بسم الله الرحمن الرحيم . إذا أردت أن تحفظ القرآن وتحصل على سند ، ما عليك سوى الاتصال بنا . كما يمكنك الحفظ معنا عبر الإنترنت
إذا أردت دراسة أحد علوم اللغة أو أحد المواد الشرعية فقط راسلني .::. إذا أردت إعداد بحث لغوي أو شرعي فنحن نساعدك بإذن الله

language اللغة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

اذكر الله

05‏/08‏/2011

فتح السند والهند 94هـ

فتح السند والهند
من انتصارات رمضان
د. خالد فهمي
فتح السند والهندقراءة التاريخ لا يصح فيها- لا سيما في باب التقييم لأعمال أحد أو لأعمال دولة- أن تكون قاصرة النظر، مجتزأة الصورة.. أقول هذا الكلام لما شاع واشتهر في الكتابة عن دولة بني أمية، والإسهاب في عدّ مثالب رجالها العظام، ومثالب نظامها الحاكم.

كل ذلك صحيح، ولكن الصحيح كذلك، أنَّ هذه الدولة المغبونة في تقييمها هي أعظم دولة قادت حركة الفتوحات الإسلامية، وانتشلت مساحات شاسعة من الكفر إلى الإسلام.

يقول ابن كثير -في البداية والنهاية (12/460) في أحداث سنة أربع وتسعين-: "وفيها فتح الله على الإسلام فتوحات عظيمة في دولة الوليد بن عبد الملك على يدي أولاده وأقربائه وأمرائه، حتى عاد الجهاد شبيهًا بأيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه".

هذه شهادة واحد من كبار مؤرخي الإسلام، وليس فيها شبهة ممالاة؛ لأنه لم يكتب ما كتب إلا وبينه وبين دولة بني أمية ما يربو على ستمائة سنة!

والنص السابق يهز وينال من الصورة التي طالما عرضت للنيل من أبناء هذه الدولة ورجالها، فلم يكن رجالها غارقين في النعيم كما تصورهم الأعمال الدرامية، بل كانوا يقودون حركة جهادية وصفها المؤرخ الكبير بأنها شبيهة بأيام عمر!

وفي هذه السنة افتتح القاسم بن محمد الثقفي أرض الهند، ومن الأمور التي يجب الوقوف أمامها في أحداث هذا الفتح ما يلي:

أنه لما رأى أهل المدن الهندية تقدم محمد بن القاسم وقدرته على دحر مدن "راور"، "برهمناباذ"، وسقط من القتلى الآلاف، قابله أهل "ساوندري" طالبين الأمان فأعطاهم إياه، واشترط عليهم ضيافة المسلمين، ومثل ذلك حدث مع "بسمد" في صلحه معهم.

وهذا الذي قاله البلاذري في فتوح البلدان يعكس مدى التزام المجاهد المسلم بأوامر الله سبحانه، فلم يكن المجاهدون المسلمون يُحركهم اشتهاء الدم، أو الظفر بالأرض، أو جمع الكنوز والغنائم، لقد خرج المجاهد المسلم يملؤه الشوق الجارف لإخراج الناس من الظلمات إلى النور.

والعجيب أن يشترط محمد بن القاسم في مصالحته لأهالي هذه المدن أن يضيفوا المسلمين، الرجل يطلب ضيافة المسلمين مع أنه صاحب البلد الأعلى، ولو سلب أو نهب ما رده أحد، لكن الجيش المسلم يريد أن يمكث ضيفًا في إقامته، وضيفًا في مطعمه ومشربه، إنه لا يريد أن يُقيم إقامةً أبديةً مستبدًّا طاغيةً يسير فيهم بمنطق الغالب القاهر.

شروط الصلح تُوحي بأن الفتح هو لتوصيل كلمة الله، والمجاهدون بعدما تمت عملية البلاغ لا مجالَ لمكثهم، هذا هو المفهوم من الضيافة؛ ولذلك تقول الأدبيات التي أرَّخت لهذا الفتح إن أهلها انقلبوا مسلمين.

مسألة أخرى جديرةٌ بأن نقف أمامها وهي: أنه لما تقدَّم المسلمون إلى السند لإتمام فتحها وصلوا إلى مدينة الراور فحوصرت، ثم فتحها المسلمون صلحًا على شرطين: هما عدم قتلهم، وعدم خراب بدهم (والبد: بيوتهم التي يتعبدون فيها).

هذا الشرطان يقدمان صورة بالغة النصاعة في تأمين معتقدات أصحاب البلاد المفتوحة، لقد كان شغل المسلم الشاغل هو بناء مسجد وتمكينه من إبلاغ دعوة الله، من غير قهرٍ للآخرين أو محو هوياتهم.

إن ترك هذه المعابد التي يقول عنها البلاذري إنها كنائس النصارى واليهود وبيوت النار التي للمجوس، يدل على أن هذه الأمة تجاهد وهي تحترم معتقدات الآخرين، ولو كان معتقدهم التعبد للأصنام!

أمر أخير هو أن جند المسلمين كانوا يتحركون بأخلاق الإسلام من الرحمة والعفة والبذل، ودليل ذلك أن محمد بن القاسم لما مات الوليد بن عبد الملك وتولى سليمان عزل محمد وتولى غيره، فحُمِل القائد الفاتح مقيدًا، فبكاه أهل الهند؛ يقول البلاذري: "فبكى أهل الهند على محمد".

فأي شيء حرَّك عاطفة هؤلاء نحو قائدٍ بلَّغ كلمة الله؟! إننا لم نسمع ولن نسمع عن غازٍ قاهرٍ يُبكيه مَن غزاهم وقهرهم، إنَّ بكاء بلاد الهند والسند (التي فُتحت في رمضان 94هـ/ 713م) على محمد بن القاسم أكبر دليل على رحمة الفاتح المسلم وبذله وكريم خلقه، بل إنَّ أدبيات ذلك الفتح تقرر أنهم صوروه وصنعوا له ما يُشبه التمثال.

هذه بعض عظمة الفتح الإسلامي وجدت طريقها إلى أنفس شعوب الأرض، فعانقت دين الله.

صديقي رمضان مقال جميل للشيخ علي الطنطاوي

صديقي رمضان مقال جميل للشيخ علي الطنطاوي
صديقي رمضانصديق عزيز, لقيته وأنا طفل في دمشق، ثم افتقدته وأنا شاب أزرع الأرض وأضرب في بلاد الله، ففرحت بلقائه وأحببته، وألمت لفقده وازداد حنيني إليه، فأين أنت يا صديقي رمضان؟

كنت أرقب قدومه، وأحسب له الأيام والليالي على مقدار ما يحسن طفل من الحساب، فإذا جاء فرحت به وضحكت له روحي؛ لأني كنت أرى الدنيا تضحك له وتفرح بقدومه.

كنت أبصره في المدرسة، فالمدرسة في رمضان مسجد، وفيها تلاوة وذكر، وأهلوها أحبة، ما فيهم مدرس يقسو على طلاب، وطلاب يكرهون المدرس؛ لأن رمضان وصل النفوس بالله, أشرق عليها من لدنه النور فذاقت حلاوة الإيمان، ومن ذاق حلاوة الإيمان، لم يعرف البغض ولا الشر ولا العدوان.

كنت أراه في الأسواق، فالأسواق تعرض بضاعة رمضان وتفيض عليها روح رمضان، فتمحو الغش من نفوس أهلها محوًا، ويملؤها خوف الله ورجاؤه، وتقف ألسنتهم عن الكذب؛ لأنها عمرت بذكر الله واستغفاره، وهانت عليهم الدنيا حين أرادوا الله والدار الآخرة، فغدا الناس آمنين أن يغشهم تاجر، أو يخدعهم في مال أو متاع، ويمضي النهار كله على ذلك، فإذا كان الأصيل ودنا الغروب تجلى رمضان على الأسواق بوجهه فهشت له وجوه الناس، وهتفت باسمه ألسن الباعة، فلا تسمع إلا أمثال قولهم: "الصايم في البيت بركة"، "الله وليك يا صايم"، "الله وليك ومحمد نبيك"، ثم لا ترى إلا مسرعًا إلى داره حاملاً طبق الفول "المدمس"، أو "المسبحة" أو سلال الفاكهة أو قطع "الجرادق"، ثم لا تبصر إلا مراقبًا المنارة في دمشق ذات الثمانين منارة, أو منتظرًا المدفع، فإذا سمع أذان المؤذن أو طلقة المدفع دخل داره، والأطفال يجتمعون في كل رحبة في دمشق ليسمعوها فيصيحوا: أذن.. أذن.. أذن.. ثم يطيروا إلى منازلهم كالظباء النافرة.

وكنت أبصر رمضان يؤلف بين القلوب المتباينة، ويجلو الأخوة الإسلامية رابطة (المسلم أخو المسلم)، فتبدو في أكمل صورها فيتقابل الناس عند الغروب تقابل الأصدقاء على غير معرفة متقدمة، فيتساءلون ويتحدثون ثم يتبادلون التمر والزبيب ويقدمون الفطور لمن أدركه المغرب على الطريق فلم يجد ما يفطر عليه، تمرة أو حبة من زبيب، هينة في ذاتها، تافهة في ثمنها، ولكنها تنشئ صداقة وتدل على عاطفة، وتشير إلى معنى كبير.

وكنت أنظر إلى رمضان وقد سكن الدنيا ساعة الإفطار، وأراح أهلها من التكالب على الدنيا والازدحام على الشهوات، وضم الرجل إلى أهله، وجمع الأسرة على أحلى مائدة وأجمل مجلس وأنفع مدرسة. فواشوقاه إلى موائد رمضان وأنا الغريب الوحيد في مطعم لا أجد فيه صائمًا، ولا أسمع فيه أذانًا، ولا أرى فيه ظلاًّ لرمضان.

فإذا انتهت ساعة الإفطار، بدأ رمضان يظهر في جلاله وجماله وعظمته المهولة في المسجد الأموي أجلّ مساجد الأرض اليوم وأجملها وأعظمها، وكنت أذهب إلى المسجد بعد المغرب وأنا طفل فأراه عامرًا بالناس، ممتلئًا بحلق العلم كما كان عامرًا بهم ممتلئًا بها النهار بطوله، فأجول فيه مع صديقي سعيد الأفغاني خلال الحلقات نستمع ما يقوله المدرسون والوعاظ، وأشهد ثرياته وأضواءه وجماعاته، ومن صنع الله لهذا المسجد أن صلاة الجماعة لا تنقطع فيه خمس دقائق من الظهر إلى العشاء الآخرة في أيام السنة كلها، وقد بقي ذلك إلى اليوم على ضعف الدين في النفوس وفساد الزمان.. ولا أنسى تلك الثريا الضخمة ولم تكن قد مدت إليها الكهرباء، فكانت توقد مصابيحها وهي أكثر من ألف بالزيت واحدً بعد واحد يشعلها الحسكيون (الحسكي خادم الأموي)، وهم يطوفون بها على سلالم قصيرة من الخشب، فيكون لذلك المشهد أثر في النفس واضح، ثم يكون العشاء وتقوم من بعده التراويح ولها في الأموي منظر ما رأيت أجل منه ولا أعظم إلا صلاة المغرب حول الكعبة في مسجد الله الحرام، فإن ذلك يفوق الوصف، ولا يعرف قدره إلا بالعيان.

وليس يقل من يصلي التراويح في الأموي عن خمسة آلاف أصلاً، وقد يبلغون في الليالي الأواخر الخمسة عشر والعشرين ألفًا، وهو عدد يكاد يشك فيه من لم يكن عارفًا بحقيقته ولكنه الواقع، يعرف ذلك الدماشقة ومن رأى الأموي من غيرهم. وحدّث عن الليالي الأواخر (في دمشق) ولا حرج، وبالغ ولا تخش كذبًا، فإن الحقيقة توشك أن تسبقك مبالغة، تلك هي ليالي الوداع يجلس فيها الناس صفوفًا حول السدة بعد التراويح، ويقوم المؤذنون والمنشدون فينشدون الأشعار في وداع رمضان بأشجى نغمة وأحزنها، ثم يردد الناس كلهم: "يا شهرنا ودعتنا عليك السلام! يا شهرنا هذا عليك السلام"، ويتزلزل المسجد من البكاء حزنًا على رمضان.

* * *
وسَحَر رمضان.. إنه السِّحر الحلال.. إنه جنة النفس ونعيمها في هذه الدنيا، وإني لأقنع من جنات الفردوس أن تكون مثل سحر رمضان، فأين ذهب رمضان؟ وأنى لي بأن تعود أيامي التي وصفت لأعود إليه؟

ذمّ المنازل بعد منزلة اللوى *** والعيش بعد أولئك الأيام

إني لا أشتهي شيئًا إلا أن أعود طفلاً صغيرًا لأستمتع بجو المسجد في رمضان، وأنشق هواءه، وأتذوق نعيمه. لم أعد أجد هذا النعيم، وما تغيرت أنا، أفتغيرت الدنيا؟

إني لأتلفت أفتش في غربتي عن رمضان فلا ألقاه لا في المسجد ولا في السوق ولا في المدرسة، فهل مات رمضان؟

إذن، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

لقد فقدت أنس قلبي يوم فقدت أمي، وأضعت راحة روحي يوم افتقدت رمضان، فعلى قلبي وأمي ورمضان وروحي رحمة الله وسلامه!

المصدر: موقع المجلة العربية، نقلاً عن مجلة الرسالة - رمضان سنة 1358هـ.

دليل المرأة الذكية في رمضان بقلم فاطمة عبد الرءوف

دليل المرأة الذكية في رمضان
فاطمة عبد الرءوف
دليل المرأة الذكية في رمضانرمضان أكبر فرصة للتغيير على كافة مستويات الحياة، فالنهضة الإيمانية والهمة العالية والنفحات الربانية لن تثمر المزيد من العبادة الخاشعة فحسب، ولكنها تثمر التغيير على المستوى النفسي العميق الذي يأمله كل إنسان، ومن ثم تحدث تغيرات حقيقة على مساحات التواصل الإنساني وطبيعة العلاقات الاجتماعية التي يعيشها الإنسان، وتتسع الفرصة لإجراء أكبر مصالحة في حياة الإنسان، تبدأ من الذات وتشمل شريك الحياة والأبناء، وتتسع حتى تشمل جميع الأقارب والجيران والأصدقاء.

والمرأة الذكية هي التي تستثمر هذه الأجواء الرمضانية في تغيير وتعديل مسار حياتها، فليس من المبالغة في شيء القول إن كثيرًا من الزوجات يشعرن بالأسى والأسف الذي قد يصل ببعضهن إلى حافة الاكتئاب، فالكثيرات على خلاف مع الزوج، فالعلاقة متوترة تتخللها نوبات غضب، والحوارات قليلة وتتسم بطابع عملي جاف، وتدور حول مشاكل الأبناء ونحو ذلك، والمرأة تعاني الملل على الرغم من كثرة المسئوليات الملقاة على عاتقها؛ فهي لا تستمع بها وتشعر بأنها عبء نفسي عليها، وهي عصبية دائمًا مع الأولاد، وغير راضية عن سلوكهم، وفاشلة في عقد صداقة معهم، وهذا كله جعل الكثير من نسائنا محبطات من حياتهن بلا أمل في التغيير الحقيقي، ومستسلمات تمامًا للآلية التي بها تمضي حياتهن، وأصبح مجرد الاستمرار فيها والحفاظ الشكلي عليها هو أكبر وأهم أهدافهن.

المرأة الذكية وحدها تستطيع الاستفادة من نفحات رمضان في ضبط إيقاع حياتها، بل الإصلاح الجذري لها، مهما تراكمت فيها المشكلات.. فكيف يحدث ذلك؟

في وقت السحر وبعد أن تنهي المرأة صلاة التهجد، وبعد أن جلست تستغفر الله بخشوع تتذكر قوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10-12]. فالاستغفار ضمان الرزق، والرزق هنا أغلى من المال، إنه الحب والدفء والاحتواء.

في هذا الوقت المبارك ترفع يديها تدعو الله أن يرزقها السعادة وراحة البال، وأن يؤلف بين قلبها وقلب زوجها، ويبارك لها في أبنائها.

ثم تجلس مع نفسها جلسة صغيرة ربما لن تتجاوز الخمس عشرة دقيقة، وتأخذ شهيقًا عميقًا وتفتح أهم ملفات حياتها بصدق شديد؛ فالإنسان لا يملك أن يغير من حوله حتى لو كانوا أولاده، والإنسان الوحيد الذي يملك تغييره هو نفسه، ثم تأتي ردود الفعل من الآخرين.

تتذكر حديث وافدة النساء، وكيف أن الرسول جعل من حسن تبعل المرأة وقيامها بواجبات بيتها وأولادها يعدل الجهاد والحج بعد الحج، وتطلق لمشاعرها العنان فتتخيل كم السعادة والراحة النفسية التي ستعيشها إذا تغيرت حياتها، ودخلت الشمس بيتها فمنحته الدفء والحياة.. إنها بذلك تشحذ إرادتها الداخلية من أجل التغيير المنشود، ثم تقول لنفسها هذه النتائج التي أحياها هي نتيجة منطقية لطرقي ومنهجي في الحياة، وعليَّ أن أتحلى بالقدرة على الصبر والمثابرة، وأن أضع خطتي الجديدة، وقد لا تأتي النتائج مباشرة حتى يعتادني الجميع بالصورة الجديدة بعد التغيير.

تبدأ وقفتها بالتساؤل ما هي نقاط القوة والإيجابية في زوجي؟.. يا إلهي، إنها كثيرة كيف لم أشكرها؟! كيف لم أشكره عليها؟! يا إلهي، لماذا لم أستبدل كلمة شكرًا الباردة المقتضبة التي أقولها حتى لا يستطيع أن يمسك عليَّ خطأ بنظرة حب وعين لامعة وابتسامة ناعمة وحروف تتدفق بالحرارة؟! لماذا لم أفخر به أمام أهلي وأمام أهله بلا مبالغة؟! لماذا أنا بخيلة في منحه المزيد من الثقة في نفسه؟!

لماذا أواجه غضبه بغضب وكلماته الحادة بكلمات أشد منها حدة وأصرخ وأبكي وأشعر بالظلم والمرارة وأحكي لأمي وأخواتي، بل أذهب أحيانًا غاضبة رغم مرور كل هذه السنوات على زواجي؟! هل هذا هو سلوك الزوجة الذكية؟! هل هذا هو سلوك المرأة المؤمنة المحتسبة؟ ألم يقل الرسول عن الصائم: "وإن امرؤ شاتمه أو قاتله، فليقل إني صائم إني صائم"؟ هذا مع الإنسان العادي، فلماذا أتعامل مع زوجي بهذه الندية المقيتة؟ لماذا لا أتنفس بعمق وأردد في أعماقي إني صائمة، إني صائمة؟ لماذا لا أتخيل الرسول وهو يقول: "لا تغضب.. لا تغضب.. لا تغضب"؟!

لماذا لا أحتسبها عند الله تعالى؟ ثم لماذا لا أعترف بأخطائي؟ ماذا لو كنت اعتذرت منذ البداية في هذه المرة التي وصل فيها شجارنا لدرجة أن سمع صوتنا الجيران؟ تخيلي لو أنك وضعت يدك على كتفه في هذه المرة ونظرت في عينيه وبصوت خفيض اعتذرت، ربما كان سيلقي بيدك من على كتفه وربما نظر إليك بغضب.. وربما خرج وتركك وصفع الباب وراءه.. ولكن بالتأكيد كان سيعود إليك، ولن يحدث بينكما ما حدث في هذه المرة من مشاجرة عنيفة امتدت لعدة أيام من الشقاق المر.

تذكري جيدًا هل تحاصريه بأسئلتك أين كنت؟ كم كانت العلاوة الجديدة؟ متى سنخرج للتسوق؟ لماذا تقضي كل هذا الوقت مع أصدقائك؟ لماذا أنت صامت؟.. أسئلتك بنكهة الاتهام! تُحكِمين قيودك عليه! لا تتركي له مساحة من الحرية!!

والنتيجة هارب إلى أهله وأصدقائه، ومتحدث بارع معهم وسجين صامت في بيتك.. تذكري في تلك الجلسة أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- كيف كانت تترك النبي يتحنث في حراء الليالي ذات العدد.. تمنحه حريته -فالزواج ليس قيدًا أو سجنًا- بل تعينه وتُعِدُّ له الطعام، وتذهب بنفسها لتزوده به، ثم هي لا تفرض نفسها على وحدته وعزلته.

ليتك لم تدخلي عليه لتقاطعيه وهو يقرأ في خلوته، ليتك وضعت كأس الشاي الساخن وربت على كتفه بهدوء وأغلقت الباب، هل تخيلت رد فعله لو قدمت له الكتاب الذي كان يبحث عنه منذ فترة ولا يجده في المكتبات؟

آه لو توقفت عن حديثك التقليدي المكرر عن شجار الأبناء وغلاء الأسعار وحكايات الجارات وغيابه الطويل وحظك العاثر ونحو ذلك؛ مما يجعله زاهدًا فيك. تذكري أم المؤمنين أم سلمة ورجاحة عقلها يوم الحديبية، تذكري أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- وحديثها للنبي عند بدء الوحي.. لماذا لا تتغيرين وتغيرين حديثك، شجعيه على الطموح.. التعلم.. حدثيه أحاديث عامة بصورة غير مفتعلة.. استمعي لرأيه بهدوء ودون مقاطعة، ثم ناقشيه أو اسأليه بهدوء أيضًا.. تخيلي شكلاً مختلفًا للحياة.

وأخيرًا وقبل أن تقومي من جلستك هذه، هلا تذكرتي قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187]. هل تعلمين أن إجابة زوجك إلى الفراش واجبة، في حين أن صلاة القيام سُنَّة.. لا أدعوك إلى ترك القيام بالطبع، ولكن أريدك أن تضعي كل شيء في موضعه الصحيح.. هل تعلمين أن معظم خلافات النهار تكون بسبب إحباطات الليل، وأنك تستطعين التحكم في غضبه وانفعاله وغيابه و...و...

لو حققت هذه الفريضة (حسن التبعل) الذي ينبغي أن تكون على رأس أولوياتك، فتسعدين نفسك وتسعدين زوجك، وتجنبين حياتك الزوجية مزالق خطرة، ولكن لا تنسين إن الله يحب الإتقان والإحسان، فعلاقتك الزوجية ما لم تمنحيها من روحك ووهج قلبك، واعتبرتها مجرد أداء واجب لأنك امرأة كاملة لا يعرف الخطأ طريقه إلى نفسك، فإنك بعدُ لم تدخلي عالم التغيير.

المطبخ والمسلسلات.. حصار على المرأة في رمضان بقلم فاطمة عبد الرءوف

المطبخ والمسلسلات.. حصار على المرأة في رمضان

فاطمة عبد الرءوف 
المطبخ والمسلسلات حصار على المرأة في رمضانإذا كانت الليلة الأولى من رمضان سلسلت شياطين الجن، مصداقًا لقوله : "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وأغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشرِ أقصر. ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" (رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني).

لذلك فهم يخططون لهذا اليوم مبكرًا، ويعدون له العدة فينسقون مع شياطين الإنس في عمل خطة شيطانية محكمة لضمان إهدار هذه الأيام المباركة التي يمكن أن تضيف لحياة المسلم حيوات أخرى، ولعمره أعمارًا عديدة، وتنقلب منجزات البشرية وبالاً عليها؛ فتقنية البث الفضائي وسيلة رائعة للتعلم الذي كان يقضي الرجال قديمًا جل أعمارهم في التنقل بين البلدان للحصول عليه، وكان يعز على المرأة في كثير من الأحيان القدرة على مواصلة التعلم؛ نتيجة لطبيعة أدوارها التي تحتم عليها القرار في البيت.

أقول: كان من الممكن أن تكون تقنية البث الفضائي وما تبعها من انتشار الفضائيات وسيلة رائعة للتعلم والنهوض، خاصة للمرأة التي لن تنتقل من بيتها وسيكفيها إدارة جهاز التحكم في التلفاز؛ لكي تتعلم الكثير بدءًا من تعلم أحكام التجويد والاستماع لقراءة القرآن ممن أوتي مثل مزامير داود، مرورًا بأحكام الفقه وأحداث السيرة وكيفية تزكية النفوس، انتهاء لأفضل الطرق في تربية الأطفال وإعدادهم؛ كي يكونوا الجيل الذي سيغير وجه البشرية.

والحقيقة أن هناك العديد من القنوات الفضائية التي قدمت العديد والعديد من البرامج الرائعة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، ولكن شياطين الإنس والجن بذلوا كل الجهد وتفننوا بعبقرية؛ كي يفتنوا المسلمين عن دينهم، ويصرفوهم إلى فضائيات أخرى تقدِّم لهم السيئات على طبق من ذهب، يزداد الأمر وضوحًا في رمضان؛ فالدراما المصرية وحدها قدمت نحوًا من ثلاثين مسلسلاً أغرقت المشاهدين بوابل من الدعاية المكثفة من قبل دخول الشهر الكريم، وملأت إعلانات هذه المسلسلات الشوارع والميادين العامة، وتكلفت ملايين الجنيهات (أحد هذه المسلسلات زادت تكلفة إنتاجه على 35 مليون جنيه)، بحيث يجد المسلم نفسه محاصرًا بهذه المسلسلات حتى ينتهي شهر رمضان، فيخرج منه صفر اليدين بل ربما قد زادت حصيلة السيئات.

إذا كان هذا هو حال المسلم المستسلم لهذه الفضائيات عمومًا، فإن المرأة المسلمة هي المستهدف الأول لشياطين الإنس والجن في رمضان، فهي إن لم تمتلك الوعي الكافي بحقيقة الشَّرَك المنصوب لها، ولم تمتلك الإرادة لرفض هذه السيطرة والهيمنة على حياتها، فسوف تسجن في رمضان في هاوية الفضائيات، وقد قيدت بقيد المسلسلات من جهة وبرامج المطبخ من جهة أخرى، فلن تقوم لها قائمة؛ فالمرأة بطبيعتها الرقيقة الحساسة التي شبهها النبي بالقارورة، تتجاوب أكثر من الرجل مع المسلسلات الدرامية، فتجدها تتماهى مع أبطال العمل الدرامي، وربما تذرف الدموع الساخنة تفاعلاً مع أحداث القصة، فالمسألة بالنسبة لها ليست مجرد إهدار لوقتها الثمين كالرجل، وليست مجرد التعرض للذنوب والسيئات -مع عظم ذلك- خاصة في هذه الأوقات الفاضلة.

فالكارثة الحقيقية تكمن في مجموعة المفاهيم المغلوطة التي تتسرب للبنية النفسية والعقلية للمرأة من جرَّاء كثرة المشاهدة وكثرة الإلحاح والتكرار لهذه المفاهيم، فتتمرد الكثيرات ظلمًا وعدوانًا؛ فالرجل الذي لا يقدم الزهور لزوجته كأبطال المسلسلات رجل جاف وغير عاطفي، مهما كان كريم المعاملة لطيف المعشر، والشاب الخلوق المهذب مرفوض؛ لأن الفتاة لم تتعرف عليه بالشكل الكافي كما حدث في عالم المسلسلات، وهذه الفتاة التي تجاوزت الخامسة والثلاثين جعلت من بطلة المسلسل الذي ظلت ترفض كل من يتقدم إليها نموذجًا يُحتذى بها، منتظرة الشاب المبرأ من كل عيب حتى يدق بابها و...و...

أما هذه المرأة التي تنوي متابعة جميع المسلسلات، والتي تتمنى ألا يفوتها عمل واحد، فإنها لن تصلي فقط صلاة القيام، ولن تقرأ القرآن ولن تذكر الله، بل لعلها لن تصلي الصلاة المكتوبة، وربما لن تستطيع النوم من حمى المتابعة.

أما القيد الثاني الذي يوثق المرأة في رمضان فهو هذا الطوفان من برامج المطبخ في رمضان، حتى كأن رمضان هو الشهر الرسمي لتناول الطعام، فهذا برنامج عن المطبخ الهندي، وهذا عن المطبخ الصيني، أما هذا فهو متخصص في المطبخ الإيطالي، وذلك البرنامج المشهور يقدم أكلات من كافة أرجاء المعمورة، وتظل المرأة المسكينة تتابع وتتابع الغريب والجديد من الأكلات، ثم تبحث عند الباعة عن المكونات الغريبة الموجودة في هذه الأطباق، ثم تقضي باقي نهارها في محاولة تجريب ما شاهدته، وحبذا لو كانت تستمع في الوقت نفسه لبعض المسلسلات، حتى لا يفوتها شيء من مائدة رمضان العامرة!

ألم يأن الأوان للمرأة المسلمة أن تعمل عقلها، وتمنح نفسها فرصة للتفكير قبل أن تنساق لمخططات الشياطين؟! كوني قوية.. كوني شجاعة.. ادعي الله أن يطهر قلبك.. ادعيه -سبحانه- أن يرزقك القوة التي بها تتخلصين من قيودك.. أغلقي هذه القنوات وشفريها وأنت ترددين {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84]، وليكن شعارك هذا العام رمضان شهر الصيام والقيام والقرآن.. لا شهر الطعام.

أعدي مائدة بسيطة.. اكتفي بطبق رئيسي واحد.. تذكري حال الصحابة.. لا تنسي الفقراء على مائدتك.

ثقي تمامًا إنك إذا دعوت الله بإخلاص أن تتفهم أسرتك معنى تغييرك لنظام المائدة، فإنك لن تجدي معارضة من زوجك أو أولادك.. كوني بشوشة وهادئة وواثقة من نفسك ومن الحق الذي تقولين وأنت تقولين لهم: رمضان شهر القيام لا الطعام، ومن يريد القيام فلا يسرف في الطعام.

وأخيرًا، لا تنسي أنك بامتناعك عن مشاهدة مسلسلات رمضان توجهين صفعة قاسية لشياطين الإنس والجن ممن أنفقوا الملايين لإفسادك وإهدار عمرك، وترسلين رسالة لأبناء أمتك أن المرأة المسلمة قادرة على المواجهة.. قادرة أن تكون في الصفوف الأمامية في ساحة النهضة التي لا محالة قادمة.. لا تنسي الاستفادة من البرامج الإسلامية الهادفة خاصة أيام الحيض، وأثناء انشغالك بالعمل المنزلي، وبإمكانك بعد رمضان انتقاء برنامج واحد من برامج الطهي بحيث تتعلمين منه الأسلوب الصحي في اختيار وإعداد الطعام، وتحتسبين بتلك النية هذه المتابعة، فنحن بحاجة إلى جيلٍ صحيح البنية قادر على مواجهة الأعباء الملقاة على عاتقه.

فتاوي رمضانية للنساء ثمانية عشر سؤالا


فتاوي رمضانية للنساء ثمانية عشر سؤالا 
فتاوى نسائية رمضانيةس1: ما حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم؟

ج1: من أفطر في رمضان لسفر أو مرض أو نحو ذلك، فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم ما بين الرمضانين، محل سعة من ربنا ، فإن أخره إلى ما بعد رمضان القادم فإنه يجب عليه القضاء ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم، حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي . والإطعام نصف صاع من قوت البلد وهو كيلو ونصف الكيلو تقريبًا من تمر أو أُرز أو غير ذلك، أما إن قضى قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه. [الشيخ ابن باز]

*****
س2: منذ عشر سنوات تقريبًا كان بلوغي من خلال أمارات البلوغ المعروفة، غير أنني في السنة الأولى من بلوغي أدركت رمضان ولم أصمه، فهل يلزمني الآن قضاؤه؟ وهل يلزمني زيادة على القضاء كفارة؟

ج2: يلزمك القضاء لذلك الشهر الذي لم تصوميه مع التوبة والاستغفار، وعليك مع ذلك إطعام مسكين لكل يوم مقداره نصف صاع من قوت البلد من التمر أو الأرز أو غيرهما إذا كنت تستطيعين. أما إن كنتِ فقيرة لا تستطيعين، فلا شيء عليكِ سوى الصيام. [الشيخ ابن باز]

*****
س3: إذا طهرت النفساء قبل الأربعين هل تصوم وتُصلي أم لا؟ وإذا جاءها الحيض بعد ذلك هل تفطر؟ وإذا طهرت مرة ثانية هل تصوم وتُصلي أم لا؟

ج3: إذا طهرت النفساء قبل تمام الأربعين وجب عليها الغُسل والصلاة وصوم رمضان وحلت لزوجها، فإن عاد عليها الدم في الأربعين وجب عليها ترك الصلاة والصوم وحرمت على زوجها في أصح قولي العلماء، وصارت في حكم النُّفساء حتى تطهر أو تكمل الأربعين، فإذا طهرت قبل الأربعين أو على رأس الأربعين اغتسلت وصلت وصامت وحلت لزوجها، وإن استمر معها الدم بعد الأربعين فهو دم فساد لا تدع من أجله الصلاة ولا الصوم، بل تُصلي وتصوم في رمضان وتحل لزوجها كالمستحاضة، وعليها أن تستنجي وتتحفظ بما يُخفف عنها الدم من القطن أو نحوه، وتتوضأ لوقت كل صلاة؛ لأن النبي أمر المستحاضة بذلك إلا إذا جاءتها الدورة الشهرية أعني الحيض، فإنها تترك الصلاة. [الشيخ ابن باز]

*****
س4: هل يجوز تأخير غُسل الجنابة إلى طلوع الفجر؟ وهل يجوز للنساء تأخير غُسل الحيض أو النُّفساء إلى طلوع الفجر؟

ج4: إذا رأت المرأة الطهر قبل الفجر فإنه يلزمها الصوم، ولا مانع من تأخير الغُسل إلى بعد طلوع الفجر، ولكن ليس لها تأخيره إلى طلوع الشمس، ويجب على الرجل المبادرة بذلك حتى يُدرك صلاة الفجر مع الجماعة. [الشيخ ابن باز]

*****
س5: ماذا على الحامل أو المرضع إذا أفطرتا في رمضان؟ وماذا يكفي إطعامه من الأرز؟

ج5: لا يحل للحامل أو المرضع أن تفطر في نهار رمضان إلا لعذر، فإن أفطرتا لعذر وجب عليهما قضاء الصوم؛ لقوله تعالى في المريض: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184]، وهما بمعنى المريض وإن كان عذرهما الخوف على المولود، فعليهما مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم من البر أو الأرز أو التمر أو غيرها من قوت الآدميين، وقال بعض العلماء: ليس عليهما سوى القضاء على كل حال؛ لأنه ليس في إيجاب الإطعام دليل من الكتاب والسنة، والأصل براءة الذمة حتى يقوم الدليل على شغلها، وهذا مذهب أبي حنيفة وهو قوي. [الشيخ ابن عثيمين]

*****
س6: امرأة وضعت في رمضان ولم تقض بعد رمضان لخوفها على رضيعها ثم حملت وأنجبت في رمضان القادم، هل يجوز لها أن توزع نقودًا بدل الصوم؟

ج6: الواجب على هذه المرأة أن تصوم بدل الأيام التي أفطرتها ولو بعد رمضان الثاني؛ لأنها إنما تركت القضاء بين الأول والثاني لعذر، ولا أدري هل يشق عليها أن تقضي في زمن الشتاء يومًا بعد يوم، وإن كانت ترضع فإن الله يقويها على أن تقضي رمضان الثاني، فإن لم يحصل لها فلا حرج عليها أن تؤخره إلى رمضان الثاني. [الشيخ ابن عثيمين]

*****
س7: تعمد بعض النساء إلى أخذ حبوب في رمضان لمنع الدورة الشهرية (الحيض)، والرغبة في ذلك حتى لا تقضي فيما بعد، فهل هذا جائز؟ وهل في ذلك قيود حتى لا تعمل بها هؤلاء النساء؟

ج7: الذي أراه في هذه المسألة ألا تفعله المرأة، وتبقى على ما قدره الله وكتبه على بنات آدم؛ فإن هذه الدورة الشهرية لله -تعالى- حكمة في إيجادها، هذه الحكمة تُناسب طبيعة المرأة، فإذا منعت هذه العادة فإنه لا شك يحدث منها رد فعل ضار على جسم المرأة، وقد قال النبي : "لا ضرر ولا ضرار". هذا بغض النظر عما تُسببه هذه الحبوب من أضرار على الرحم كما ذكر ذلك الأطباء، فالذي أرى في هذه المسألة أن النساء لا يستعملون هذه الحبوب، والحمد لله على قدره وحكمته إذا أتاها الحيض تمسك عن الصوم والصلاة، وإذا طهرت تستأنف الصيام والصلاة، وإذا انتهى رمضان تقضي ما فاتها من الصوم. [الشيخ ابن عثيمين]

*****
س8: أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة ولكن منذ صغري إلى أن بلغ عمري 21 سنة وأنا لم أصم ولم أصلِّ تكاسلاً ووالديّ ينصحاني ولكن لم أبال، فما الذي يجب عليَّ أن أفعله؟ علمًا أن الله هداني وأنا الآن أصوم ونادمة على ما سبق.

ج8: التوبة تهدم ما قبلها، فعليكِ بالندم والعزم والصدق في العبادة والإكثار من النوافل من صلاة في الليل والنهار، وصوم تطوع وذكر وقراءة قرآن ودعاء، والله يقبل التوبة من عباده، ويعفو عن السيئات. [الشيخ ابن باز]

*****
س9: عادتي الشهرية تتراوح ما بين سبعة إلى ثمانية أيام، وفي بعض الأحيان في اليوم السابع لا أرى دمًا ولا أرى الطهر، فما الحكم من حيث الصلاة والصيام والجماع؟

ج9: لا تعجلي حتى ترى القَصَّة البيضاء التي يعرفها النساء، وهي علامة الطهر، فتوقف الدم ليس هو الطهر، وإنما ذلك برؤية علامة الطهر وانقضاء المدة المعتادة. [الشيخ ابن باز]

*****
س10: ما حُكم خروج الصفار أثناء النفاس وطوال الأربعين يومًا؟ هل أصلي وأصوم؟

ج10: ما يخرج من المرأة بعد الولادة حُكمه كدم النفاس، سواء كان دمًا عاديًَّا أو صفرة أو كدرة؛ لأنه في وقت العادة حتى تتم الأربعين. فما بعدها إن كان دمًا عاديًّا ولم يتخلله انقطاع فهو دم نفاس، وإلاَّ فهو دم استحاضة أو نحوه. [الشيخ ابن باز]

*****
س11: هل يجوز لي أن أقرأ في كتب دينية ككتب التفسير وغيرها وأنا على جنابة وفي وقت العادة الشهرية؟

ج11: يجوز قراءة الجُنب والحائض في كُتب التفسير وكُتب الفقه والأدب الديني والحديث والتوحيد ونحوها، وإنما مُنع من قراءة القرآن على وجه التلاوة لا على وجه الدعاء أو الاستدلال ونحو ذلك. [الشيخ ابن جبرين]

*****
س12: ما حُكم الدم الذي يخرج في غير أيام الدورة الشهرية، فأنا عادتي في كل شهر من الدورة هي سبعة أيام، ولكن في بعض الأشهر يأتي خارج أيام الدورة ولكن بنسبة أقل جدًّا، وتستمر معي هذه الحالة لمدة يوم أو يومين، فهل تجب عليَّ الصلاة والصيام أثناء ذلك أم القضاء؟

ج12: هذا الدم الزائد عن العادة هو دم عرق لا يُحسب من العادة، فالمرأة التي تعرف عادتها تبقى زمن العادة لا تُصلي ولا تصوم ولا تمس المصحف ولا يأتيها زوجها في الفرج، فإذا طهرت وانقطعت أيام عادتها واغتسلت فهي في حُكم الطاهرات، ولو رأت شيئًا من دم أو صفرة أو كدره فذلك استحاضة لا تردها عن الصلاة ونحوها. [الشيخ ابن باز]

*****
س13: عندما كنت صغيرة في سن الثالثة عشرة صُمت رمضان وأفطرت أربعة أيام بسبب الحيض، ولم أخبر أحدًا بذلك حياءً، والآن مضى على ذلك ثماني سنوات، فماذا أفعل؟

ج13: لقد أخطأتِ بترك القضاء طوال هذه المدة، فإن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم ولا حياء في الدين، فعليكِ المبادرة بقضاء تلك الأيام الأربعة، ثم عليكِ مع القضاء كفارة وهي إطعام مسكين عن كل يوم، وذلك نحو صاعين من قوت البلد الغالب لمسكين أو مساكين. [الشيخ ابن باز]

*****
س14: امرأة جاءها دم أثناء الحمل قبل نفاسها بخمسة أيام في شهر رمضان، هل يكون دم حيض أو نفاس؟ وماذا يجب عليها؟

ج14: إذا كان الأمر كما ذُكر من رؤيتها الدم وهي حامل قبل الولادة بخمسة أيام، فإن لم تر علامة على قُرب الوضع كالمخاض وهو الطلق، فليس بدم حيض ولا نفاس، بل دم فساد على الصحيح، وعلى ذلك لا تترك العبادات بل تصوم وتُصلي، وإن كان مع هذا الدم أمارة من أمارات قرب وضع الحمل من الطلق ونحوه، فهو دم نفاس تدع من أجله الصلاة والصوم، ثم إذا طهرت منه بعد الولادة قضت الصوم دون الصلاة. [اللجنة الدائمة للإفتاء]

*****
س15: فتاة بلغ عمرها اثني عشر أو ثلاثة عشر عامًا ومر عليها شهر رمضان المبارك ولم تصمه، فهل عليها شيء أو على أهلها؟ وهل تصوم؟ وإذا صامت فهل عليها شيء؟

ج 15: المرأة تكون مكلفة بشروط، الإسلام والعقل والبلوغ، ويحصل البلوغ بالحيض أو الاحتلام أو نبات شعر خشن حول القبل أو بلوغ خمسة عشر عامًا، فهذه الفتاة إذا كانت قد توافرت فيها شروط التكليف فالصيام واجب عليها، ويجب عليها قضاء ما تركته من الصيام في وقت تكليفها، وإذا اختل شرط من الشروط فليست مكلفة ولا شيء عليها. [اللجنة الدائمة للإفتاء]

*****
س16: هل للمرأة إذا حاضت أن تفطر في رمضان وتصوم أيامًا مكان الأيام التي أفطرتها؟

ج16: لا يصح صوم الحائض ولا يجوز لها فعله، فإذا حاضت أفطرت وصامت أيامًا مكان الأيام التي أفطرتها بعد طهرها. [اللجنة الدائمة للإفتاء]

*****
س17: إذا طهرت المرأة بعد الفجر مباشرة، هل تمسك وتصوم هذا اليوم ويُعتبر يومًا لها أم عليها قضاء ذلك اليوم؟

ج17: إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح، أما إذا لم ينقطع إلا بعد تبيُّن الصبح فإنها تمسك ذلك اليوم، ولا يجزئها بل تقضيه بعد رمضان. [الشيخ ابن جبرين]

*****
س18: رجل جامع زوجته بعد أذان الفجر بعدما نوى الإمساك مرتين في كل يوم مرة، علمًا بأن زوجته كانت راضية بذلك، وقد مضى على هذه القصة أكثر من خمس سنوات، فما الحكم؟

ج18: على الزوج قضاء اليومين المذكورين، وعليه كفارة الجماع في نهار رمضان مثل كفارة الظهار، وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا، وعلى زوجته مثل ذلك؛ لأنها موافقة له عالمة بالتحريم. [الشيخ ابن باز]

المصدر: موقع صيد الفوائد.

رسالة إلى المرأة المسلمة بمناسبة رمضان د . عائض القرني

رسالة إلى المرأة المسلمة بمناسبة رمضان د . عائض القرني
د. عائض القرني
رسالة إلى المرأة المسلمة بمناسبة رمضانالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، وبعد..
أختي المسلمة، سلام الله عليك ورحمته وبركاته..

أثنى الله على المسلمات المؤمنات الصابرات الخاشعات ووصفهن بأنهن حافظات للغيب بما حفظ الله، ولما ذكر الله أوصاف الصالحين بقوله: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 195].

وبمناسبة هذا الشهر أزف إليك يا فتاة الإسلام ويا أمة الله التهنئة بهذا الشهر، سائلاً الله لي ولكِ المغفرة والتوبة النصوح، وتقبلي منا بهذه المناسبة باقة من النصائح، أطلعت عشر زهرات:

الأولى: المرأة المسلمة تؤمن بالله ربًّا وبمحمد نبيًّا وبالإسلام دينًا، وتظهر آثار الإيمان عليها قولاً وعملاً واعتقادًا، فهي تحاذر غضب الله، وتخشى أليم عقابه ومخالفة أمره.

الثانية: المرأة المسلمة تحافظ على الصلوات الخمس بوضوئها وخشوعها في وقتها، فلا يشغلها عن الصلاة شاغل، ولا يلهيها عن العبادة ملهى، فتظهر آثار الصلاة؛ فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي الحرز العظيم من المعاصي.

الثالثة: المرأة المسلمة تحافظ على الحجاب وتتشرف بالتقيد به، فهي لا تخرج إلا متحجبة تطلب ستر الله، وتشكره على أن أكرمها بهذا الحجاب، وصانها وأراد تزكيتها.. قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59].

الرابعة: المرأة المسلمة تحرص على طاعة زوجها، فتلين معه وترحمه، وتدعوه إلى الخير وتناصحه، وتقوم براحته، ولا ترفع صوتها عليه، ولا تغلظ له في الخطاب.

وقد صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت زوجها، دخلت جنة ربها"[1].

الخامسة: المرأة المسلمة تربي أطفالها على طاعة الله تعالى، ترضعهم العقيدة الصحيحة، وتغرس في قلوبهم حب الله وحب رسوله ، وتجنبهم المعاصي ورذائل الأخلاق، قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].

السادسة: المرأة المسلمة لا تخلو بأجنبي، وقد صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "ما خلت امرأة برجل إلا كان الشيطان ثالثهما"[2]. وهي لا تسافر بلا محرم، ولا تجوب الأسواق والمجامع العامة إلا لضرورة، وهي متحجبة محتشمة متسترة.

السابعة: المرأة المسلمة لا تتشبه بالرجال فيما اختصوا به، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال"[3]. ولا تتشبه بالكافرات فيما انفردن به من أزياء وموضات وهيئات، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "من تشبه بقوم فهو منهم"[4].

الثامنة: المرأة المسلمة داعية إلى الله في صفوف النساء بالكلمة الطيبة، بزيارة جاراتها، بالاتصال بأخواتها بالهاتف، بالكتيب الإسلامي، بالشريط الإسلامي، وهي تعمل بما تقول، وتحرص على أن تنقذ نفسها وأخواتها من عذاب الله تعالى، صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم"[5].

التاسعة: المرأة المسلمة تحفظ قلبها من الشبهات والشهوات، وعينها من الحرام، وأذنها من الغناء والخنا والفجور، وجوارحها جميعًا من المخالفات، وتعلم أن هذا هو التقوى، وقد صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "استحيوا من الله حق الحياء، ومن استحيا من الله حق الحياء حفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ومن تذكر البلى ترك زينة الحياة الدنيا"[6].

العاشرة: المرأة المسلمة تحفظ وقتها من الضياع، وأيامها ولياليها من التمزق، فلا تكون مغتابة نمامة سبابة لاهية ساهية، قال سبحانه: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الأنعام: 70]. وقال تعالى عن قوم ضيعوا أعمارهم أنهم يقولون: {يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا} [الأنعام: 31].

اللهم اهد فتاة الإسلام لما تحبه وترضاه، واعمر قلبها بالإيمان.

المصدر: كتاب (ثلاثون درسًا للصائمين) للشيخ عائض القرني.