مالـي خَلَعْـتُ ثيابي وانْطَلَقْـتُ إِلى |
| سِـواي أَسـأَلهُ الأثـوابَ و الحُـلَلا |
قَـدْ كانَ لـي حُلَلٌ أزْهو بِبْهجَتهـا |
| عِزّاً وَيزْهو بِها مَنْ حَـلَّ وارْتحَـلا |
أَغْنى بِها ، وَتمدُّ الدفْءَ في بَدَنـي |
| أَمْنـاً وتُطْلِقُ مِنّي العـزْمَ والأَمَـلا |
تمـوجُ فيهـا الـّلآلي مِنْ مآثِرهـا |
| نوراً وتبْعَـثُ مِنْ لآلاِئهـا الشُّعَـلا |
حتى أفاءتْ شُعوبُ الأرْضِ تَسألُهـا |
| ثـوباً لتستُرَ مِنْها السُّـوءَ و العِـلَلا |
مـدَّت يَدَ الجودِ كَنْزاً مِنْ جَواهِرهـا |
| فَزَيَّنتْهُـم وكانـوا قبـلـها عُطُـلا |
جـادتْ عليهم وأوفَـتْ كلَّ مسْألـةٍ |
| بِـرّاً تَوالى ، وأوْفَـتْ كلَّ مَنْ سَـألا |
| * * * |
|
هذا البيـانُ وقـدْ صاغتْـهُ معْجِـزةً |
| تمضي مع الدّهرِ مجْـداً ظلَّ مُتَّصلا |
تكسو مِنَ الهـدْيِ ، مِنْ إعجازِهِ حُللاّ |
| أو جَوْهَراً زيَّنَ الأعطافَ والـعُطَـلا |
نسيجُـه لغـةُ القَرآنِ ، جَـوْهـرُهُ |
| آيٌ مـنَ اللهِ حقّـاً جَـلّ واكْـتَمـلا |
نبعٌ يفيـضُ على الدّنيـا فيملـؤُهـا |
| رَيّـاً وَيُطلـقُ مِنْ أحواضِهِ الحَفَـلا |
أو أنه الروّضُ يُغْني الأرْضَ مِنْ عَبَقٍ |
| مِـلْءَ الزَّمانِ نديّـاً عـودُهُ خَضِـلا |
تَـرِفُّ مِنْ هَـدْيِهِ أنـداءُ خـافِقَـةٍ |
| معَ البكـورِ تَمُـدُّ الفَيْءَ و الظُّـلَلا |
وكـلُّ مَنْ لوّحتْـه حَـرُّ هـاجِـرةٍ |
| أوى إلـيه ليلْقـى الـرّيَّ و البَـلَلا |
| * * * |
|
عجبتُ !! ما بالُ قومي أدْبَروا وجَرَوْا |
| يرْجونَ ساقطـةَ الغايـاتِ والهَمَـلا |
لمْ يأخذوا مِنْ ديارِ الغـرْبِ مكرُمـةً |
| مِنَ القناعـةِ أوْ علمـاً نَمـا وَعَـلا |
لكنّهـمْ أخـذوا لَـيَّ اللّسـانِ وقـدْ |
| حباهُـمُ اللهُ حُسْنَ النُّطْـقِ مُعْتـدِلا |
يـا ويحهمْ بـدَّلوا عيّـاً بِفصحِهـمُ |
| وبالبيـانِ الغنيِّ استبـدلـوا الزَّلَـلا |
إن اللّسـانَ غـذاءُ الفكـرِ يحْملُـهُ |
| عِلْمـاً وفنّـاً صواباً كانَ أو خَطَـلا |
يظلُّ ينسـلُّ منـه الـزّادُ في فِطَـرٍ |
| تلقى بـه الخَيْرَ أو تلقى بِهِ الزَّلـلا |
الأَعْجَمِـيُّ لِسـانٌ زادُهُ عَـجَــبٌ |
| تَـراهُ يَخْلـطُ في أَوْشابِـهِ الجـدَلا |
لمْ يَحْمِلِ الهدْيَ نـوراً في مَصـادِرِهِ |
| ولا الـحقيقـة إلا كـانت الـوَشـلا |
| * * * |
|
فحسبُنـا مِنْ لِسانِ الضّـادِ أنّ لـه |
| فيضاً من النّور أو نبعاً صَفا وجَـلا |
وأنه اللغة الفصحـى نمـت وزهـتْ |
| تنزّلـتْ وبـلاغـاً بالهُـدى نـزلا |
وأنـه ، ورسـول الله يُـبـلـغـه |
| ضمَّ الـزمان وضمَّ الآيَ وَالـرُّسـلا |
وأنـه الكنـزُ لا تفنـى جـواهـرهُ |
| يُغْنـي الليـاليَ مـا أغْنى بِهِ الأُوَلا |
يظـلُّ يُـطْلِقُ مـن لأْلائِــهِ دُرراً |
| عـلى الزمان غنيَّ الجـودِ متصـلا |
فعُـدْ إلى لغـةِ القـرآنِ صـافـيَة |
| تَجْلو لكَ الدَّربَ سهْلاً كانَ أو جبـلا |
تجلو صراطـاً سويّاً لا ترى عِوجـاً |
| فيـه ولا فتنـةً تَـلْقـى ولا خَـللا |
تجـلو سبيـلاً تـراهُ واحـداً أبـداً |
| وللمُضـلّين تْلقى عنـدهُمْ سُـبُـلا
|