بسم الله الرحمن الرحيم . إذا أردت أن تحفظ القرآن وتحصل على سند ، ما عليك سوى الاتصال بنا . كما يمكنك الحفظ معنا عبر الإنترنت
إذا أردت دراسة أحد علوم اللغة أو أحد المواد الشرعية فقط راسلني .::. إذا أردت إعداد بحث لغوي أو شرعي فنحن نساعدك بإذن الله

language اللغة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

اذكر الله

06‏/11‏/2011

«يمحق الله الربا» مقال رائع عن خطر الربا على الإقتصاد العالمي بقلم د. صلاح الخالدي


«يمحق الله الربا» بقلم د. صلاح الخالدي

قال الله : (يمحق الله الربا، ويربي الصدقات، والله لا يحب كل كفار أثيم ) (البقرة): 276
تقدم هذه الآية الكريمة حقائق قرآنية يقينية، بشأن، المال والاقتصاد، والنشاط الاقتصادي والاستثمار، والركود الاقتصادي والخسارة، وهذه الحقائق مطّردة غير مقيدة بزمان، ولا محصورة بمكان، ونرى لهذه الحقائق القرآنية وجوداً عملياً ملحوظاً في هذه الأيام، وصدقاً اقتصادياً عجيباً، يتمثل في أحوال العالم الآن، المالية والاقتصادية والوظيفية، والاستثمارية والصناعية والاستهلاكية!!
وقبل أن نتحدث عن مصداقيتها الاقتصادية المعاصرة؛ تعالوا نقف معها وقفة تحليلية سريعة، وننظر في حديثها عن محق الربا..
يخبرنا الله تعالى في هذه الآية الحكيمة أنه يمحق الربا، وأنه بالمقابل يرْبي الصدقات، وأنه سبحانه لا يحب كل كفار أثيم.. إنها ثلاث جمل معجزة في هذه الآية، في كل جملة فعل مضارع، مُسْنَد إلى الله .
الجملة الأولى فعلية: (يمحق الله الربا). والجملة الثانية فعلية: (ويربي الصدقات). والجملة الثالثة اسمية منفية: (والله لا يحب كل كفار أثيم) ووقفتنا في هذه المقال مع الجملة الأولى: (يمحق الله الربا)..
الربا معروف، وهو القائم على الزياد في المال، بدون بيع أو شراء أو استثمار، بمعنى أن المال هو الذي يأتي بالمال، وهو متحقق في القروض المعروفة، كأن يعطيك الشخص المرابي أو البنك الربوي مبلغاً معيناً، مقابل زيادة سنوية مقدرة، بنسبة مئوية محددة، وإذا عجزت عن الدفع زادت تلك النسبة!
سمى الله هذه الزيادة المحددة على رأس المال ربا، وجعلها محرّمة بنص القرآن في أكثر من آية، منها قوله تعالى: (وأحل الله البيع وحرّم الربا) (البقرة: 275). والمزوِّرون المخادعون الكاذبون من رجال الاقتصاد لا يسمّونها ربا، إنما يسمونها "فائدة"! وهذا الاسم للخداع والغرور! يريدون أن يخادعوا الناس، المغفلين، وأن يغروهم إغراء شيطانياً، للإقبال على المعاملات والقروض الربوية، ويوهموهم أن هذه الزيادة على رأس المال إنما هي "فائدة" نافعة، و"ربح" ملحوظ، و"زيادة" مقررة، وأنه يستفيد منها الطرفان، المقرض والمقترض، ولهذا هي مفيدة لهما!!
وبما أن الله حرم الربا بالنص الصريح؛ فلا يمكن أن يكون مفيداً، وهذه الزيادة الربوية على رأس المال لا يمكن أن تكون مفيدة لأحد الطرفين.. لأن الله لم يحرم على المسلمين شيئاً مفيداً ولا نافعاً، وكل ما حرّمه الله في جميع مجالات الحياة فهو ضار خبيث، ومدمر مهلك. ولا بد أن نسمي المسميات بأسمائها الصحيحة التي سماها بها القرآن، فلا تقولوا فائدة، وإنما قولوا: ربا مدمّر!! هذا الربا الخبيث الذي حرّمه الله؛ أخبر أنه - سبحانه - يمحقه، ويمحق به، فالربا ماحق وممحوق!
ما معنى المحق أيها الإخوة والأخوات؟ وماذا قال القرآن المعجز عن المَحْق؟
المحق هو إنقاص الشيء والذهاب ببركته، اقرأوا هذا النص للإمام ابن فارس في كتابه الفريد "معجم مقاييس اللغة": "المحق: النقصان و"محقه": نقصه، وكل شيء نقص فهو ممحوق.. والمحاق: القمر في آخر الشهر.. ويمحقه الله: ذهب ببركته" (مقاييس اللغة: 976).
ما هو الممحوق الذي يمحقه الله ويُنْقصه ويُهْلكه ويذهب به؟ لم يُذكر المحق في القرآن إلا مرتين:
المرة الأولى: في هذه الآية، التي قرر الله فيها أنه يمحق الربا، ويمحق كل ما قام على الربا.
والمرة الثانية: في قوله تعالى: (وليمحِّصَ الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين)  (آل عمران: 141).
الكافرون ممحوقون، هالكون خاسرون، مهما ملكوا من قوة، وآمالهم ممحوقة هالكة، واقتصادهم ممحوق ذاهب منزوعة منه البركة! فلا خير فيهم ولا في اقتصادهم!!
والفعل مسند إلى الله (يمحق الله الربا )، فالله هو الذي يمحق الربا، ويمحق به المال والاقتصاد، وهذا الإسناد إلى الله حقيقي وعقيدي، فمن المعلوم عندنا أن كل الأمور التي تحدث في هذا العالم، على اختلاف الزمان والمكان - إنما هي بيد الله وحده، فالله وحده هو الفاعل الحقيقي، وكل أمر يتم ويتحقق بإرادة مباشرة من الله، وعلى هذا قوله تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر" (القمر: 49).. رجال المال والاقتصاد والاستثمار يجتمعون ويدرسون ويخططون ويبرمجون.. والله من ورائهم محيط، وهو لهم بالمرصاد، ولمخططاتهم بالإفشال، ولأموالهم بالمحق، ولحياتهم بالخسارة والبؤس والشقاء.
أيها الإخوة والأخوات: قولوا لرجال المال والأعمال والاقتصاد والاستثمار، قولوا للمخطّطين والمبرمجين والدارسين والمحلّلين والخبراء، لا تتعبوا أنفسكم، ولا تضعوا الخطط الاقتصادية لإنقاذ اقتصادكم ومصانعكم وأسواقكم، و"لا تضخّوا" في تلك الأسواق ملايين ومليارات وتريليونات الدولارات، فإنها كلها "ممحوقة"، وأنتم فاشلون خاسرون..
أيها الأحباب الكرام المنطلقون من القرآن: بشّروا "أوباما" بفشل خطته التي وضعها لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي "الممحوق".. وبشّروا كل الخبراء الماليين في كل دول العالم بفشل كل خططهم لإيقاف "تدهور" الاقتصاد في كل الدول. وقولوا للحكام والقادة والزعماء والاقتصاديين والخبراء: كل جهودكم ستبوء بالفشل، لأنكم تحاولون إنقاذ اقتصاد ممحوق، ولأن ما محقه الله وقضى عليه، فلا يمكن لكل خبراء العالم إنقاذه.
أيها الأحباب: دلّوا الاقتصاديين على أساس "المشكلة"، التي ضربت اقتصاد العالم فأهلكته.. إن المشكلة هي الربا! وإن هذا الربا "إيدز" اقتصادي، يفتك بالأموال كما يفتك الإيدز بجسم الإنسان، وكما أنه لا علاج للإيدز إلا بالعفة والطهارة وترك الزنا والشذوذ الجنسي، فلا علاج للاقتصاد المحلي والعالمي الممحوق إلا بتخليصه من الربا، وإنشائه وفق أسس اقتصادية إسلامية مأمونة!!

العيد فرحة .. والفرحة أجمل بالقرآن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها هو العيد قد أقبل بنسماته الرقيقة
ها هو العيد أقبل بأمة واحدة وقلب واحد
ها هو العيد أقبل والكون كله يسمع : لبيك اللهم لبيك
إخواننا وأخواتنا:
أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله ، فهل يكون نصيب القرآن منا التجاهل التام والإعراض عن حياة القلوب؟
أليس من حق القلب أن يفرح هو الآخر ويشعر بأنه في العيد أم أنه يسلب السعادة ويحرم الفرحة في أيام السعادة والفرحة؟ هل نحرم الزهور في منازلنا من الماء .. من الحياة .. لأننا في العيد؟!
هل تحرم الطيور طعامها بدعوى أننا في العيد ؟ هل يجب أن يموت الجميع ويحرم الحياة من أجل أننا في العيد؟ فإن كانت الإجابة لا: فلماذا نحكم على قلوبنا بتعذيبها بالبعد والفراق عن حبيبها القرآن؟ لماذا ينطلق الناس بفرحتهم في الطرقات ونحبس نحن قلوبنا عن الفرحة بالقرآن؟ لماذا نصل جميع القرابات والأرحام في العيد ولا نشعر بأننا نقطع رحم القرآن بهجره في العيد؟ تلك إذا قسمة ضيزى! ما أجمل العيد بزينة القرآن.. ما أرق العيد بنسائم القرآن .. ما أسعد العيد بتلاوة القرآن ...
ما أكمل العيد بصحبة القرآن .. ما أطيب العيد بأطايب القرآن .. ما أجمل الرحلة في العيد إلى حديقة القرآن ... ما أروع النزهة في العيد ببستان القرآن ... ما أعظم النفحات (العيدية) التي يهديكها القرآن .. ما أهنأ الحياة في ظلال القرآن ... لو يعلم الناس ما للقرآن من حلاوة ، والله ما هجروه لحظةً ، ولكننا قوم مغبونون. لا تنس اصطحاب مصحفك معك في كل مكان تذهب إليه في العيد .. املأ الكون في العيد كله ترتيلا ...
اقرأ القرآن في العيد كثيرا كثيرا
ترنم .. تغن .. رتل ... حبره تحبيرا هلل تهليلا .. كبر ربك تكبيرا أغمض عينيك الآن الآن ... ماذا ترى الآن ؟ إنها الجنة الوارفة ... إنها راحة القلب .. إنها الدرجات العاليات .. إنها صحبة القرآن. لو أني راسلت أحدا في العيد بـ ( كارت معايدة) كتبت فيه: كل عام والقلب بالقرآن موصولُ
كل عام واللسان بالترتيل معسولُ
كل عام وأنت بالخير .. وغدا أنت مسؤولُ كل عام وأنت في خير بالقرآن محصولُ كل عام يا أحب الناس في الله وأنت بالقرآن مشغولُ
كل عام وأنت بخير ووعد قريب بحفظ القرآن والحفظُ مأمولُ كل عام وحياتك بالقرآن أيام خير وريحان و عود ومسك ، وقولي بالمسك مختومُ
أسأل الله العظيم أن يدخل الفرحة على قلوبكم أجمعين وأن يجعل هذا العيد أيام سعادة وفرحة ورحمة وبهجة وصلة وعبادة وذكر وقرآن ومغفرة ورضوان ، آمين