الطبعة اللادينية .. من مُرشحى رِئاسة الجُمهورية
الحمد لله والصلاة والسلام على رَسول الله صَلى الله عليه وسلم
لا يسَع النّاظر إلى القائِمة المُحتملة لمُرشحى رئاسَة الجُمهورية في مصر، الدولة المُسلمة التي يقطنها غَالبية سَاحقة من المُسلمين تصل إلى 93% على أقل تقدير، إلا العَجَب والإشمئزاز من النوعية التي وضعت نفسها في المُقدمة لقيادة هذه الأمة.
ويرجع السبب في ذلك إلى أن هذه الطائفة الحَالمة بالرئاسة، ينتمي أغلبها إلى الإتجاه اللاديني العلمانيّ، مثل محمد البرادعيّ، وعمرو موسى، وحمدين صباحي، وأيمن نور، ومحمود أباظة، بل وهشام البسطويسى. هذا الحشد في مقابل حمزة أبو اسماعيل وعبد المنعم أبو الفتوح، الذين ينتميان إلى الإسلام.
هذه النسبة الضئيلة من المرشحين المسلمين، مقابل هذا الكمّ من اللادينيين، لا مبرر له إلا أن دعاة التوجه الإسلاميّ ليسوا على استعداد لخوض معركة الرئاسة بعد، بسبب طول الإستعباد والإستبعاد، وعدم التمرس على هذا الدور.
وهذه الطائفة العلمانية، الحالمة بالرئاسة، تتفق كلها على أن الشريعة الإسلامية لا تصلح، ولا يجب، أن تَحكُم البلاد، خلافاً لرأي غَالبية الشعب. ولا ندرى كيف، وبأي تكتيك سوف تدخل هذه الطائفة الإنتخابات، وأي أكاذيبٍ والتواءات تُمهّد لتمرير مبادئها على الشَعب. لكن الحقيقة المتفق عليها هو أن السياسة المصرية، كانت ولازالت، لا تعكِس آراء المُواطن العَادي، بل هي مرآة لجمعٍ نُخبيّ من مُحترفى الإجتماعات والمُؤتمرات والحَلقات التليفزيونية، والتصريحات الصَحفية، ولا صلة لهم بالشعب على الإطلاق. وهؤلاء"الأعضاء" في أحزابهم أو جمعياتهم، ليسوا إلا ممن انخدع بسحرهم واباطيلهم، أو ممن سقط الإسلام من قلبه، واتخذ الهه هواه، وما أكثرهم!
وعدم ظهور المسلمين في هذا السباق القادم، يترك الطريق مفتوحاّ أمَام اللادينية العِلمانية لتحُكم مصر. والأمر الآن يختلف عنه في العهد السابق، فالترشح في العهد السابق لرئاسة الجمهورية كان عبثاً، والترشح للبرلمان كان حراماً لأنه يعمل في ظل دولة علمانية. واليوم، الطريق مفتوحٌ لتغيير كلا الأمرين. والتغيير من الكفر إلى الإسلام مطلوبٌ ومقبولٌ، سواءً بطريق السِلم أو الحرب، وإن علمَنا التاريخ أن ذلك لا يكون بالسّلم عادة. فإن تبدل الوضع، وخضع الهسكر لضغط اللادينيين، وكُتب الدستور أولا، بما فيه من كفريات يرونها، فلا مجال لترشحٍ رئاسيّ أو برلمانيّ، ويكون الأمرُ أمر تبديل، وثورةٍ جديدةٍ يقودها المسلمون هذه المرة.
المرشحون للرئاسة، علمٌ على التوجه الذي تريده العصبة، التي يحلو لبعض حاملى الأقلام أن يسميها النخبة، المارقة من الدين، وهو أن تسطو على الثورة، وتنتزع من الشعب دينه وإيمانه، وتعدهم بحرية ورخاءٍ ومساواةٍ في مقابل هذا "وما يعدهم الشيطان إلا غرورا".
لكن لا يجب أن يُلام إمرئٍ على السعى لما يؤمن به، وهؤلاء المرشحون يؤمنون بهذه اللادينية سبيل إلى الحكم. العيب الذي يجب أن يلام عليه هو موقف المسلمين ممن هو قادرٌ على حمل هذه الأمانة، ثم لا يحملها، بدعوى السياسة، أو عدم إفزاع أمريكا والغرب، أو غير ذلك مما ليس له رصيد عند الله شرعاً، ولا عند الناس عقلاً. إنما رصيده يقع في ميزان الخنوع والإستكانة التي يهيؤ الشيطان لأنصارها إنها سياسة، أومصلحة! ومن ثم، فإن الله سيؤخرهم، لمّا اختاروا لأنفسهم التأخر.
والشعب المُسلم في مصر يجب أن يتصدى لهؤلاء اللادينيين، وأن تكون هناك مؤتمرات توعية، تقال فيها كلمة الحق، كاملة غير مبتورة، عن هؤلاء العلمانيين وهم دينهم الذي يبشرون به، فطالما عانينا، وعانى الشعب، وعانت الدعوة، من الكلام الأبتر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق