بسم الله الرحمن الرحيم . إذا أردت أن تحفظ القرآن وتحصل على سند ، ما عليك سوى الاتصال بنا . كما يمكنك الحفظ معنا عبر الإنترنت
إذا أردت دراسة أحد علوم اللغة أو أحد المواد الشرعية فقط راسلني .::. إذا أردت إعداد بحث لغوي أو شرعي فنحن نساعدك بإذن الله

language اللغة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

اذكر الله

29‏/07‏/2011

في انتظار الفجر ... مقال أدبي ماتع عن تعز اليمنية


في انتظار الفجر

 ها هي ذي الشمس  تطلع عليا من جديد وقد نزعت للتو الشراشف الحالكة عن أبنائي والتي  حكتها لهم لتساعدهم على النوم ليلا مهما ساءت الظروف  وأبدلتها بشرا شف أخرى والتي حكتها أيضا أنا وصبغتها بألوان السماء الزرقاء لتبث في أرواح صباحاتهم عبق التفاؤل ،وأبدلت ملابسهم بملابس  أخرى  ذات ألوان زاهية تضخ في أرواحهم الوضوح  وتحليهم بالأمل المتجدد وبالإيمان والعزيمة الراسختين.

 راقبتهم  وهم يغادرون البيت متجهين نحو مناهل الحياة راقبتهم كيف يجاهدون  لتوفير لقمة تعالى سعار أسعارها  و(زفة ) ماء عزت حتى على أصحابها  حتى بات يحسدك على شراءها من يبيعك إياها، راقبتهم وهم بين مصطفين  في طابور للمواصلات قد يصل لساعات  وآخر  للوقود قد يصل لأيام،
شاهدتهم وهم يسعون في طلب المستقبل والحرية والمواطنة.  أعددت لهم غدائهم  الذي يتناولونه كل كما تسنى له ومع من حضر أكان أخا في الدم أو حتى الوطن ولكنهم جميعا كانوا تحت ناظري . صحبتهم بقلبي وهم يرسمون لوحات الحياة بألوان الموت في الساحات وسمعت أنفاسهم  المبتهلة لله لي بالعز والصون و تباهيت برايات البر بي وهي تتنقل بين أيديهم  كأجمل عدوى راقبتهم وهم يتقاسمون التصبر  والثبات ويجددون العهد فيما بينهم ويتقاسمون الموت كما يتقاسمون الحياة  وهاأنذا انتظرهم شأني كل ليله قد عاد بعضهم ولم يعد البعض الأخر بعد وربما لن يعد وهاأنذا أحاول أن أضع يدي على قلبي جاهدة  لأرقد عليهم كالأفراخ الصغيرة لأطلقهم عند الفجر صقورا من جديد أنا ..أنا الحالمة تعز.
ياسمين العثمان
كاتبه من اليمن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق