بسم الله الرحمن الرحيم . إذا أردت أن تحفظ القرآن وتحصل على سند ، ما عليك سوى الاتصال بنا . كما يمكنك الحفظ معنا عبر الإنترنت
إذا أردت دراسة أحد علوم اللغة أو أحد المواد الشرعية فقط راسلني .::. إذا أردت إعداد بحث لغوي أو شرعي فنحن نساعدك بإذن الله

language اللغة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

اذكر الله

06‏/09‏/2011

(نحو تجويد إبداعي)

مقال (نحو تجويد إبداعي) 
الحمد لله رب العالمين؛ والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ وبعدُ:
يُعدُّ التجويدُ روضة علوم الرواية؛ ورياضة علوم الدراية؛ تلكَ المتعلقة بالقرآن الكريمِ فهمًا وأداءً.
وكما يتفاضلُ القرّاء في أداء الرواية وعلم الدراية؛ يتفاضل -كذلك- المدرسون القائمون على تدريس التجويد تمكُّنا ومهارةً، فمنهم من يتعامل مع جلسة التجويدِ على أنَّها جلسة استظهارٍ يجتهد خلالها في إِشراب الطلّاب أكبر قدرٍ من المعلوماتِ النظرية المجرَّدة؛ والمتون العلمية المنظومة والمنثورة...ومنهم من هو مُجتهدٌ في شَفع المعلومة النظرية بالتطبيق العمليِّ.
ولا شكَّ أن القسم الثاني أفضل حالًا؛ وأرجى مآلًا؛ وإن كانَ كثيرٌ منهم يَشكونَ من صعوباتٍ متعددة داخل الحلقات غير النظامية؛ إذ -غالبًا- ما تتفاوت أعمار الطلاب تفاوتًا جليًّا داخل هذه الحلقات؛ فضلًا عن خضوع جلسة التجويد نفسها لعوامل التغيُّر التي تتميَّز بها هذه الحلقات؛ بل ربَّما وصل الأمر إلى غياب المنهجية تمامًا في التعامل مع جلسة التجويد وغيرها من المناهج المكمِّلة.
المتوقَّع إذًا؛ والحال هكذا؛ أن تأخذ جلسة التجويد شكلًا نمطيًّا يُضعف من إكساب الأطفال لملكة الدراية؛ ويُرضَى من الغنيمة بتقليد الأطفال قراءةَ شيخهم دون وقوفٍ على الأسباب والعلل في كثير من جزئيات الأداء.
ومن خلال التجربة العملية والممارسة أُقدِّم بعض هذه المقترحات:
1- التركيز في تنمية المهارات السماعية .
السمع –كما يصفه ابن خلدون– أبو الملكات اللسانية؛ والملكة هي أساس تحصيل الدراية.. ولتنمية هذه الملكة يمكن اعتماد التدريبات الآتية:
التدريب الأوَّل:
صف ما تسمع:
مثال تطبيقي: قبل الشروع في شرح أحكام النون الساكنة والتنوين؛ اطلب من طلابكَ الاستماع جيِّدًا لقراءتك؛ واقرأ عليهم الكلمات الآتية مجوَّدة: (أنعمت)؛ (من يعمل)؛ (من شر)؛ (من بعد) ... بعد تكرار القراءة ثلاث مرَّات دع الطالب يصف بألفاظه ما هو الفرق في نُطق النون في كلِّ حالة ... المُستهدف من التدريب تنمية ملكة السمع؛ والتعبير. ولا يخفى أنَّ هذا سيكون مدخلًا رائعًا لشرح أحكام النون الساكنة والتنوين.
 مثال آخر: اقرأ عليه الكلمات الآتية مجوّدة ودعه يصف الفرق كما في الحالة الأولى : (قتل ؛ قاتل)، (أتى ؛ ءاتى)، (أُتوا؛ أُوتو) (عمَّ يتساءلون) على الصواب ؛ عمَّا يتساءلون كما يُلحن فيها بإطالة فتحة الميم)؛ (إنَّ شانئك) على الصواب؛ إنَّا شانئك كما يُلحن فيها بإطالة فتحة النون؛ ( لم ينتهِ) ؛ لم ينتهي كما يُلحن فيها بإطالة كسرة الهاء..
التدريب الثاني:
اكتب الكلمة كما تنطقها:
في هذا التدريب تُقرأ على الطالب كلماتٌ مجوَّدة ويُطلب منه كتابتها كما سمعها.
مثال: اكتب: مِن ربهم (مِرَّبِّهم) ؛ من يعمل (مَيعمل) ، من بعد (مم بعد) ... وقِس على هذه الوتيرة.
2- تنمية ملكة التفكير والتوقُّع:
تدريب1:
اكتب مجموعة من الكلمات بالرسم العثماني بحيث تحتوي بعض الكلمات نونًا ساكنة؛ وبعضها الآخر تنوينًا؛ ونوِّع في موضع النون الساكنة طرفًا ووسطًا؛ واجعلهم يستنبطون الفروق بين النون الساكنة والتنوين.
 تدريب2:
توقُّع التشكيل في نحو: من يعمل؛ من شر؛ ربهم بهم ؛ الشمس؛ القمر ..إلخ...
 3- اكتشف الفرق (تدريب بصريٌّ لتنمية مهارة اكتشاف الفروق الكتابية؛ وربطها بطريقة الأداء.
تدريب1:
من خلال المقارنة البصرية بين تشيكل همزة الوصل ؛ والألف المهملة؛ وألف المدّ الطبيعي والفرعي؛ وألف الصفر المستطيل.
تدريب2:
دعه يكتشف بنفسه طريقة رسم التنوين في حالاته المختلفة.
ولا يفوتني التنبيه على أنَّ المدرِّس الناجح هو الذي يجعل جلسة التجويد ممتعة؛ ويبتكرُ باستمرار في طريقة تفاعله واتصاله بطلَّابه؛ وإليك بعض هذه الطرق:
1- دع الطالب يُقدِّم نفسه؛ ويختم الحديث بذكر هوايةٍ من هواياته تبدأ بلام قمرية؛ على أن يقوم الطالب الذي يليه بتكرار الأمر مع ذكر إحدى هواياته التي تبدأ بلام شمسية؛ وهكذا بالتبادل... (لا يُشترط في هذا التدريب أن تكون الكلمة مذكورة في القرآن؛ كما لا يُشترطُ التزام الدَّور المكاني؛ بل أوَّل طالبٍ يكون مُستعدًّا ثم الذي يليه استعدادًا).
2- أَكثرْ من اعتماد أسلوب التدريب الجماعي أثناء الجلسة؛ فيمكن تقسيم الطلّاب إلى مجموعات عشوائية؛ وتكليفهم – مثلًا – باستخراج الأحكام التجويدية في القراءة التي قرأها عليهم أحد زملائهم؛ على أن يُمنحوا وقتًا مُحدّدًا لذلك؛ بعده تقوم المجموعات بعرض أعمالها؛ يمكن استخدام ورق الحائط الأبيض لكتابة الحلّ ثم تعلِّق كل مجموعة عملها على مكان مخصص على الحائط بحيث تكون واضحة للجميع؛ ثم يقوم أحد أفراد المجموعة أو أكثر من واحد بعرض عملهم؛ على أن يُختار أحسن تصميم ؛ وأحسن عارضٍ؛ وأحسن عملٍ من حيث المادة العلمية؛ وتُترك مساحة للآخرين من خارج المجموعة بالتعليق على أعمال زملائهم ونقدها؛ وهذه الطريقة تُنمي مهارات التفكير الجماعي؛ والتعاون؛ والإبداع ؛ والتصميم ، والعرض، والنقد.
3- حفِّز عند الطلَّاب الإبداع في عمل الواجبات المنزلية الإضافية؛ فلا يلتزم شكلًا واحدًا نمطيًّا؛ بل تُترك له مساحة من الحرية لتقديم عمله في أيِّ تصميم شاء: نصيًّا؛ أو باستخدام الرسوم التوضيحية؛ أو التجميلية؛ أو حتى صياغته في صورة لوحة حائط..إلخ.
4- من الطرق الرائعة إقامةُ يومٍ تدريبيٍّ كامل ؛ بحيث يقضي الطلَّاب يومًا كاملًا في مراجعة دروسٍ معيّنة من التجويد (خمس ساعات على الأقلّ ؛ على فترتين يتخللهما فسحة لمدة نصف ساعة)، وهذه الطريقة مُجديًّة قبل الاختبارات النظرية؛ والشفوية، وبعد الانتهاء من مستوًى ما وقبل الالتحاق بالمستوى الذي يليه. يجبُ التنويع في فقرات هذا اليوم؛ والجمع ما بين التدريب الجماعي (وهو الغالب) والتدريب الفردي؛ والحرص الأكيد على إشراك جميع الطلّاب في القراءة؛ والعرض؛ والواجبات.
 وفي الختام لا يسعني إلا أن أضع هذه التجارب بين يدي إخواني المدرِّسين والمحفظينَ؛ لعلَّ الله ينفعني وإياهم بها؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين...  
كاتب المقال: د.محمود عبد الجليل روزن...جمهورية مصر العربية..
مقرئ؛ وباحث في علوم التجويد والقراءات؛ ومشرف علميٌّ وتربويٌ على بعض المدارس القرآنية.
بسم الله الرحمن الرحيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق