بسم الله الرحمن الرحيم . إذا أردت أن تحفظ القرآن وتحصل على سند ، ما عليك سوى الاتصال بنا . كما يمكنك الحفظ معنا عبر الإنترنت
إذا أردت دراسة أحد علوم اللغة أو أحد المواد الشرعية فقط راسلني .::. إذا أردت إعداد بحث لغوي أو شرعي فنحن نساعدك بإذن الله

language اللغة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

اذكر الله

15‏/08‏/2011

بيان للاتحاد يناشد فيه انقاذ مرافق الحياة في اليمن من الشلل

بسم الله الرحمن الرحيم
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
      المكتب الإعلامي
بيان للاتحاد يناشد فيه انقاذ مرافق الحياة في اليمن من الشلل
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يناشد الأمة الإسلامية والعربية ودول الخليج
لإنقاذ الشعب اليمني من الشلل الذي أصاب مرافق الحياة بسبب تعنت الرئيس اليمني
ويحمّلهم المسؤولية أمام الله تعالى ثم التاريخ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد:
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأوضاع في اليمن وما أصابها من شلل شمل معظم مرافق الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، ويحس بالمعاناة التي يعيشها إخواننا اليمنيون، والتي عمت الوطن والفرد والأسرة ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني، وما أصابهم من أضرار اقتصادية ومالية واجتماعية ... كل ذلك يعود إلى تعنت الرئيس علي عبد الله صالح في الاستجابة للجماهير العظمى من الشعب اليمني.
والاتحاد أمام هذا الوضع الخطير يرى ويدعو إلى ما يلي:
أولاَ: يناشد الاتحاد قادة دول الخليج بشكل خاص لتحمل مسؤوليتهم أمام إخوانهم اليمنيين في العقيدة والدم والتاريخ المشترك بأن يضغطوا على الرئيس علي عبد الله صالح في الاستجابة الكاملة لمطالب الشعب اليمني من خلال ضغوط سياسية ودبلوماسية واقتصادية، وكل الوسائل المتاحة، فلا يجوز شرعا، ولا عقلا أن يبقى وضع اليمن بهذه الحالة من الشلل والمعاناة، ولا يجوز ترك هذا الشعب العظيم (صاحب الإيمان والحكمة كما وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم) يعذب بالظلم والتعنت، لأنهم عبروا عن حريتهم وإرادتهم. فالخليجيون قادة وعلماء وسياسيين يتحملون هذه المسؤولية أمام الله تعالى.
ومن جانب آخر فإن أمن اليمن هو أمن الخليج، ومن هنا تقتضي المصالح الإسراع بحل هذه المعضلة بأقرب وقت ممكن، فلا يجوز التباطؤ فيه، وكلنا أمل في أن تنتهي هذه المشكلة في هذا الشهر الفضيل.
كما يناشد الاتحاد العالم الإسلامي وبخاصة منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية للبدء فورا في حل هذه المشكلة من خلال الاستجابة لمطالب الشعب العادلة، فالشعب في غالبه الأعظم هم صاحب القرار وهم أهل الحل والعقد، أي أهل فسخ البيعة – إن وجدت -، والعقد لها. فما داموا مصرين منذ أكثر من خمسة أشهر على رحيل الرئيس فهذا حقهم وشأنهم، ويجب مساعدتهم.
ثانياً: يطالب الاتحاد الرئيس علي عبد الله صالح بختم مسيرته السياسية بحل هذه المعضلة، وذلك بالتنازل للشعب حماية لهم، وحقنا لمزيد من إراقة الدماء، والمعاناة والشلل، ومنعا للتدويل الذي لا يعود بالخير على الجميع، فنحن نطالبه ونناشده، وإذا فعل ذلك فقد خدم شعبه خدمة جليلة لا تنسى.
ثالثاً: يدعو الاتحاد جميع الشعوب الإسلامية، وبخاصة العلماء والدعاة للوقوف مع الشعب اليمني ماديا ومعنويا، والمساهمة في رفع معاناتهم، والدعاء لهم بالنصر والنجاة.
رابعاً: يدعو الاتحاد الشعب اليمني العظيم أهل الإيمان والحكمة إلى الصبر والثبات حتى يتحقق النصر قريبا إن شاء الله تعالى، ويدعوه إلى المحافظة على سلمية الثورة وحكمتها.
وفي الختام يثمن الاتحاد الحكمة اليمانية داعيا الله تعالى أن يرحم شهداء اليمن، ويشفي جرحاهم، وأن يحمي اليمن عن التفرق والتناحر والفتن. آمين.
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم:42].

                                                   الأمين العام : أ د على القره داغي
الأمين العام : أ . د يوسف القرضاوي

فريضة الصيام مقال أكثر من رائع للدكتور مصطفى محمود ( رحمه الله )

فريضة الصيام مقال أكثر من رائع للدكتور مصطفى محمود ( رحمه الله )
الصيام من الشعائر القديمة المشتركة في جميع الأديان.
الدكتور مصطفى محمودوهواة الجدل دائمًا يسألون.. كيف يخلق لنا الله فمًا وأسنانًا وبلعومًا ومعدة؛ لنأكل ثم يقول لنا: صوموا؟ كيف يخلق لنا الجمال والشهوة ثم يقول لنا: غضوا أبصاركم وتعففوا؟ هل هذا معقول؟

وأنا أقول لهم: بل هو المعقول الوحيد؛ فالله يعطيك الحصان لتركبه لا ليركبك.. لتقوده وتخضعه لا ليقودك هو ويخضعك.. وجسمك هو حصانك المخلوق لك لتركبه وتحكمه وتقوده وتلجمه وتستخدمه لغرضك، وليس العكس أن يستخدمك هو لغرضه، وأن يقودك هو لشهواته.

ومن هنا كان التحكُّم في الشهوة وقيادة الهوى ولجام المعدة هي علامة الإنسان، أنت إنسان فقط في اللحظة التي تقاوم فيها ما تحب، وتتحمل ما تكره. أما إذا كان كل همِّك هو الانقياد لجوعك وشهواتك، فأنت حيوان تحركك حزمة برسيم وتردعك عصا، وما لهذا خلقنا الله.

الله خلق لنا الشهوة لنتسلق عليها مستشرفين إلى شهوة أرفع.. نتحكم في الهياج الحيواني لشهوة الجسد ونصعد عليها لنكتفي بتلذذ العين بالجمال، ثم نعود فنتسلق على هذه الشهوة الثانية لنتلذذ بشهوة العقل إلى الثقافة والعلم والحكمة، ثم نعود فنتسلق إلى معراج أكبر لنستشرف الحقيقة ونسعى إليها ونموت في سبيلها.

معارج من الأشواق أدناها الشوق إلى الجسد الطيني، وأرفعها الشوق إلى الحقيقة والمثال.. وفي الذروة.. أعلى الأشواق لربِّ الكمالات جميعها الحق I.

ولهذا سخّر الله لنا الطبيعة بقوانينها وثرواتها وكنوزها، وجعلها بفطرتها تطاوعنا وتخدمنا، فنحن لم نبذل مجهودًا كبيرًا لنجعل الجمل يحمل أثقالنا، أو الكلب يحرس ديارنا، أو الأنعام تنفعنا بفرائها ولحومها وجلودها، وإنما هكذا خُلقت مسخَّرة طائعة، وإنما العمل الذي خلقنا الله من أجله والتكليف الذي كلفنا به هو أن نركب هذه الدواب مهاجرين إلى الهدف.. إلى الله.. إليه وحده في كماله..
{يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيهِ} [الانشقاق: 6].
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].

والعبادة لا تكون إلا عن معرفة؛ فالحياة رحلة تعرُّف على الله، وسوف يؤدي بنا التعرف على الله وكمالاته إلى عبادته.. هكذا بالفطرة ودون مجهود، وهل نحتاج إلى مجهود لنعبد الجميلة حبًّا، إنما تتكفل بذلك الفطرة التي تجعلنا نذوب لحظة التطلع إلى وجهها؟! فما بالنا لحظة التعرُّف على جامع الكمالات الذي هو نبع الجمال كله! إننا نفنى حبًّا.

وما الصيام إلا التمرين الأول في هذه الرحلة، إنه التدريب على ركوب الفرس وترويضه وتطويعه بتحمُّل الجوع والمشقة، وهو درس الانضباط والأدب والطاعة.

وهذه المعاني الراقية (الجميلة) ليس منها ما نعرف في (صيام اليوم) من فوازير ونكات وهزليات وصوانٍ ومكسرات وسهرات. وإنما الصائم يفرِّغ نفسه للذكر وليس للتليفزيون.. ويخلو للصلاة وقيام الليل، وتلاوة القرآن وتدبر معانيه، وليس للرقص وترديد الأغاني المكشوفة.

وقد كان رمضان دائمًا شهر حروب وغزوات واستشهاد في سبيل الله.. كانت غزوة بدر في رمضان.. كما كانت حرب التتار في رمضان.. وحرب الصليبيين في رمضان.. وحرب إسرائيل في رمضان.

ذلك هو الصيام الرفيع.. ليس تبطلاً، ولا نومًا بطول النهار، وسهرًا أمام التليفزيون بطول الليل، وليس قيامًا متكاسلاً في الصباح إلى العمل، وليس (نرفزة) وضيق صدر وتوترًا مع الناس.. فالله في غِنى عن مثل هذا الصيام، وهو يرده على صاحبه ولا يقبله، فلا ينال منه إلا الجوع والعطش. وإنما الصيام هو ركوب لدابة الجسد لتكدح إلى الله بالعمل الصالح، والقول الحسن، والعبادة الحقة. واسألْ نفسك عن حظك من كل هذا في رمضان، وستعلم إلى أيِّ حدٍّ أنت تباشر شعيرة الصيام.

[1] مصطفى محمود: كتاب "الإسلام ما هو؟"

فوائد الصوم للشيخ محمد الغزالي ( يرحمه الله )

فوائد الصوم للشيخ محمد الغزالي ( يرحمه الله )  
محمد الغزاليالصيام عبادة قوامها أن يمتلك المرء نفسه، وأن يحكم هواه، وأن تكون لديه العزيمة التي يترك بها ما يشتهي، ويقدم بها على ما يكره!!

قوام الصيام تحرير الإرادة الإنسانية، وجعلها تبعًا لأوامر الله لا لرغائب النفس!! وتحرير الإرادة هو الفرق الهائل، لا أقول بين الحر والعبد بل بين الإنسان والحيوان!! إن الدابة تفعل ما تحب وتدع ما يضايقه، والمسافة بين عزيمتها وشهوتها معدومة, بل لا عزيمة هنالك, ولا صراع بين شهوات وواجبات. أما الإنسان فيتطلع إلى أمور تردعه عنها حواجز شتى.. فإن غلب رشده كان عقله حاكمًا لرغائبه, وإلاَّ فهو إلى الدواب أدنى. وليس الصيام عن الشهوات فارقًا بين الإنسان والحيوان فقط, بل هو فارق بين الناجحين من الناس والفاشلين؛ فالنجاح في كل شيء قدرة على تحميل النفس الصعاب, وتصبيرها على الشدائد, وقدرة على منعها ما تستحلى, وفطامها عما تبغي. ومن قديم عرف طُلاّب العُلا هذه الحقيقة, واستيقنوا من أن الراحة الكبرى لا تنال إلا على جسرٍ من التعب, وأن من طلب عظيمًا خاطر بعظيمته, وأن ركوب المشقّات هو الوسيلة الوحيدة لإدراك المجد. وقد شرع الإسلام الصيام للناس؛ كي يدربهم على قيادة شهواتهم, لا الانقياد لها. ومن هنا حرَّم على المؤمنين من مطلع الفجر إلى أول الليل أن يجيبوا أقوى رغائبهم, وأن يتمرنوا الحرمان الموقوت, وأن يتدربوا عمليًّا على فهم الحديث الجليل "حُفَّتِ الجنةُ بالمكاره, وحفت النار بالشهوات".


والصيام امتناع عن أمور.. والامتناع عنصر "سلبي" لا يراه الناس عادةً.. إنه سر باطن كالإخلاص ما يعرفه إلا علام الغيوب. وذلك تفسير ما ورد في الحديث القدسي: "الصوم لي". إنه امتناع عن الطبائع المادية للبطن والفرج، وهو كذلك امتناع عن مطاوعة طبائع الغضب والاستفزاز. والصائم ساكن وقور, وذاك أعون له على ذكر الله, وصفاء النفس. وتجد ذلك كله في الحديث المشهور عن أبى هريرة t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قال الله عزوجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".
"والصيام جُنَّة, فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب, فإن سابه أحد, أو قاتله فليقل: إني صائم, إني صائم. والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره, وإذا لقي ربه فرح بصومه".


والمشقة التي يلقاها الناس ضروب تحتاج إلى تفصيل.. فهناك مشقة من الجد الذي يقابل الهزل, أو العمل الذي يقابل العطل, أو الحق الذي يقابل الباطل, أو الجهاد الذي يقابل القعود. وهذا الضرب من المشقة لا بُدَّ من تحمله, ومن ترويض النفس على أعبائه, ويصعب أو يستحيل تصور الإيمان بدونه. وهناك مشقة النهوض للكمال الأعلى, والعكوف على مرضاة الله مهما حملت صاحبها من مكابدة الناس، وتحمُّل العنت. وقد بيَّن الله لنبيه صلى الله عليه وسلم طرفًا من هذه المشقة عندما استثاره لقيام الليل, ووجَّهه لهداية الناس, وصارحه بطبيعة الرسالة: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [المزمل: 5]. إنه قول ثقيل حقًّا بما تضمنه من واجبات عظام, ولكنها طبيعة المناصب الجليلة لا تنفك أبدًا عن هذه الأحمال الثقال!!

وهذا الضرب من المشقة مفروض على أصحاب النفوس الكبار.. وهو نهج من الحياة يصطفي الله له من يشاء, وتسترخص فيه مهج ونزوات, وآمال وملذات. وثمَّ ضرب آخر وهو تحميل النفس ما لا قِبل لها به, وما تعجز عن أدائه. وهذا لم يكلف الله به أحدًا من خلقه {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286]. والصيام فريضة لا بد منها لتدريب المسلم على المشقة الأولى, وتهيئته للثانية؛ فإذا عرضت المشقة الأخيرة سقط الصيام فلا يجب على أحد. ويستبين من هذا أن الصوم ليس تعذيبًا جسمانيًّا, وليس تعطيلاً عن عمل, إلا إذا اعتبرنا الرياضة البدنية محاولات لهدم الجسم الإنساني، وتعجيزه عن أداء الواجبات.


الصوم رياضة لها هدف, وغراس تُرجى منه ثمار.. الصوم مشقة محدودة لتدريب الناس على المعنويات العالية, وتعليمهم كيف يفعلون الخير ويتركون الشر, أو كيف يعشقون الحسن ويكرهون القبيح, أو كيف يسارعون إلى مرضاة الله ويفرون من مساخطه. إنه ليس معركة مبهمة ضدَّ الجسد, ولكنه خطة واضحة لتزكية القلب ودعم الإيمان, واحتساب التعب عند الله لا عند أحد من الناس. وفي هذا الجو من ترشيح النفوس للتقوى, والعزوف بها عن الشهوات الدنيا, والتحليق بها إلى مصافّ الملائكة, يذكر أن القرآن نزل في هذا الشهر, وأن على المؤمنين بعد أن يقضوا سحابة النهار على ما وصفنا أن يصفُّوا أقدامهم في المحاريب, ويرطبوا ألسنتهم بتلاوة الكتاب العزيز. قال عليه الصلاة والسلام: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 183-185]. وقبل أن نذكر الآية التي تلت هذه الآيات, والتي يبدو للناظر السطحي أنها مقحمة وسط آيات تتحدث عن شريعة الصيام وأحكامه, نعود مرة أخرى إلى الجو الصافي المشرق الذي يحدثه الصيام في النفوس.. إن هذه الفرصة تطهر أصحابها بالنهار؛ كي تعدهم لاستقبال هدايات القرآن في قيام الليل.. وهذا النوع من التخلية ثم التحلية كما يقول علماء القلوب يجعل المسلم أقرب شيء إلى رضوان الله وغفرانه, وقد جاء في الحديث، عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أيْ رب، منعته الطعام والشهوة, فشفعني فيه. ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه". قال: "فيشفعان" وفي رواية عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد". قال: وسمعت عبد الله يقول عند فطره: "اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي". وفي رواية: "ثلاث حق على الله أن لا يرد لهم دعوة: الصائم حتى يفطر, والمظلوم حتى ينتصر, والمسافر حتى يرجع"

وهذا كله يشرح لنا قوله تعالى بعد آيتي الصيام السابقتين: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]

من طرائف رمضان

مدعي النبوةكان المأمون يسهر في رمضان مع بعض أخصائه، ومعهم القاضي يحيى بن أكثم، فدخل عليهم رجل يزعم أنه النبي إبراهيم الخليل.

قال له المأمون: كانت لإبراهيم معجزات هي أن النار تكون عليه بردًا وسلامًا، وسنلقيك في النار، فإن لم تمسّك آمنا بك.

قال الرجل: بل أريد معجزة أخرى.

فقال المأمون: فمعجزة موسى بأن تلقي عصاك فتصير ثعبانًا، وتضرب بها البحر فينشق، وتضع يدك في جيبك فتخرج بيضاء من غير سوء.

قال الرجل: وهذه أثقل من الأولى، أريد أخرى أخف.

فقال المأمون: فمعجزة عيسى u وهي إحياء الموتى.

قال الرجل: مكانك، إني أقبلُ هذه المعجزة، وسأضرب الآن رأس القاضي يحيى ثم أحييه لكم الساعة.

فهبَّ القاضي يحيى قائلاً: "أنا أول من آمن بك وصدق".

فضحك المأمون، وأمر له بجائزة وصرفه.

المصدر: كتاب (رمضانيات.. أدب فن نوادر) للأستاذ مصطفى عبد الرحمن.