بسم الله الرحمن الرحيم . إذا أردت أن تحفظ القرآن وتحصل على سند ، ما عليك سوى الاتصال بنا . كما يمكنك الحفظ معنا عبر الإنترنت
إذا أردت دراسة أحد علوم اللغة أو أحد المواد الشرعية فقط راسلني .::. إذا أردت إعداد بحث لغوي أو شرعي فنحن نساعدك بإذن الله

language اللغة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

اذكر الله

26‏/08‏/2011

من مقامات القرني : علو الهمة في رمضان


    من مقامات القرني : علو الهمة في رمضان
د. عائض القرني
{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ}

أهل الهمم العالية السلام على أهل الهمم، فهم صفوة الأمم، وأهل المجد والكرم، طارت بهم أرواحهم إلى مراقي الصعود، ومطالع السعود، ومراتب الخلود، ومن أراد المعالي هان عليه كل همّ، لأنه لولا المشقة ساد الناس كلهم، ونصوص الوحي تناديك، سارع ولا تلبث بناديك، وسابق ولا تمكث بواديك، أُمية بن خلف، لما جلس مع الخلف، أدركه التلف، ولما سمع بلال بن رباح، حي على الفلاح، أصبح من أهل الصلاح.
الأعلى دائماً وما عليك، فإن موسى لما اختصه الله بالكلام، قال: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ}، المجد ما يأتي هبة، لكنه يحصل بالمناهبة، لمَّا تعلمت الصيد الكلاب، أبيح صيدها بنص الكتاب، ولما حمل الهدهد الرسالة، ذكر في سورة النمل بالبسالة، نجحت النملة بالمثابرة، وطول المصابرة، تريد المجد ولا تَجِدّ؟ تخطب المعالي، وتنام الليالي، ترجو الجنة، وتفرط في السنّة.

قام رسولنا حتى تفطّرت قدماه، وربط الحجر على بطنه من الجوع وهو العبد الأوّاه، وأدميت عقباه بالحجارة، وخاض بنفسه كل غارة.

يُدعى أبو بكر من الأبواب الثمانية، لأن قلبه معلق بربه كل ثانية، صرف للدين أقواله، وأصلح بالهدى أفعاله، وأقام بالحق أحواله، وأنفق في سبيل الله أمواله، وهاجر وترك عياله.

لبس عمر المرقّع، وتأوّه من ذكر الموت وتوجّع، وأخذ الحيطة لدينه وتوقّع، عدل وصدق وتهجد، وسأل الله أن يستشهد، فرزقه الله الشهادة في المسجد.

عليك الجِد إن الأمر جَد وبادر فالليالي مسرعات
وليست كما ظننت ولا وهمتا وأنت بمقلة الحدثان نمتا
اطلب

بالهمة تصل للقمة اخرج من سرداب الأماني، يا أسير الأغاني، انفض غبار الكسل، واهجر من عذل، فكل من سار على الدرب وصل، نسيت الآيات، وأخّرت الصلوات، وأذهبت عمرك السهرات، وتريد الجنات ؟!

ويلك والله ما شبع النمل حتى جدّ في الطلب، وما ساد الأسد حتى افترس ووثب، وما أصاب السهم حتى خرج من القوس، وما قطع السيف حتى صار أحدّ من الموس.
الحمامة تبني عشها، والحمّرة تنقل قشها، والعنكبوت، يهندس البيوت، والضب يحفر مغاره، والجرادة تبني عمارة، وأنت لك مدة، ورأسك على المخدة، في الحديث: "احرص على ما ينفعك"، لأن ما ينفعك يرفعك، "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف"، بالقوة يبنى القصر المنيف، وينادل المجد الشريف.

همة تنطح الثريا وعزم نبوي يزعزع الأجبالا

صاحب الهمة ما يهمه الحرّ، ولا يخيفه القرّ، ولا يزعجه الضرّ، ولا يقلقه المرّ، لأنه تدرع بالصبر.
صاحب الهمة، يسبق الأمة، إلى القمة، {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}، لأنهم على الصالحات مدربون، وللبر مجربون.

الثعلب يرضى بالجيفة، فكتب في آخر الصحيفة، لو أسرع الحمار مثل الحصان، لكان من الهوان يُصان، الشمس تجري، والقمر يسري، وأنت نائم لا تدري، أنت أكول شروب، لعوب طروب، صاحب ذنوب.

لا يدرك المجد إلا سيد فطن لولا المشقة ساد الناس كلهم
لما يشق على السادات فعّال الجود يفقر والإقدام قتال

لما تجرع الأحنف غصص الغضب، صار حليم العرب، ولما بذل روحه للموت عنترة، شبهوه بقسورة، ولمّا بذل حاتم، طعامه لكل قادم، وأنفق أمواله في المواسم، صار مضرب المثل في الجود، وقصة الكرم في السهول والنجود.

لما طار القمري قعد فوق الأغصان، ولما مشى الجعلان بقي مع الديدان، سافر العود من الهند، فسُمي بالند، وأقام بأرضه الخشب، فسماه الناس الحطب.

اديسون مكتشف الكهرباء، قضى عمره في اختراعه حتى أذهل به الحكماء، فلا نامت أعين الأغبياء.
مكتشف الذرة، أجرى عليها التجربة عشرة آلاف مره.

عمي بعض المحدِّثين من كثرة الرواية، فما كلَّ ولا ملَّ حتى بلغ النهاية، مشى أحمد ابن حنبل من بغداد إلى صنعاء، وأنت تفتر في حفظ دعاء، سافر أحدهم إلى مصر، غدوّه شهر، ورواحه شهر، في طلب حديث واحد، ليدرك به المجد الخالد، لولا المحنة، ما دعي أحمد إمام السنة، وصل بالجَلْد إلى المجد، ووضع ابن تيميه في الزنزانة، فبز بالعلم زمانه. واعلم أن الماء الراكد، فاسد، لأنه لم يسافر ويجاهد، ولما جرى الماء، صار مطلب الأحياء، بقيت على سطح البحر الجيفة، لأنها خفيفة، وسافر الدر إلى قاع البحر، فوضع من التكريم على النحر.

فكن رجلاً رجله في الثرى وهامة همته في الثريا

يا كثير الرقاد، أما لنومك نفاد، سوف تدفع الثمن، يا من غلبه الوسن، تظن الحياة جلسة وكبسة، ولبسةٌ وخلسة، بل الحياة شرعة ودمعة، وركعة ومحاربة بدعة.

الله أمرنا بالعمل لينظر عملنا، وقال: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}، فالحياة عقيدة وجهاد، وصبر وجلاد، ونضال وكفاح، وبر وفلاح، لا مكان في الحياة للأكول الكسول، ولا مقعد في حافلة الدنيا للمخذول.

علو في الحياة وفي الممات بحق أنت إحدى المعجزات

ابدأ في طلب الأجر من الفجر، قراءة وذكر، أو دعاء وشكر، لأنها لحظة انطلاق الطير من وكورها، ولا تنس: "بارك الله لأمتي في بكورها".

العالم في حركة، كأنه شركة، وقلبك خربة، كأنك خشبة، الطير يغرّد، والقمري ينشد، والماء يتمتم، والهواء يهمهم ،والأسود تصول، والبهائم تجول، وأنت جثة على الفراش، لا في أمر عبادة ولا معاش، نائم هائم، طروب لعوب، كسول أكول.

استيقظ على نبرات الخطاب الشرعي، ودعنا من وساوس الهاجس البدعي، لأن الشريعة، تدعو للهمة البديعة، تقول لأتباعها: فما وهنوا لما أصابهم، لأنهم حملوا كتابهم، وألقوا للعالم خطابهم، فهداهم ربهم صوابهم.

وأهل السوالف، رضوا بأن يكونوا مع الخوالف، لأن لهم في الضلالة سوابق، فهم يتصيدون كل مارق، عن الحق آبق، ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم، فهبوا وتركوا مضجعهم، ولو أراد الله بهم خيراً لأغاثهم، ولكن كره الله انبعاثهم.

الفرس بهمته يعض لجامه ويلوك، فركبه الملوك، والحمار آثر المقام في الرباط، فضرب بالسياط:
سوف ترى إذا انجلى الغبار أفرس تحتك أو حمار

يقدم لك ابن جرير، كتاب التفسير، محققاً منقحا، مدبّجا مصحّحا، ثم لا تصطفيه، ولا تقرأ فيه.
ألَّف ابن حجر فتح الباري في ثلاثين سنة، فلله دره ما أجمل كتابه وأحسنه، ثم تهمله في الرف، كأنه دف، مع الأسف.

هذا الكافر مثابر، كل يوم مغامر، سيَّر في الأرض السيارة، وأطار في السماء الطيارة، جعل لغذاءك ثلاجة، ولماءك زجاجة، ومالك عمل إلا أن تأكل وتشرب، وتلهو وتلعب.

أنت تفتر والملائكة لا يفترون، وتسأم العمل والمقربون لا يسأمون، بم تدخل الجنة، هل طعنت في ذات الله بالأسنة، هل أوذيت في نصر السنة، انفض عنك غبار الخمول، يا كسول، فبلال العزيمة أذّن في أذنك فهل تسمع، وداعي الخير دعاك فلماذا لا تسرع. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}
ولابد للهمم الملتهبة أن تنال مطلوبها، ولابد للعزائم المتوثبة أن تدرك مرغوبها، سنة لا تتبدّل، وقضية لا تتحوّل.
جزى الله المسير إليك خيراً وإن ترك المطايا كالمـزادِ

واعلم أن الهمة توقد القلب، واستسهال الصعب، وركوب الخطب، فالعذاب بالهمة عذب. ومن عنده همة عارمة، وعزيمة صارمة، اقتحم بها أسوار المعالي، وصار تاريخه قصة الليالي.

فقل للمتخلفين اقعدوا مع الخالفين، لأن المنازل العالية، والأماني الغالية، تحتاج إلى همم موّاره، وفتكات جبارة، لينال المجد بجدارة.

وقل للكسول النائم، والثقيل الهائم: امسح النوم من عينيك، واطرد الكرى من جفنيك، فلن تنال من ماء العزة قطرة، ولن ترى من نور العلا خطرة، حتى تثب مع من وثب، وتفعل ما يجب، وتأتي بالسبب.

ألا فليهنأ أرباب الهمم، بوصول القمم، وليخسأ العاكفون على غفلاتهم في الحضيض، فلن يشفع لهم عند ملكوت الفضل نومهم العريض، وقل لهؤلاء الراقدين {إنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ} فهُـبّـوا إلى درجات الكمال نساءً ورجالا، ودربوا على الفضيلة أطفالا، وانفروا خفافاً وثقالا.

مقال : من عبد الرحمن يوسف إلى وزير الأوقاف



 

مقال ( يقول احلبوه ...! ) عبدالرحمن يوسف 22-8-2011 م

 

غريب أمر السيد وزير الأوقاف الجديد الدكتور عبدالفضيل القوصى

لن أتحدث عن علاقته بلجنة السياسات، لأنه لم يكن عضوا فيها، بل كان يحضر اجتماعات لجنة السياسات نيابة عن الشيخ أحمد الطيب، الذى كان عضوا فيها، ثم استقال بعد أن عينه الرئيس المخلوع فى منصب شيخ الأزهر.

ولن أتحدث عن ترشيح الدكتور الطيب له لمنصب وزير الأوقاف، برغم كونه ترشيحا من رجل لا ينبغى له أن يرشح وزراء فى وزارة ثورة لم يشارك فيها، بل وقف ضدها.

ولن أتحدث عن اعتراض الكثيرين على توليه الوزراة، ولن أتحدث عن صرفه نصف شهر علاوة للعاملين فى الوزارة، لاحتواء غضب المعترضين على وجوده على رأس الوزارة.

لن أتحدث عن كل ذلك، بل سأتحدث عن تصريح السيد الوزير، بأن الوزارة ستسير على نهج الوزراء السابقين، وذكر اسم الدكتور محمود حمدى زقزوق.

يقول المثل: نقول تور، يقول احلبوه!

يا سيادة الوزير المبجل، ألم يصلك نبأ ثورة قامت فى هذا البلد؟

ألا تعلم أن الوزير الذى تتحدث عنه قد حول الوزارة إلى نقطة شرطة، يديرها جهاز أمن الدولة، وحوّل نفسه إلى شرطى مرور، يسير إرادة أمن الدولة، فأصبح لا يفعل شيئا سوى تيسير وتسيير الأمور، وفقا لما يراه الجهاز المنحل، بحيث صار جميع العاملين فى وزارة الأوقاف تحت أمر الأمن، فإما أن يكونوا مخبرين، وإما مصيرهم الاضطهاد المنظم الذى قد يصل إلى حد الطرد من العمل؟

هل ستستمر يا سيادة الوزير فى منع توظيف كل من توجد حوله شبهة استقلال فى الرأى، أو شبهة انتماء لأى تيار فى الحياة؟

هل ستستمر فى تنفيذ الأوامر العليا فى كل ما يتعلق بالأوقاف المسيحية؟

هل ستكون أمين شرطة فى جهاز أمن الدولة كما كان سابقوك؟

أتمنى أن نتعلم احترام الرأى العام قليلا، وأن نتعلم شيئا من الحياء، قبل أن ندلى بتصريحات مستفزة، لا معنى لها سوى أن المتحدث يريد أن يحلب الثور الذى أمامه!


مقال ( الحرب ) عبدالرحمن يوسف 23-8-2011 م



مقال ( الحرب ) عبدالرحمن يوسف 23-8-2011 م


 كنت قد كتبت فى هذه الزاوية فى يوم الثلاثاء 2 أغسطس 2011، مقالة بعنوان (أخطار تهدد الثورة)، وذكرت أن أولها: حرب عسكرية.

وقلت فى مقالتى بالنص: (لابد ألا نستبعد هذا الأمر، لأن مصر أهم من أن تترك لإدارة شؤونها بدون تدخل خارجى، وهذا الاحتمال يمكن أن نمنعه بالحكمة، من خلال عدم الانجرار وراء الاستفزازات التى قد تحدث خلال الفترة القادمة لتوريط مصر فى أى عمل عسكرى، على أن يتم ذلك بدون أى تنازل يقدم فى مجال أمننا القومى، وواجباتنا الوطنية الإقليمية والدولية).

ليس ذلك ضربا للودع، وليس تنجيما، بل هو أمر متوقع، ودائما ما تخوض الثورات تحديات من هذا النوع.

وأنا ما زلت عند رأيى، فالحرب مع إسرائيل يجب تجنبها فى هذه اللحظة، وهى فى صالح إسرائيل، وليست فى صالحنا، وتجنبها يكون بالحكمة، وليس بالتنازلات.

الحرب فى هذا التوقيت ستخدم العدو، وستضر مصر، ونحن – فى هذه اللحظة – لا ينبغى أن نتورط فى أى مغامرة عسكرية، لأننا سنخوضها بعقلية كامب ديفيد، وبشروط كامب ديفيد.

لو دخلنا حربا الآن سنخوضها وفق موازين القوى الحالية، والتصرف الصحيح أن نخوض الحرب بعد أن نعدل هذه الموازين.

التصرف الصحيح الآن، أن نبدأ بتعديل موازين القوى، وذلك من خلال ردود أفعال منظمة، تؤدى إلى تعديل أو حتى إلغاء اتفاقية كامب ديفيد.

ومن أهم أضرار خوض حرب فى هذه اللحظة، أنها ستشل عملية التحول الديمقراطى، وستضع الناس جميعا أمام اختيارات محددة، فهم إما أن يقفوا صفا واحدا خلف السادة فى المجلس العسكرى، وإما أن يكونوا خارجين عن الإجماع الوطنى.

ولست بحاجة لتوضيح أن إجراء انتخابات فى ظل الحرب سيكون أمرا شبه مستحيل فى نظر من يدير مصر حاليا، وسيكون من العبث محاولة إقناع الحاكم بأن الانتخابات يمكن أن تجرى فى حالة الحرب، وهو لا يريد إجراءها فى حالة السلم!


مقال ( ليبيا الحرة ) عبدالرحمن يوسف 24-8-2011 م



مقال ( ليبيا الحرة ) عبدالرحمن يوسف 24-8-2011 م 

 

 بدأت الثورة الليبية من مدينة البيضاء، وهاهى تعلن انتصارها فى طرابلس العاصمة، بعد أن استقرت لعدة شهور فى بنغازى.

ها هى ليبيا تتحرر من الجرذ الذى حكمها لأكثر من أربعة عقود متتالية، بالحديد والنار، ولم يراع فى ليبى إلاّ ولا ذمة، ولم يتق الله فى بشر أو حجر أو شجر، فأهلك الحرث والنسل، وأهدر موارد ليبيا، وحرص على ألا يتقدم هذا البلد، وأن يظل قابعا فى ظل نظرياته المشوهة، وأفكاره المتخلفة، برغم دخول العالم كله إلى القرن الحادى والعشرين.

لقد بشر حكماء الأمة بحتمية انتصار الثورات العربية كلها، بإذن الله، بعز عزيز أو بذل ذليل، وها هو الله سبحانه يحقق للشعوب العربية المؤمنة ما جاهدت من أجله.

يجب على مصر الآن أن تتحرك شرقا بأقصى سرعة، وأن ترسل وفدا رفيع المستوى لكى نبدأ صفحة جديدة فى العلاقات مع ليبيا، ليس لأنها فـَرَجٌ اقتصادى للعمالة المصرية، ولكن لأنها دولة شقيقة أولا، ولأنها عمق استراتيجى ثانيا، وتأتى المسائل الاقتصادية فى الدرجة الثالثة.

لقد قصرت مصر (الرسمية) أثناء الثورة الليبية، ولكنه تقصير يتفهمه الجميع، إذ لو اتخذ المجلس العسكرى أى موقف مؤيد للثورة لاعتبر الزعيم المجنون معمر القذافى مئات الآلاف من المصريين البسطاء الموجودين فى ليبيا رهائن عنده، ولربما أعمل فيهم القتل والسجن والتعذيب.

قصرت مصر الرسمية أيضا فى الرقابة على تحركات أموال القذافى فى مصر، حيث استخدمت فى الحرب، وتحرك بعض أعوان القذافى فى مصر بحرية تامة، وكان ذلك ينعكس على الجبهة انعكاسا مباشرا لصالح القذافى.

لا بد أن يتحرك وفد مصرى رفيع إلى ليبيا فورا، ولا بد أن يكون الوفد المصرى هو أول الوفود المهنئة بانتصار الثورة الليبية، وهذا أمر يستحق أن يتحرك سيادة المشير طنطاوى بنفسه على رأس هذا الوفد، إذا سمحت الظروف.

اللهم أتم على الأمة العربية كلها نعمة النصر والعزة والكرامة.. آمين.


مقال ( جامعة الحكام العرب ) عبدالرحمن يوسف 25-8-2011 م


مقال ( جامعة الحكام العرب ) عبدالرحمن يوسف 25-8-2011 م 

 

 تتساقط الأنظمة العربية واحدا تلو الآخر، وجامعة الدول العربية تتفرج.

لم يصدر من الجامعة العربية قرار يذكره التاريخ، خلال أحداث الثورات العربية الحديثة التى اندلعت هذا العام «2011». 

لم ينطق مسؤول رفيع فى الجامعة بكلمة حق، لم يصدر بيان يذر الرماد فى عيون الشامتين، ولم تكن الجامعة –عبر تاريخها الطويل– عند حسن ظن الناس البسطاء. 

لقد أصبحت جامعة الدول العربية عبئا على الأمة، وصار التخلص منها مصلحة وطنية، فهى من رموز العصر العربى المستبد المتخلف. 

ما هو دور الجامعة العربية؟

ماذا فعلت الجامعة العربية للأمة العربية؟

لقد كانت دائما شاهد الزور الجاهز للإدلاء بشهادته، وفق ما تراه القصور الرئاسية والملكية والأميرية. 

إن جامعة الدول العربية كيان قام على أساس احترام استبداد الرؤساء، وعلى أساس احتقار الشعوب، فلا سلطة لأى شعب على الجامعة، بل هى سلطة الأنظمة فقط، ولا يمكن لأى قوة «شعبية» مهما بلغت أن تحرك الجامعة العربية مسافة شبر. 

يشتعل الوطن العربى، تقوم فيه حروب، تحتل فيه دول، تتفتت كيانات، والجامعة قابعة فى مكانها، لا تفعل شيئا، يتمتع فيها مئات الموظفين برواتبهم، وبدلات السفر، ويقبضون بالدولار، وكثير منهم من أبناء المسؤولين فى الدول العربية، وحين تسأل ماذا فعلت الجامعة؟ يجيبك شخص مهذب: وماذا تريد من الجامعة أن تفعل؟

من حق الشعوب العربية التى تتحرر من الطغيان الآن، أن تطمح إلى كيان آخر، له شكل آخر، وله أهداف أخرى، وله ميثاق مختلف. 

من حق الشعوب العربية أن يمثلها كيان قوى كالاتحاد الأوروبى. 

من حق الشعوب العربية أن تعيد بناء مؤسسة صالحة للتطور، بحيث تصبح فى يوم من الأيام كالاتحاد الأوروبى، ولن يكون ذلك إلا باحترام رغبات الناس، بحيث ينعكس ذلك على الميثاق التأسيسى للكيان العربى الجديد. 

نريد كيانا عربيا جامعا للأمة العربية، ونريد أن نطوى صفحة جامعة الحكام العرب.