قصيدة (لغتي الحبيبة) للشاعرة أحلام الحنفي
لغةُ العُرُوبَةِ مَنْ يُقَدِّرُ فَضْلَهَـا؟ *** عَلَمٌ يَرِفُّ على مدى الأزمانِ
وحَبَاهَا رَبُّ العـالميـنَ بحِفْظِهِ *** إذْ أنـزلَ القـرآنَ خيرَ بيانِ
ولِخَـاتَمِ الرُّسُلِ الكـرامِ محمدٍ *** سُنَنٌ تُفَصِّلُ مُجْمَلَ القـرآنِ
أَعْيَتْ فَصَاحَتُهُ بلاغـةَ قومِـهِ *** وتحـدَّى بالإعجازِ كلَّ لسانِ
دُكَّتْ عروشُ الظـالمينَ بِحُسْنِهِ *** وأَلانَ قلبًا قاسـيَ البُنْيـانِ
عَبَثَ النصارى واليهودُ بسفرِهِمْ *** وبمـا حَوَتْهُ يَدُبُّ كلّ بَنَانِ
لكـنّ ربّ العـالميـنَ بفَضْلِهِ *** حَفِظَ الكتابَ وسُنَّةَ العدنانِ
للهِ دَرُّ فصـاحةٍ نَطَقَـتْ بهـا *** شَفَةُ النبيّ وصَحْبِهِ الأَعيـانِ
للـهِ دَرُّ فصـاحةٍ وُلِدتْ بهـا *** خيـرُ العلومِ بخاتَمِ الأديانِ
نَحْوٌ، وتَرْجَمَةٌ، ونَظْمُ قَصَائِـدَ *** بمَلاحِمِ الإعرابِ في إتقـانِ
جَمَعُوا الحديثَ وفِقْهَنا بعنـايةٍ *** وكذاكَ كانَ مفسرو القرآنِ
وُضِعَتْ مَعَاجِمُنا وشادَ صُروحَها *** رجلٌ يفوقُ براعةَ الفرسانَ[1]
جَمَعَ المعانيَ حتى لا تضيـعَ إذا *** عَصَفَتْ بأُمَّتِنا قِوى العُدوانِ
رُفِعَتْ منـاراتُ البـلاغةِ عاليًا *** إذْ شادَها أُسْتاذُها الجُرجاني[2]
وبما تجودُ قرائحُ الشعراءِ كانْ.. *** علمُ العروضِ بأجملِ الألحانِ
يا لائمي في الشعرِ حَسْبُكَ لا تَلُمْ *** فالشعرُ بَلْسَمُ مِن جروحِ زماني
لا تُنصِتَنَّ لِمَـا يُقـالُ ويُدَّعَى *** في الغربِ من زيفٍ ومِن بُهْتانِ
قدْ كانوا في تيهِ الضلالةِ يَقْبَعونْ *** وبَلَغْنَا فـي العلياءِ كلّ عنانِ
حتى إذا حاقَتْ بأُمَّتِنا الخطوبْ *** دَهَمُوا حضارَتَنا مِن الأركانِ
قد صاروا هم مَن يَدَّعونَ تَحَضُّرا *** يَغْـزونَ أمَّتَنَا بكـل مكانِ
فاترُكْ أخي ما يدَّعـونَ وغَيَّهُمْ *** وانْهَـلْ مَعِينَ العلمِ والعِرفانِ
واثبتْ لهم أنّا امتدادُ حضـارةٍ *** لنْ نبكِ أمجـادًا لِعَهْدٍ فـانٍ
لغةُ العروبةِ حُبُّها لثـلاثةٍ... *** نَسَـبُ النبيّ، ومَنْطِقُ القرآنِ
وإذا يشاءُ اللهُ في جنّاتِ خُلْد *** وبذاكَ وَصَّى مصطفى الرحمنِ
إنـي لأَعْشَقُهَا ويبقـي حُبُّها *** في قلبي مكنونًا مدى الأزمانِ
أُهدي لهُ ما قـد يجودُ بِخَطِّهِ *** قَلَمٌ مَحَبَّتـه بِطَـوعِ بَناني
[1] الخليل بن أحمد.
[2] من مؤسسي علم البلاغة العربية.
[3] درسًا: محوًا.
[4] أي لغتي العربية.
[5] عروبة الانتماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق