بسم الله الرحمن الرحيم . إذا أردت أن تحفظ القرآن وتحصل على سند ، ما عليك سوى الاتصال بنا . كما يمكنك الحفظ معنا عبر الإنترنت
إذا أردت دراسة أحد علوم اللغة أو أحد المواد الشرعية فقط راسلني .::. إذا أردت إعداد بحث لغوي أو شرعي فنحن نساعدك بإذن الله

language اللغة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

اذكر الله

05‏/07‏/2011

فاقصص القصص لعلهم يتفكرون

قصص من واقع الحياة
ذات الدين
لو سألت أحدًا من شباب هذا الزمن «العجيب»: ما مواصفات عروس وزوجة المستقبل لقال لك: الجمال بالطبع، أي تكون جميلة جدًّا وهو هنا يقصد جمال الشكل والمظهر لا جمال الروح والجوهر! ولأضاف وياحبذا لو كانت غنية أيضًا ذات مال وثراء!
هذا هو للأسف منطق وتفكير جيل الإنترنت والدِّش بكسر الدال! وهذا ما عايشته بنفسي في قصة صاحبي عبدالرؤوف، فقد كان طالبًا جامعيًا مستهترًا إلى أبعد حد، حصل على شهادته بطلوع الروح كما يقولون!
ولكن بعد أن أضاع كل ميراثه من والده، بعد حصوله على الشهادة تعرف على فتاة بسيطة من أسرة متوسطة، تلك هي سلمى التي حدث تقارب وإعجاب بينها وبين عبدالرؤوف رغم أن جمالها كان متواضعًا للغاية، ولا أقول دميمة فالإنسان العاقل يقيس جمال المرأة بروحها الطيبة وعقلها الراجح!
يقول عبدالرؤوف انجذبت إلى سلمى وقررت الزواج منها رغم الفارق الشاسع بيننا في التعليم، فهي لم تنل من التعليم غير الشهادة الإعدادية، واعترض إخوة عبدالرؤوف على ذلك الزواج «غير المتكافئ» كثيرًا ورغم ذلك أصر صاحبي على موقفه وقراره الزواج من سلمى، خاصة وقد وفرت له عروسته الشقة التي سيتزوجا فيها، وتم الزواج بالفعل وسافر صاحبي للعمل بالخارج واصطحب معه زوجته سلمى واستمر في العمل أكثر من عشر سنوات كاملة، وتمضي الأيام سريعًا ويرزق المولى عز وجل عبدالرؤوف ولدين يحسن تربيتهما وتنشئتهما منذ الصغر على التدين وتقوى الله جل في علاه، ويزرع فيهما الفضيلة، وتتحسن علاقة زوجة عبدالرؤوف بإخوته بفضل اتزانها وشهامتها وحسن معاملتها للناس.
ذات يوم فاجأني عبدالرؤوف بقوله إن العمر تقدم به وأحواله تحسنت كثيرًا ولكن مايؤرقه حقًّا هو «دمامة زوجته» خاصة أنه يرى نفسه وسيمًا ويرى زوجته «عاطلة عن الجمال» على حد قوله!
قلت له استغفر الله يا أخي وأحمده على عطاياه ولا تتبطر على نعمته التي أهداك إياها، فكان رده عجيبًا بأن قال: إني أخجل جدًّا من الظهور بها أمام أصدقائي وجيراني، خاصة أنه قد نفر منها الجميع بالفعل لدمامتها!
فقلت له سبحان الله ألا تتذكر قول الحبيب المصطفى اظفر بذات الدين تربت يداك، ألا تتقي الله في زوجتك وهي أمانة في عنقك؟ ألا تتذكر لها وقوفها بجانبك في أيام الضيق والعسر والشدة؟
ألا تشكر لها جميل صنيعها لك عندما ساعدتك بموافقتها على زواجكما في شقتها ومساعدتها لك أيام كنت عاطلًا عن العمل!
والآن يا عبدالرؤوف بعد أن أغناك الله من فضله تجحد نعمته وتكشر عن أنياب الغدر لزوجتك المخلصة الوفية!
عجيب أمر ابن آدم لا يملأ عينه سوى التراب، وتمضي الأيام والسنون بسلمى وزوجها عبدالرؤوف الذي يصر على أن يعوض ما فاته من عمره بالزواج مرة أخرى من امرأة جميلة، بل ويرغبها جميلة جدًّا حتى يعوض النقص الذي يشعر به في سلمى!
قلت له والله يا أخي النقص الحقيقي فيك أنت، في تفكيرك القاصر، ومنطقك الأناني! فإن من يعاشر حيوانًا أليفًا قد يعز عليه فقده، فلماذا لا يعز على بني آدم فقد عشيرته من بني الإنسان بمجرد أن ظروفه المادية تحسنت!
ويصر عبدالرؤوف على عناده ويسوق لي تبريراته العجيبة بأنه يشعر دائمًا بنظرات الإشفاق في عيون أصدقائه وجيرانه بسبب «دمامة» زوجته سلمى، فقلت له لماذا يا عبدالرؤوف لم تكتشف هذه النظرات إلا الآن فقط بعد أن استقرت أحوالك المادية!
لماذا لم تر نظرات الإشفاق هذه التي تدعيها في عيون الآخرين وأنت ضائع بلا عمل ومال، وحين وافقت سلمى على الزواج منك وأوتك وكفلتك في بيتها وحين ساندتك في بداية حياتك؟!
فالجمال يا صاحبي مسألة نسبية، الشيء الجميل والباهر بحق في أي امرأة هو جمال روحها، جمال طبعها، جمال إيمانها، جمال جوهرها وباطنها وليس الجمال الظاهر فقط!
تأكد يا صديقي أنه لا تخلو أي امرأة من لمسة جمال مهما كانت دمامتها بل كن على يقين أن من شقوا بجمال زوجاتهم أضعاف أضعاف من شقوا بدمامة زوجاتهم!
تأكد يا صاحبي أنك بإصرارك على الزواج من ثانية ستخسر حتمًا أضعاف ما أخذت وتخسر استقرار حياتك وتعرض أبناءك لمحنة لا داعي لها، وستخسر راحة البال وتتمزق بين أسرتين وحياتين!
وصعب جدًّا في هذا الزمن الأصعب أن تعدل بين زوجتين!
وأخيرًا أخيرًا اقتنع صاحبي عبدالرؤوف بكلامي البسيط ورجع إلى عقله، رجع إلى نفسه، رجع إلى ربه، وطرد من تفكيره وساوس شياطين الإنس والجن، بل وقام ذات يوم بزيارة عائلية عزيزة وغالية مع زوجته المؤمنة سلمى وولديه، ونظرت إلى وجهه ورأيت نور الله يشع من عينيه والخشوع واليقين والسكينة تنبعث من وجه زوجته الوفية سلمى، حينها شعرت يا أصحابي أن الدنيا رغم كل ما فيها مازالت بخير وتذكرت قول الحبيب المصطفى ص: «الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين ))
منقول من مجلة الوعي الإسلامي عدد 551 لعام 2011م  

كيف يبدع ولدك

الوعي الجمالي عند الأطفال أساس التفوق والإبداع
منذ سنين بعيدة؛ انشغل علماء النفس وعلماء التربية بقضية الطفولة، لاسيما الطفولة الناضجة، وتساءلوا: كيف نصنع الأطفال المبدعين في المجتمع؟ أو بمعنى آخر: كيف نخلق حاسة الإبداع عند الأطفال؟
وتوصلوا إلى أنه لابد من الاهتمام بمسألة الوعي الجمالي عند الأطفال، باعتبار أن الوعي الجمالي هو النمو المتزايد نحو الاكتشاف الدائم عن الوحدة في الاختلاف، في المتناقضات، في المتعارضات.. كذلك هو المقترح لمجموعات متنوعة من الحلول أمام العقل الذي يختار في الأغلب أحد الحلول.. فإنه يغرس بذلك احترام الرأي الآخر ومعتقداته، ويبتعد هذا الوعي الجمالي عن التعصب والتشدد، وكذلك يجعل هذا الوعي الجمالي صاحبه يبحث دائمًا عن زوايا جديدة للرؤية فيجتنب الجمود، وأيضًا يحرض العقل على فتح جوانب متعددة من التفكير فيتحرر من أحادية النظر العقلية التي تعوق التقدم، وتغلق طريق التبادل والحوار الإنساني على أرض يملؤها الاحترام والفهم المتبادل.. وأيضًا التسامح والتقدير.
واهتم علماء التربية -على وجه الخصوص- بعمل برامج توعية من شأنها أن تسهم في زرع العقلية الإبداعية، ووضعوا لها التصورات التالية:
-  تنمية حب الاستطلاع عند الطفل: إن حب الاستطلاع والثقة بالنفس، والإبداع تتفاعل مع بعضها، ذلك أنه بقدر ما لديهم من حب الاستطلاع يكون لديهم تقدير لأنفسهم وبالتالي يكون لديهم رغبة في الاستمرار بالعمل المبدع وتكوين خبرة فنية بمحيطهم، ويطورون كفاءات مناسبة، ويتفاعلون بشكل جيد مع عالمهم الخارجي مما يزيد من تطوير ثقتهم بأنفسهم أيضًا ويكون تقديرهم لذواتهم عاليًا، الأمر الذي يسهم في تطوير قدراتهم الإبداعية.
-  تحرير الأطفال من الخوف والخطأ: لأنه مما يعيق الأصالة، وإن التأكيد على الممارسات التي نتعلم عن طريقها من الأخطاء التي نقع فيها تشجع محاولات القيام باللعب بالإمكانيات التي هي جزء أساسي في عملية الإبداع، لذا فإن الاتجاه الهادئ والمتسامح تجاه الأخطاء الأولية التي تقيّم فيما بعد، وترفض من زاوية ما لكونها غير ملائمة تشجع التجريب بالإمكانات البديلة وهذا الأمر جزء من النتاج الإبداعي.
-  تشجيع التخيل بالإضافة إلى النظرة الواقعية للأمور: إن التشديد على أن يكون التفكير مرتبطًا بالواقع يمكن أن يثبط من عملية التجريب للاحتمالات الغريبة التي هي على الأغلب مفيدة، إلا أن تشجيع التحرك الحر من الخيال إلى الحقيقة والمزج بين الآراء الغريبة والتقويم الناقد من الأهمية بمكان العمل على تشجيعها.
-  تشجيع اختلاط الطفل بالأشخاص المبدعين: إن المستويات العليا من الإبداع تتطلب أن يتقبل الآخرون الأفكار والأعمال غير المألوفة ولن يقدر ذلك سوى الأشخاص المبدعين وغير التقليديين.. فالطفل قد يسعى إلى تشبيه نفسه بنماذج أكبر منه سنا عند الفشل في بعض محاولاته فالقدوة والجو العام الإيجابي قد يكون سببا في تطوير الإبداع.
-  تشجيع الاختلاف والتفرد: إن تشجيع الاختلاف في الرأي والعمل على التجريب، وإعطاء الفرد إحساسا بتفرده أمور مرغوب بها.
-  تشجيع المبادرات الفردية: إن توفير أكبر قسط من الفرص للدراسة الفردية والسماح لكل متعلم بأن يتقدم حسب قدراته، وتوفير جو من المرونة في المختبر، والخبرات الميدانية كلها عوامل تشجع على تطوير العوامل الرئيسية للنشاطات الإبداعية.
-  تجنب قولبة الشخص ذي القدرة الإبداعية حتى لا تطمر بوادر الإبداع عنده.
منقول من مجلة الوعي الإسلامي عدد 551 لعام 2011م