بسم الله الرحمن الرحيم . إذا أردت أن تحفظ القرآن وتحصل على سند ، ما عليك سوى الاتصال بنا . كما يمكنك الحفظ معنا عبر الإنترنت
إذا أردت دراسة أحد علوم اللغة أو أحد المواد الشرعية فقط راسلني .::. إذا أردت إعداد بحث لغوي أو شرعي فنحن نساعدك بإذن الله

language اللغة

English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

اذكر الله

07‏/10‏/2011

وقفات وتأملات في سورة الحج



بسم الله الرحمن الرحيم


بمناسبة الحج العظيمة رأيت ان نتأمل في معاني سورة الحج ودلائلها...
وقعت سورة الحج بين سورتين عظميتين من سور القرآن الكريم حيث سبقتها سورة الأنبياء وهي ترمز للدعوة حيث يبعث الله في كل أمة رسول يدعوهم ويحذرهم من اقتراب الساعة ودنوها ((اقترب للناس حسابهم))..ثم تبعتها سورة المؤمنون ببشرى للمنؤمنين بصفاتهم المذكورة بأنه اذا قامت الساعة فإن مصيرهم إلى -وذكرت أعلى درجات الجنان- الفردوس الأعلى كما روى
أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وسقفه عرش
الرحمن) رواه البخاري وتتوسط بينهما سورة الحج مبتدئة بمشهد القيامة المذهل فكان الترتيب المبدع لهذه السور الثلاث فالأنبياء دعوة وإنذار بقرب الساعة ثم الحج تذكر وقوع الساعة بأهوالها ومشاهدها العظيمة ثم المؤمنون بشرى وطمأنة للمؤمنين عن مصيرهم في ذلك اليوم العظيم...
جمعت سورة الحج بين آيات مكية ومدنية بعضها نزل في الحضر وبعضها نزل في السفر بعضها ليلاً وبعضها نهارا ً..وهي الوحيدة بين سور القرآن الكريم التي حملت اسم ركن من أركان الإسلام..
تحدث السورة عن اليوم الآخر والبعث والعبودية والجهاد..افتتحت السورة بنداء عام لكل الناس والناس لفظ يعم المؤمن والكافر وهذا يتضمن تأكيد أن الله خالقهم ومستحق العبادة وحده دون شريك وهذا كله يستحق إنذارهم وتحذيرهم بذكر يوم القيامة وأهواله حيث يحشر الناس على حال واحدة حفاةٌ عراةٌ ويتجهون إلى اتجاه واحد في هول الموقف وهذا المنظر حين نتخيله يذكرنا بمنظر الحجيج حين يجتمعون في مكان واحد ويلبسون لباسا ً واحدا ً في كل حال في حرارة صيف أو برد شتاء فهم يجتمعون في عرفات ثم ينفرون زرافات ووحدانا إلى مزدلفة قد بدت عليهم آثار التعب ويبيتون فيها في العراء فراشهم الأرض ولحافهم السماء يعلوهم التراب لايحملون معهم من مزدلفة إلا حصياتٍ صغيراتٍ..متجردين من الدنيا ومافيها وهذا تماما كحال الميت في قبره لايكون معه إلا عمله..وينامون على تلك الحال حتى إذا سمعوا أذان الفجر هبوا للصلاة ونفضوا عنهم الغبار وهذا تماما كما يبعث الله الخلائق يوم القيامة وصورت الآيات ذلك بصورة تهتز لها القلوب بشدة والمشاعر بعنف..وتأمل..حين يقول الحق تعالى: ((وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء أهتزت وربت وأنبتت من كل زوج ٍ بهيج ٍ)) ثم يتبعها تعالى بقوله: ((ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شئ قدير*وأن الساعة ءآتية لاريب فيها وأن الله يبعث من في القبور))
وأصل البعث في اللغة هو التحريك بعد سكون..وهذا تماما كحياة الإنسان وبعثه بعد سكونه وموته وانقضاء البروخ...........اللـــــــــــــه اكبر مـــــــاأروع هذا التناسق والتناغم ومـــــــاأبلغ هذا الكلام كيف لا؟ وهو كلام خالق الألسن رب العالمين..
ذكر الله تعالى بعد ذلك دعوة سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لمَا انتهى من بناء البيت حيث دعى الناس للحج حتى بلغ صوته ارجاء الأرض وأسمع نداؤه حتى من في الأصلاب والأرحام فأجابوا النداء (لبيك اللهم لبيك)..اعقب الله تعالى آيات الحج -وكلنا يعلم مافي الحج من نصب ومشقة-بذكر الجهاد فناسب ذلك لما في الجهاد من بذل المال والنفس والمشقة..ثم عزى الله رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بذكر ماحدث للرسل السابقين من تكذيب وما آلت إليه مصائر المكذبين مبينا ً أن المرد والمصير إليه تعالى فالملك له يوم القيامة وهو مجازي الخلائق كلٌ بما عمل ..
وقد ذكرت الآيه (73) .. مثالاً بليغا لبطلان عبادة غير الله ممن يعجز عن أن يخلق
ذباباً على حقارته ناهيك عن أن يخلق أرضاً وسماءً وإنساناً ويسير كوناً بأكمله بحكمة واتزان .. بل إنهم ليعجزون عن أقل من ذلك يعجزون عن أن يستنقذوا مايسلبه
منهم هذا المخلوق الصغير الحقير فهم والذباب خلقٌ من خلق الله لا يملكون لأنفسهم ضرا
ولا نفعا ولا غنى لهم عن الله.. وهذه الآيه العظيمه تقرر عقيدة التوحيد بأبلغ صورة ..
وفي الآيه (77) من سورة الحج تأتي سجدةٌ وهي آخر آية سجدةٍ نزلت في القرآن
وكانت موجهةً للمؤمنين جميعاً وكأنها تقرر كمال الدين بالحج ..
وهنا يمكننا الربط بين اسم هذه السورة العظيمة وبين آخر سجدةٍ نزلت في القرآن
وبين آخر ركن من أركان الإسلام.. فالسورةُ سميت باسم آخر ركن من أركان الإسلام وهو الحج وبه يتم الدين .. ووردت في آخرها آخر سجدة نزلت وكلنا نعلم أن السجود يعني غاية الذل لله وغاية القرب منه فأقرب مايكون العبد لله وهو ساجد وهذه إشارةٌ إلى ضرورة تقرب العبد إلى الله لينجو من أهوال ذلك المشهد العظيم المذكور في فواتح هذه السورةُ ..
أفلا يستحقُ خالقنا الذي أكمل لنا هذا الدين وهدانا لهذا النور أن نتبع أمره ونجتنب نهيه ونقيم شرائعه وقد جعلنا شهداء على الناس وجعل الرسول علينا شهيداً ؟!!
بلى ..يستحق مولانا ذلك فنعم المولى ونعم النصير ....
منقول من دوحة البيان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق