أحيانا في الوقف, وأن تدير المساجد بما يشاء جهاز الأمن لا بما يخدم التدين الصحيح.

ومن هذه المؤسسات أيضا التعليم, فلا بد من أن يتمكن الناس من إقامة مدارسهم الخاصة, بإشراف الدولة طبعا, ولكن بدون تدخل عقيم من أجهزة أمنية لا هم لها سوي أن تخرج نسخا مكررة من إنسان مصري ضعيف العقل, عديم الإرادة, مختل الثقافة, مشوه التدين.

إذا حدث ذلك, ستصبح للأمة الكلمة العليا, وسيصبح الحاكم هو الشعب, وستصبح الأمة أولا .