بسم الله الرحمن الرحيم . إذا أردت أن تحفظ القرآن وتحصل على سند ، ما عليك سوى الاتصال بنا . كما يمكنك الحفظ معنا عبر الإنترنت
إذا أردت دراسة أحد علوم اللغة أو أحد المواد الشرعية فقط راسلني .::. إذا أردت إعداد بحث لغوي أو شرعي فنحن نساعدك بإذن الله

language اللغة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

اذكر الله

15‏/04‏/2012

لا تسأليني الآن عن زمن جميل .....إحدى روائع فاروق جويدة

                                                                .. ويبقي الشعر

ما زال يركض بين أعماقي
جواد جامح.. سجنوه في دروب المستحيل.. ما بين أحلام الليالي كان يجري كل يوم ألف ميل وتكسرت أقدامه الخضراء وانشطرت خيوط الصبح في عينيه واختنق الصهيل
من يومها..وقوافل الأحزان تـرتـع في ربوعي والدماء الخضر في صمت تسيل من يومها.. والضوء يرحل عن عيوني والنـخيل الشـامخ المقهور في فـزع يئن.. ولا يميل.. ما زالت الأشـباح تسكر من دماء النيل فلتخبرينـي.. كيف يأتي الصبح والزمن الجميل..فأنا وأنت سحابتـان تـحلقـان علي ثـري وطن بخيل..من أين يأتي الحلم والأشباح تـرتع حولنا وتغـوص في دمنا سهام البطـش.. والقـهر الطـويل من أين يأتي الصبح واللــيـل الكئيب عـلي نزيف عيوننـا يهوي التـسكـع.. والرحيل من أين يأتي الفجر والجلاد في غـرف الصغـار يعلم الأطفال من سيكون
منـهم قاتل ومن القتيل..
لا تسأليني الآن عن زمن جميل
أنا لا أحب الحزن لكن كل أحزاني جراح
أرهقت قلبي العليل.. ما بين حلم خانني..
ضاعت أغاني الحب.. وانطفأت شموس العمر..
وانتحر الأصيل..
لكنه قدري بأن أحيا علي الأطـلال
أرسم في سواد الليل قنديلا.. وفجرا شاحبا
يتوكـآن علي بقايا العمر
والجسد الهزيل إني أحبك
كلما تاهت خـيوط الضوء عن عيني أري فيك الدليل
إني أحبـك..
لا تكوني ليلة عذراء
نامت في ضـلـوعي..
ثم شردها الرحيل..
أني أحبـك...
لا تكـوني مثل كل النـاس
عهدا زائفـا أو نجمة ضلت وتبحث عن سبيل
داويت أحزان القلوب
غرست في وجه الصحاري
ألف بستان ظليل
والآن جئتك خائفـا
نفس الوجوه
تعود مثل السوس
تنخر في عظام النيل..
نفـس الوجوه..
تـطل من خلف النـوافذ
تنعق الغربان.. يرتفع العويل..
نفس الوجوه
علي الموائد تأكل الجسد النـحيل..
نـفس الوجوه
تـطل فوق الشاشة السوداء
تنشر سمها..
ودماؤنـا في نشوة الأفـراح
من فمها تسيل..
نفس الوجوه..
الآن تقتحم العيون..
كأنها الكابوس في حلم ثقيل
نفس الوجوه..
تعود كالجرذان تـجري خلفنـا..
وأمامنا الجلاد.. والليل الطويل..
لا تسأليني الآن عن حلم جميل
أنا لا ألوم الصبح
إن ولــي وودع أرضنـا
فالصبح لا يرضي هوان العيش
في وطن ذليل
أنا لا ألوم النار إن هدأت
وصارت نخوة عرجاء
في جسد عليل..
أنا لا ألـوم النهر
إن جفت شواطئـه
وأجدب زرعه..
وتكسرت كالضوء في عينيه
أعناق النخيل..
مادامت الأشباح تسكر
من دماء النيل..
لا تسأليني الآن..
عن زمن جميل

مختارات من كتاب " كيف أصبحوا عظماء " للدكتور سعد الكريباني

مختارات من كتاب " كيف أصبحوا عظماء ؟ " لـ د سعد الكريباني.



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرفِ خلق الله محمد وآله وصحبِه ومن والاه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم نلقاه.
وبعد.
(كنتُ علم علم ويقين أن خير الناس وسيد ولد آدم وأشرف وأعظم من مشى على الأرض هو نبينا محمد عليه الصلاة والسلام) (لتعلم أني قد كتبت الكتاب من أجلس الشباب، من اجل من ينهض التاريخ بسواعدهم) (لقد وضعت في كتابي هذا قصصا من حياة بعض العظماء، آخذا باعتباري أن تكون هذه القصة ذات أحداث متتالية مترابطة).
تاكيو أوساهير: اغترب عن بلدِهِ أكثرَ من ثماني عشرة سنة، كان يطالع ويعمل طوال هذه السنوات!.
أندريه أجاسي: فاز في بطولة ويمبلدون في للتنس الأرضي عام 1992م فهنأه الصحفيون، فقال: لم تكن المرة الأولى التي أفوز فيه ببطولة ويمبلدون، فقد فزت بها آلاف المرات من قبل، فأجابَ عن استنكارهم: منذ أن كان عمري عشر سنوات لا أنام ليلتي إلا بعد تخيلي لهذا الفوز وأنا أرفع الكأس، فلقد تخيلت فوزي ونجاحي آلاف المرات.
دييغو مارادونا: فتى لم يتجاوز عمره تسع سنوات، أجريت معه مقابلة وكان يقول: أريد أن ألعب مع منتخب الأرجنتين .. أريد أن أحقق معكم كأس العالم .. وبعد 16 عامًا يفوز منتخب الأرجنتين بكأس العالم بقيادة " مارادونا ".
بيل كلنتون: -رئيس أمريكيا السابق- يقول لأستاذه : طموحي أن أعمل رئيسيًا لأعظم قوّة على الأرضِ.
التعليق: الناس العظماء وأصحاب الإنجازات العظيمة نادرا ما يكونون واقعيين في تفكيرهم وطموحاتهم، على الأقل فهم لا يفكرون بالطريقة التي يفكر بها الناس العاديون.
ويقول ستيفن كوفي في كتابه (إدارة الأولويات):
ويمكن القول أن الواقع أثبت أن الأفراد والمنظمات التي تضع أهدافًا واضحة للوصول إليها تحقق نتائج أفضل، وأن الواقع يثبت أن القادرين على وضع الأهداف والقادرين على الوصول إليها يحققون ما يحلمون بالوصول إليه.
الإخشيدي: -حاكم مصر أيام عهد المماليك- كان مع صاحب له مقيد بالحديد فمرا على رجل له مطعم، فقال صاحبه: أتمنى أن يشتريني صاحب هذا المطعم فأشبع لحما، فقال الإخشيدي: أتمنى أن أحكم مصر بأكملها .. فكان لكلٍّ ما تمنى!
التعليق: اشتغل بأهدافك أولا، ثم انشغل مع أهداف الآخرين، لتكن لك أهداف ورُؤى خاصة بكـ أهداف لك وحدك، أهداف تُسهرك إذ ينامُ الآخرون، تشغلك إذ يغفل الآخرون، ترشدك إذ يتيهُ الآخرون.
بيل غيتس: طالب في السنة الدراسية الثانية في جامعة (هارفارد) وعمره عشرون سنة، قال: سأصبح مليونيرًا في الثلاثين، وأكون قد استطعت إدخال الكمبيوتر في كل بيت، عام 1976م ترك الدراسة ليشتغل بـ " مايكروسوفت " التي أسسها وعمره 19، لكنه أخطأ إذ لم يكن مليونيرا، بل مليارديرًا!
أحمد زويل: -الحاصل على جائزة نوبل في الأحياء- كان يكتب على دفاتره وباب غرفته " الدكتور " وهو لم يزل طالبا في المرحلة الإعدادية، وكان والداه ينادونه بـ الدكتور أحمد.
مارتن لوثر: وقف عام 1963م أمام 250 ألف شخص قائلا (لدي حلم .. أن يأتي على أبنائي الصغار الأربعة يوم يعيشون فيه في أمة لا تقيّمهم بألوان جنودهم، بل بما يمتلكون من صفات) وقد حصل بعد اغتيال له!
بقي بن مخلد الأندلسي: رحل من الأندلس وصولا لمكة ثم إلى بغداد ليلقى أحمد بن حنبل! فقط، وقد سأل بقيّ بن مخلد الإمام أحمد عن هشام بن عمار فقال: أبو الوليد صاحب صلاة دمشق ثقة وفوق الثقة، لو كان تحت ردائهِ كبرٌ أو متقلدًا كبرًا ما ضره شيء لخيره وفضله، وقام بقي برحلتين إلى مصر والشام والحجاز وبغداد، الأولى أربعة عشرة عاما، والثاني عشرين عاما.
وما نيْلُ المطالبِ بالتمنى ** ** ولكن تؤخذ الدنيا غِـلابا
وما استعصى على قومٍ منالٌ ** ** إذِ الإقدام كان لهم ركابا
....
إذا غامرتَ في شرفٍ مرومٍ ** ** فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ
فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقيرٍ ** ** كطعم الموتِ في أمرٍ عظيمِ
....
نحنُ أناسٌ لا توسطَ عندنا ** ** لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا ** ** ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر
أبو أيوب الأنصاري: وأرضاه، يرحل من المدينة إلى عقبة بن عامر ليسأله عن حديث (من ستر مؤمنا في الدنيا على خزيه ستره الله يوم القيامة).
ابن منده: رحل في طلب الحديث وعمره عشرون سنة، ورجع وعمره 65 شيخًا، ثم تزوج.
أبو حاتم الرازي: أحصى ما مشى على قدمه زيادة عن ألف فرسخ، وهو ابنُ عشرين، جال سبع سنين.
الحافظ محمد بن طاهر المقدسي: سمعت الحديث في أكثر من أربعين مدينة، وبلت الدم في طلب الحديث مرتين.
الحافظ ابن عساكر: سمع وتعلم من ألف وثلاثمائة شيخ، ومن النساء بضع وثمانون امرأة، وبلغ شيوخ ابن منده ألف وسبعمائة شيخ، والإمام السمعاني فقد رحل إلى اثنين وستين ومائة مدينة، وسمع من سبعة آلاف رجل.
الإمام أحمد بن عبدوس: صلى الصبح بوضوء العشاء ثلاثين سنة، خمس عشرة في دراسة، وخمس عشرة في عبادة.
جعفر بن درستويه: كنا نأخذ المجلس في مجلس علي بن المديني وقت العصر اليوم لمجلس غد، فنقعد طوال الليل مخافة ألا نلحق من الغدِ موضعًا نسمعُ فيه.
توماس: خطّط لالتقاط صورة دب عند مصب النهر -يفتح فمه لابتلاع سمكة قفزت فوق الموج- أربع سنين، فقرر أن يخرك كل يوم من الفجر حتى الغروب لمدة سبعة أيام، وهو يلتقط عشرات الأفلام من الصور، حتى نال ما أراد.
لويس باستور: ابن قرية، وعائلة فقيرة، إلا أنه انكبّ على المطالعة والبحث والقراءة، ولم يعرف برجاحة عقله حين بدأ الدراسة وكان يقول: أهم ثلاث كلمات –الإرادة، الصبر، العمل- بهذه الهمة أنقذ الله على يديه المليين من المرضى باكتشافه " التعقيم، التطعيم " وأسس علم "الميكروبيولجي " علم الأحياء الدقيقة.
مندل: العالم النمساوي استمرّ سبع سنين يزاوج بين أكثر من واحد وعشرين ألف نبات، مؤسس علم الوراثة.
بيل غيتس: صاحب "شركة مايكروسوفت" كان يبدأ من الساعة الرابعة فجرًا، ويأكل البيتزا الباردة، ويعمل أكثر من ست عشرة ساعة، نحجَ وعمره أربعة عشر عاما في تأسيس شرطة "ليك شايد للكمبيوتر " ولما كان عمره تسعة عشر سنة أسس شركة " مايكروسوف ".
الفارابي: قرأ كتاب " النفس " لأرسطو مئة مرة كي يفهمه، وقرأ كتاب " السماع الطبيعي " لأرسطو أربعين مرة.
نابليون: لا يحظى بالنصر سوى أكثر الناس إصرارًا ومثابرة، وقال: الحرب تحتاج إلى ثلاثة: المال، ثم المال، ثم المال، والمجد يحتاج إلى ثلاثة: العمل، ثم العمل، ثم العمل.
أديسون: إن العبقريّة هي 1% إلهام، و99% عرق جبين، هذا الذي حاول أكثر من مئة ألف مرة لاكتشاف المصباح الكهربائي.
محمد الفاتح: يُروى أنه كان ينام على خرائط الحرب، وهو يخطط لغزو القسطنطينية.
قلتُ (أبو الهُمام ): كنت في العاصمة (عمان) بضيافة أحد الأفاضل، فصليتُ إمامًا بالناس، ثم بدا لي في إلقاء كلمة قصيرة فحرّكت المخيخ فكان آخر ما قرأتُه هو ما سألت المصلين عنه، إذ قلت: من يجيب عن سؤالي، فله خمسون دينارًا = صورة رجل عجوز على أحد المطاعم، فمن هو؟
أجابوا : صاحب " الكنتاكي " قلتُ: صحيح، ولكنه ليس سؤالي، بل سؤالي ما قصة هذا العجوز واشتهار محله؟ هنا سكتوا قليلًا، وارتاح ضميري إذ لا مجيب فلا خمسون ! ثم تجشم كبير في السن وقال: أعرفها! فقلت: تفضل، فقال: هو رجل كان له مطعم صغير ثم صار كبيرًا واشتهر – حين قالها سقط قلبي فلا أملك فلسا واحدا، وجعلت أفكر لماذا اقترحت الخمسين بالذات؟ - قلتُ: صحيح، لكن لهذه قصة شهيرة فيها عبرة، وكلامك لا يفي بالمقصود- هروب شرعي – ثم حدثتهم عنها:
الكولونيل هارلند ساندرز (صاحب مطعم كنتاكي) : صاحب خلطة الدجاج السرية، عمل مزارعا بدولارين أجرة شهرية، ثم جندي ثم إطفائي ثم درس القانون ثم عمل في القضاء وعمل في مجال التأمين ثم أدار محطة استراحة وبعد الأربعين: راح يعد وجبات للمسافرين على الطريق، فلما تزايد الناس انتقل إلى فندق يستع لمئة وأربعين زبونا، ثم كون الخلطة السرية من 11 عشبة طبيعية وأنواعا مختلفة من البهارات.
عرض عليه مبلغ 164ألف مقابل المطعم، فرقض ثم تغيّرت خرائط تعبيد الطرق، فباع محله بالمزاد العلني بـ 75 ألف، وبعد هذه الخسارة قرر التقاعد والصرف من مدخرات الضمان الاجتماعي مبلغ 105 دولار، ما لا يكفيه شيئًا، ثم لم ييأس فذهب إلى 1008 مطعمًا يعرض عليه مشروعه مقابل مبلغ كل دجاجة، فرفضوا حتى رضي رقم 1009 وبعد سنوات أصبح له أكثر من 600 فرعا في كندا وأمريكا، فباع المطعم بمليون دولار وصرف راتب شهري مدى الحياة 75 ألف دولار، فلما توفي (1980) أصبح المطعم جزءا من شركة رينولد ثم شركة بيبسي ثم انتقلت إلى شعار (kfds) حتى لا تعطي انطباعا أنها تبيع الدجاج المقلي فقط، وفي عام (2004) بلغ عدد المطاعم أكثر (11000) مطعم منتشر في العالم.

المقال منقول من ملتقى أهل التفسير

رياح الثورة وصلت إلى منزلي

رياح الثورة وصلت إلى منزلي
 
قصة معبرة بقلم سهاد قنبر

كانت تعتقد أن رياح الثورة والتغيير التي تجتاح العالم العربي لن تستطيع الاقتراب من منزلها الآمن، فهي تحكم أفراد المنزل منذ وفاة والدهم فيه بقبضة من حديد، وكانوا دائمي الشكر والتقدير على خدماتها الدائمة والمتواصلة، فهي بالرغم من صرامتها أم حنون؛ تسهر على راحة أبنائها، وتأمين احتياجاتهم المادية والمعنوية، وكانت تغرقهم بالعطايا وهم يواظبون على الامتثال لأوامرها وكأنها جزء من مقدساتهم العقدية ،فلماذا يثورون ؟وعلام يثورون؟ فهي حاكم عادل، ولا شك أن ثورة العالم العربي في ذهنها أقرب ما تكون إلى ثورة جياع، وأبناؤها متخمون مترفون فهي بمأمن من الخطر، وياللمفاجأة بدأت بوادر الثورة تتسلل إلى منزلها؛ الابنة الوسطى أوصلت مطالبها بلهجة حادة فهي تطالب بالعدل لأن الأكبر سناً يحصلون على امتيازات وحريات أكثر؛منها استخدام الشبكة العنكبوتية بحرية.انتقلت العدوى إلى أختها الجامعية التي رفعت لافتة تطالب فيها بإصلاحات داخلية ملائمة لروح العصر؛ فهي ليست ملزمة منذ الآن بتقديم تقرير مفصل كلما أرادت التأخر أو الخروج من المنزل ،وهي ليست ملزمة برفع قائمة للأم بأسماء الصديقات، الصغار اعتبروا أنفسهم من الفئات المهمشة التي لا يستمع لها في منزل مكتظ بالمراهقين أصحاب الأصوات العالية؛ وجرت العادة أن لا تؤخذ مطالب المهمشين بعين الاعتبار فهم يضيعون في تعقيدات الأنظمة السائدة. ارتفعت حدة الخلافات وبعدت الشقة بين الأم والشعب أقصد الابناء ، وألقت الأم خطاباً رناناً بهذه المناسبة تحسباً من انتقال العدوى للباقين الصامتين، حمل الخطاب من التهديد والوعيد ما حمل، وأوصلت رسالة قاطعة للأبناء أنها لن تقوم بأية إصلاحات، وأنها ليست كالحكام العرب، فهي ستستغني عن الشعب ببساطة إن واصل التمرد، جاءها جواب الثورة حاسماً عندها لن تكوني حاكمة بلا أبناء ،فلا يوجد حاكم بلا شعب.
تصرف الذكور في العائلة بصورة أكثر راديكالية فقد اعتبروها مستقيلة واعتبروا أنفسهم بلا قانون ولا حاكم، أفلتت الأمور من يدها أكثر وأكثر تعالت حدة اللهجات المعارضة في المنزل، ألقت الأم خطاباً آخر خففت فيه من التهديد والوعيد وحاولت ان تبين لهم أن ديكتاتوريتها هي لمصلحتهم، جاءها الجواب قاطعاً لا نريد مصلحتنا نريد أن نشعر أننا أصحاب قرار أننا أناس لا آلات في فضائك حتى لو كان في هذا ضررأكيد لنا ،نريد لمرة أن نتسنم أنسام الحرية، بدأ الأمر يزداد خطورة لم يعد هناك بد من الحوار طلبت الأم من الأبناء أن يضعوا لائحة مطالبهم التي تراوحت بين المطالبة بإصلاحات مالية وإدارية واقتصادية وسياسية داخل المنزل رأت الأم أنه من المستحيل تنفيذها ؛فقررت التنحي بهدوءعن منصبها وتم تسليم الأمور المالية للابنة الوسطى والإدارية للكبرى والتنفيذية للصغرى، وبقي الذكور خارج المعادلة فهم لا يؤمنون بالتظاهر السلمي فقد كانت مطالبهم حجة للخروج عن النظام.
عمت الفوضى أياماً، طالبت الأم بالعودة لمنصبها دفعها الحب والعاطفة، ووعدت باحترام العقول الصغيرة، ووعدت بتفعيل سياسة الحوار، ووعدت بإلغاء سياسة الحكم المنفرد، وإرساء مبدأ شورى غير ملزم بشرط زيادة فاعلية الأبناء في المنزل فالقيادة تكليف لا تشريف، بالرغم من نية الأم الداخلية بالعودة إلى ديكتاتوريتها العادلة إلا انها تعلمت درساً لن تنساه؛تعلمت أنها لم تهيئ للأبناء أسباب القيادة التي سيصلها كل واحد منهم حتماً، ولم تعلمهم على ممارستها، تعلمت أن التغيير سنة الحياة لهذا ينبغي بين الحين والآخر مراجعة سياسات المنزل ووضع سياسات أكثر ملاءمة للعصر ،فدراسة الواقع وإعادة جدولة الأهداف وترتيب الأولويات عمليات مهمة في وضع القوانين المنزلية .