الطريق إلى الله تعالى تقطع بالقلوب لا بالأقدام ، ومدار صلاح الجسد على القلب كما قال صلى الله عليه وسلم ( إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله إلا وهي القلب ) لأن مدار فلاح العبد على ما في قلبه من الخير
قال الله تعالى : " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " صدق الله العظيم .
قال الله تعالى : " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " صدق الله العظيم .
" احذر على قلبك من لسانك " 
قال بعض الحكماء (مثل القلب مثل بيت له ستة أبواب, ثم قيل لك : احذر أن يدخل عليك من أحد هذه الأبواب شيء, فيفسد عليك البيت, فالقلب هو البيت, والأبواب : اللسان, والبصر, والسمع والشم واليدان والرجلان, فمتى انفتح باب من هذه الأبواب بغير علم ضاع البيت ).
الباب الأول : اللسان
هو أسهل باب يتسلل منه الشيطان إلى القلب بل هو أكثر باب يرتاده الشيطان ويمر خلاله كل يوم وذلك لأنه أكثر الأعضاء عملا وأسهلها شغلا وأقلها تعبا عندما يعمل
فمن غفل عن حراسة لسانه تسلل الشيطان منه إلى قلبه وسيطر على كيانه وبعدها ساقه إلى شفا جرف هار .
قال صلى الله عليه وسلم(( أكثر خطايا ابن آدم في لسانه))لذا وجب حراسة هذا الثغر من أخطائه وزلاته كما وكيفا ،فاللسان هو بوابة دخول ، يدخل إلى القلب عبر اللسان ما يطهره أو يدنسه لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه,ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ).
ومعنى الحديث: مهما داوم القلب على القربات وتعرض لشتى أنواع الأدوية والعلاجات فلن يطهر أبدا حتى يزيل ما علق بلسانه من أوساخ وإلا كانت الجوارح تبنى واللسان يهدم, لذا تتوسل الأعضاء كل صباح إلى اللسان حتى لا يضيع مجهودها سدى وتعبها في سبيل الحق هباء منثورا, وحتى لا تؤاخذ بجريرة غيرها. قال صلى الله عليه وسلم:إذا أصبح ابن ادم فان الأعضاء كلها تكفر اللسان, فتقول: اتق الله فينا, فإنما نحن بك ,فإن استقمت استقمنا, وإن اعوججت اعوججنا)
ومعنى تكفر أي تتذلل وتتواضع له من التكفير, وهو أن ينحني الإنسان ويطأطئ رأسه قريبا من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم أحد ، والمعنى أن نطق اللسان يؤثر في أعضاء الإنسان بالتوفيق والخذلان , لأن اللسان أشد الأعضاء جموحا وطغيانا وأكثرها فسادا وعدوانا, ويؤكد هذا المعنى قول الزاهد البصري أبو يحيى مالك بن دينار ((إذا رأيت قسوة في قلبك ووهنا في بدنك وحرمانا في رزقك, فاعلم أنك تكلمت فيما لا يعنيك) . بتصرف من كتاب بأي قلب نلقاه د خالد أبو شادي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق