آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي ، جمع وتقديم نجله الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي ، الطبعة الأولى 1997م ، دار الغرب الإسلامي .1 ـ كيف يشقى المسلمون وعندهم القرآن الذي أسعد سلفهم ؟ أم كيف يتفرقون ويضلون وعندهم الكتاب الذي جمع أولهم على التقوى ؟ فلو أنهم اتبعوا القرآن وأقاموا القرآن لما سخر منهم الزمان وأنزلهم منزلة الضعة والهوان . ولكن الأولين آمنوا فأمنوا واتبعوا فارتفعوا ، ونحن فقد آمنا إيماناً معلولاً ، واتبعنا اتباعاً مدخولاً ، وكل يجني عواقب ما زرع . 158 ـ 159 .
2 ـ سر القرآن ليس في هذا الحفظ الجاف الذي نحفظه ، ولا في هذه التلاوة الشلاء التي نتلوها ، وليس من المقاصد التي أُنزل لتحقيقها تلاوته على الأموات ، ولا اتخاذه مكسبة ، والاستشفاء به من الأمراض الجسمانية . وإنما السر كل السر في تدبره وفهمه ، وفي اتباعه والتخلق بأخلاقه . ومن آياته ( كتاب أنزلناه إليك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ) ، ومن آياته ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ) ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون ) ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ) و ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ) هذه هي الطريقة الواحدة التي اتبعها المسلمون الأولون فسعدوا باتباعها والاستقامة عليها ، وهذا هو الإسلام متجلياً في آيات القرآن ، دين واحد جاء به نبي واحد عن إله واحد ، وما ظنك بدين تحفه الوحدة من جميع جهاته ؟ أليس حقيقاً أن يسوق العالم إلى عمل واحد وغاية واحدة واتجاه واحد على السبيل الجامعة من عقائده وآدابه ؟ أليس حقيقاً أن يجمع القلوب التي فرّقت بينها الأهواء ، والنفوس التي باعدت بينها النزعات ، والعقول التي فرق بينها تفاوت الاستعداد ؟ بلى والله إنه لحقيق بكل ذلك . ص160 ـ 161 .
3 ـ أي شباب الإسلام :
حملة الأمانة ومستودع الآمال وبناة المستقبل وطلائع العهد الجديد . خذوها فصيحة صريحة لا تتستر بجلباب ، ولا تتوارى بحجاب . إن علتكم التي أعيت الأطباء واستعصت على حكمة الحكماء هي من ضعف أخلاقكم ووهن عزائمكم ، فداووا الأخلاق بالقرآن تصلح وتستقم ، وأسوا العزائم بالقرآن تقو وتشتد .
إن الذي قعد بأمتكم عن الصالحات وأعدها لها في أخريات القافلة هو اختلاف قلوبها وتشتت أهوائها . فأجمعوا على القرآن آخرها كما جمع محمد
أولها ، يُنتج لكم هذا الآخر ما أنتجه ذلك الأول من عزائم شداد ، وألسنة حداد ، وهمم كبيرة ، وعقول نيّرة . وإن أول أمتكم شبيه بآخرها عزوفاً عن الفضائل ، وانغماساً في الرذائل فلم يزل بها هذا القرآن حتى أخرج من رعاة النعم ، رعاة الأمم ، وأخرج من خمول الأمية أعلام العلم والحكمة . فإن زعم زاعم أن الزمان غير الزمان ، فقولوا : ولكن الإنسان هو الإنسان .
إن هذا القرآن وسع الحياة الأبدية فبينها حتى فهمها الناس واعتقدوها وسعوا لها سعيها فكيف لا يسع حياتكم هذه ؟
أي شباب الإسلام : إن الأوطان تجمع الأبدان ، وإن اللغات تجمع الألسنة ، وإنما الذي يجمع الأرواح ويؤلفها ويصل بين نكرات القلوب فيعرّفها هو الدين ، فلا تلتمسوا الوحدة في الآفاق الضيقة ولكن التمسوها في الدين والتمسوها من القرآن تجدوا الأفق أوسع ، والدار أجمع ، والعديد أكثر والقوى أوفر . ص 163 .
2 ـ سر القرآن ليس في هذا الحفظ الجاف الذي نحفظه ، ولا في هذه التلاوة الشلاء التي نتلوها ، وليس من المقاصد التي أُنزل لتحقيقها تلاوته على الأموات ، ولا اتخاذه مكسبة ، والاستشفاء به من الأمراض الجسمانية . وإنما السر كل السر في تدبره وفهمه ، وفي اتباعه والتخلق بأخلاقه . ومن آياته ( كتاب أنزلناه إليك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ) ، ومن آياته ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ) ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون ) ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ) و ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ) هذه هي الطريقة الواحدة التي اتبعها المسلمون الأولون فسعدوا باتباعها والاستقامة عليها ، وهذا هو الإسلام متجلياً في آيات القرآن ، دين واحد جاء به نبي واحد عن إله واحد ، وما ظنك بدين تحفه الوحدة من جميع جهاته ؟ أليس حقيقاً أن يسوق العالم إلى عمل واحد وغاية واحدة واتجاه واحد على السبيل الجامعة من عقائده وآدابه ؟ أليس حقيقاً أن يجمع القلوب التي فرّقت بينها الأهواء ، والنفوس التي باعدت بينها النزعات ، والعقول التي فرق بينها تفاوت الاستعداد ؟ بلى والله إنه لحقيق بكل ذلك . ص160 ـ 161 .
3 ـ أي شباب الإسلام :
حملة الأمانة ومستودع الآمال وبناة المستقبل وطلائع العهد الجديد . خذوها فصيحة صريحة لا تتستر بجلباب ، ولا تتوارى بحجاب . إن علتكم التي أعيت الأطباء واستعصت على حكمة الحكماء هي من ضعف أخلاقكم ووهن عزائمكم ، فداووا الأخلاق بالقرآن تصلح وتستقم ، وأسوا العزائم بالقرآن تقو وتشتد .
إن الذي قعد بأمتكم عن الصالحات وأعدها لها في أخريات القافلة هو اختلاف قلوبها وتشتت أهوائها . فأجمعوا على القرآن آخرها كما جمع محمد
إن هذا القرآن وسع الحياة الأبدية فبينها حتى فهمها الناس واعتقدوها وسعوا لها سعيها فكيف لا يسع حياتكم هذه ؟
أي شباب الإسلام : إن الأوطان تجمع الأبدان ، وإن اللغات تجمع الألسنة ، وإنما الذي يجمع الأرواح ويؤلفها ويصل بين نكرات القلوب فيعرّفها هو الدين ، فلا تلتمسوا الوحدة في الآفاق الضيقة ولكن التمسوها في الدين والتمسوها من القرآن تجدوا الأفق أوسع ، والدار أجمع ، والعديد أكثر والقوى أوفر . ص 163 .