بسم الله الرحمن الرحيم . إذا أردت أن تحفظ القرآن وتحصل على سند ، ما عليك سوى الاتصال بنا . كما يمكنك الحفظ معنا عبر الإنترنت
إذا أردت دراسة أحد علوم اللغة أو أحد المواد الشرعية فقط راسلني .::. إذا أردت إعداد بحث لغوي أو شرعي فنحن نساعدك بإذن الله

language اللغة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

اذكر الله

01‏/07‏/2011

الثورة الليبية وجنون الحكم د . طارق سويدان

الثورة الليبية وجنون الحكم  د . طارق سويدان
أين أبدأ وكيف أقدم؟ وماذا أقول وقد عقدت مشاهد القتل والجريمة ألستنا، وأطارت أشلاء الأبرياء صوابنا، لو كان للإنسانية لسان أو للآدمية كلام لما انتظرت صمت البشر وخنوع وجبن الرؤساء العرب وصمتهم على مجازر ومذابح فرعون ليبيا:

ولأعلنت باسم الشريعة كفرها  ... بشرائع الأمراء والرؤساء

ولساءلتهم : أيهم قد جاء  ....  منتخباً لنا بإرادة البسطاء؟

ولسائلتهم: كيف قد بلغوا الغنى ...  وبلادنا تكتظ بالفقراء؟

ولمن يرصون السلاح؛ وحربهم ..... حب؛ وهم في خدمة الأعداء؟

وبأي أرض يحكمون وأرضنا ... لم يتركوا منها سوى الأسماء؟

وبأي شعب يحكمون، وشعبنا ......متشعب بالقتل والإقصاء؟

يريدون منا أن نسكت وندعو للعقل والحوار، وهل بعد ماتعيشه الأمة من ظلم واستبداد دام عشرات السنين ثم يتحول اليوم إلى جرائم بحق الإنسانية وحق الشعوب على أيدي تلك الأنظمة الطاغية الفاسدة، هل بعد هذا كله يجوز أن تمتد يد لهذه الأنظمة.

أمن التأدب أن أقول لقاتلي  ...  عذراً إذا جرحت يديك دمائي؟

إن لم يكونوا ظالمين فمن ترى  .... ملأ البلاد برهبة وشقاء

إن لم يكونوا خائنين فكيف .....مازالت فلسطين لدى الأعداء

خمسون عاماً والبلاد رهينة  .....  للمخبرين وحضرة الخبراء

خمسون عاماً والشعوب تفيق من ....  غفواتها لتصاب بالإغماء

خمسون عاماً والمواطن ماله  ....شغل سوى التصفيق للزعماء

خمسون عاماً والمفكر إن حكى .... وهبت له طاقية الإخفاء

خمسون عاماً والسجون مدارس .... منهاجها التنكيل بالسجناء

خمسون عاماً والقضاء منزه ..... إلا من الأغراض والأهواء

فالدين معتقل بتهمة كونه ..... متطرفاً يدعوا إلى الضراء

لم يتلوث لساني بمدح حاكم عربي من هؤلاء الظلمة ولن يتلوث بإذن الله ومازال رأيي فيهم هوهو،، والأيام تثبت فسادهم وطغيانهم وإجرامهم بحق أمتنا، وسأظل أرفض فسادهم وأحذر الناس من أن يكونوا عبيدا لهم أو أن يخافوا بطشهم:

وأُلقن الأطفال أن عروشهم ، زبد أقيم على أساس الماء ، وألقن الأطفال أن جيوشهم ، قطع من الديكور والأضواء ، وألقن الأطفال أن قصورهم  ، مبنية بجماجم الضعفاء .  جنون النظام الليبي
مع القذافي يوقن المرء أن الظالمين دركات كما أن الصالحين درجات، رأينا أنظمة فاسدة وطاغية، وسمعنا بحكومات وزعماء مجرمين، وشاهدنا كيف قتل بن علي ومبارك عشرات الأشخاص فلما يئسوا من استمرار حكمهم غادروا البلاد، لكن هذا الطاغية ضاعت إنسانيته كما ضاع منه الرشد والعقل من زمن قديم، زاد على كونه نظاما مخبولا بالإجرام العلني، وأنا على قراءتي للتاريخ لم أجد حاكما بغبائه وجنونه وبطشه إلا الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي أمر الناس بالعمل ليلا والنوم نهارا وحرم عليهم أكل الملوخية وابتدع غباء لم نجده إلا عند القذافي!!
لن أسرد قمعه لشعبه وكيف كان أصدقائي ونحن في أميركا يعانون ويحدثونني عن إجرام هذا النظام وكيف أن أحد أصدقائي الليبيين الذي كان معي في أميركا اعتقل 17 عاما حين عودته ثم خلوا سبيله لأنهم لم يجدوا له تهمة،، لن أذكر أو أتذكر كل هذا لأن هذا كله صغر بجانب المجازر التي يرتكبها هذا الطاغية واستخدامه للمرتزقة الذين أباد بهم العباد والبلاد وكيف يقتل شعبه بدم بارد وعقل مجنون، لكنه لن يثني المجاهدين والثوار عن عزيمتهم، فقبله قتل شاه إيران 17 ألفا في يوم واحد لكن ثورة الشعب انتصرت في النهاية.
ذرية بعضها من بعض
كان الناس مخدوعين بمن سمى نفسه سيف الإسلام ابن معمر القذافي،، لكنني لم أنخدع به يوما وكنت أرى فيه امتدادا لوالده وهاهو يظهر على طبعه وينكشف أخلاقه ونوايا (والذي خبث لايخرج إلا نكدا) فهل هناك من حاكم واع يهدد شعبه ويخوف أمته بالقتل والدمار كما فعل القذافي وابنه؟!!
ليبيا الخير
الشعب الليبي شعب طيب كريم شهم مجاهد،، وهذا ليس غريبا عنهم فهم أحفاد عمر المختار، كما أنه من أكثر الشعوب التي رأيتها تدينا والتزاما ومحافظة، ويكفي أن تعلم أن عدد سكان ليبيا يقارب 6 ملايين نسمة بينهم حوالي مليون فرد يحفظون القرآن غيبا!!
وقد أكرمهم الله بالنفط والغاز والثروات الطبيعية والزراعة والماء لكن هذه الخير كله لم يظهر أثره على البلاد لأنها منهوبة ولأن زمرة الظلمة المجرمين من القذافي وأبنائه وأعوانه لم يسخروا هذا الخير في تطوير وخدمة البلد وتوصل الإحصائيات الأموال التي أهدرها القذافي خلال سنوات حكمه إلى 200 مليار دولار!!
إحصاءات رسمية
وحتى لانتجنى ويظن البعض أننا نبالغ فإنني أترك الإحصاءات الرسمية تنبئكم عن حجم الجريمة التي نفذها وينفذها هذا الظالم في بلده. ففي إحصائيات 2010 لمنتدى الاقتصاد العالمي والذي قاسوا فيه 139 دولة كانت نتيجة ليبيا 111 من أصل 139 في المؤسسات و95 في البنية التحتية و115 في الصحة والتعليم الأساسي و95 في التعليم العالي و130 في التنمية الاقتصادية من أصل 139 دولة،، هذا كله علما أن ترتيب ليبيا في توفر المال حسب نفس المصدر هو 7 بين تلك الدول!! مال وفير وتنمية معدومة، خير كثير لكن انعكاسه على واقع البلد صفر أو قريب من الصفر.
إلى شعبنا الليبي
اصمدوا وتوكلوا على ربكم وتعاونوا وتوحدوا ولا يحزنكم مايجلبه هذا الظالم من مرتزقة وأعوان فإنني على يقين أن ثورتكم هذه ستنتج نصرا بإذن الله يعوضكم عن سنوات الهوان والقهر والظلم .. وأنا لا أوجه نداء إلى هذا النظام لأنه غبي لا يعي، متكبر لايبصر، مجرم لايشعر، لكن أقول لشعبنا إن قلوبنا وألستنا وأوقاتنا معكم ولكم حتى تتحرروا من جبروت هذا النظام.
اللهم ثبتهم وانصرهم وأرنا في الظالمين خزي الدنيا قبل عذاب الآخرة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق