فكيف إذن يكون الأمر من العلم؟
خلاصة ما ذكره د. حسن الأسمري
أن مفتاح هذه الظاهرة يبتدئ بتأمل هذه الآيات الكريمات :
قال تعالى: (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ) [آل عمران: 19]
وقال تعالى: (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ) [البينة: 4 ، 5]
وقال تعالى: (وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ) [الجاثية: 16 ، 17]
وقال تعالى: (وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ) [البقرة: 213]
وقال تعالى: (وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ) [الشورى: 13 - 15]
وقال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران: 105 - 108].
مما يفهم من هذا السياق القرآني أنهم كانوا على الحق ثم وقع الاختلاف والافتراق، وهو انقلاب عن الحق إلى الباطل، ولكن من العجب أن الانقلاب وقع بعد مجيء العلم والبينات والهدى، أي بعد معرفة الطريق، وهذا يعني أن العلم قد يكون لطائفة من المتعلمين فتنة، فالجهل قد ارتفع عند هؤلاء ولكن حلّ مكانه البغي أو حتى بدونه.
والحقيقة أن الموضوع جدير بالتدبر إذ إن العلم الذي هو مظنة الفلاح والصلاح قد ينقلب وبالا على صاحبه بسبب بعض ما يعتريه أو يعتري صاحبه من الآفات المهلكات
وروي عن وهب بن منبّه : «إنّ للعلم طغيانا كطغيان المال» قال ابن الأثير: أنّ العلم يحمل صاحبه على التّرخّص بما اشتبه منه إلى ما لا يحلّ له، ويترفّع به على من دونه، ولا يعطي حقّه بالعمل به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق